يدير المخرج محمد السلمان كاميرته في فيلمي «ستارة» و «27 شعبان» بعين فنية ناقدة ترصد قضايا اجتماعية شائكة، جديرة بالغوص في أعماقها وظروفها، في تعرية للمجتمع وإشكالياته.

الفيلمان تم اختيارهما لتعرضهما نتفلكس ضمن «ستة شبابيك في الصحراء»، وذلك في إطار تقديمها للتجارب السعودية.



توتر المرة الأولى لمخالفة المجتمع

حمل فيلم 27 شعبان توقيع السلمان كتابة وإخراجا، وبدا فيه مخلصا جدا لواقعيته، مستخدما الكوميديا السوداء كأسلوب فني يوصل الفكرة بعمق، مزاوجا بين الضحك وتأمل المفارقة، وبالتالي التفكير في المآلات التي قادت بطلي العمل إلى حالة الارتباك التي عاشاها بأداء فني رفيع على مدى 12 دقيقة هي زمن العمل.

و27 شعبان هو تاريخ ميلاد بطلة العمل نوف (الممثلة عبير العتيبي)، والتي تقرر أن تحتفل فيه مع حمود (الممثل حسين اليحيى) في أحد المطاعم، حيث يلتقيان في أجواء من الارتباك والقلق والخوف والخشية.

تدور أحداث العمل عام 2005، ويولد توتر البطلين في لقاء محفوف المجازفة كثيراً من المواقف المضحكة، التي تكشف عادات المجتمع واصطدامها بتطورات العصر والخوف من اختراق هذه العادات التي لا يرضى المجتمع بتبديلها.

توظيف ذكي

رغم شح أماكن اللقاء، وانعدام القبول الاجتماعي للقاء بين شابين، أطره المخرج بحركة كاميرا قلقة خائفة، مستخدما كذلك في الخلفية أغنية راشد الماجد «شيلي الطرحة عن الوجه السموح -2001»، واكتفاء نوف بالحمرة السحرية والكحل استعداداً للموعد ونسفة الكوبرا لمحمد.

الفيلم أنجز -حسب مخرجه- في 37 ساعة فقط نظرا لضغط دخول شهر رمضان عند تصويره، لكنه مع ذلك نال علامات الاستحسان والإشادة، على مستوى المراجعات، وكذلك على مستوى التلقي لدى الجمهور.

يعلق يزيد وهو أحد متابعي الفيلم «أعجبني أسلوب الكاميرا المتحركة جداً.. منحني شعورا بعدم الأمان، وهو الشعور الذي غلف أحداث الفيلم كاملة، فقد اعتمدت على غياب الأمان بالنسبة للبطلين.. المخرج محمد السلمان نقل تلك الحقبة الزمنية بشكل رهيب جدا ودون تكلفة إنتاجية عالية».

وأضافت أسماء «أ‏عجبتني أجواء الفيلم، فقد قامت على التوتر، ونجح الأداء التمثيلي في إيصال هذا الجو المعبق بالتوتر ورهبة المرة الأولى التي تفعل فيها ما يراه المجتمع خطأ.. حقاً لقد كان الفيلم معبراً جدا».

بطاقة

27 شعبان

كتابة وإخراج

محمد السلمان

إنتاج

شركة تلفاز 11 عام 2019

تمثيل

حسين اليحيى

عبدالله التركي

عبير العتيبي

إنتاج

قاسم الشافعي

محمد الهليل



حكايات خلف المحجوب

مرة جديدة، يتناول السلمان قضية اجتماعية واقعية تعنى بالتواري والتستر وحجب ما يمكن أن يسبب الحرج.

يقدم السلمان مجتمعا قاسيا في أحكامه، صارما في عاداته وتقاليده وأعرافه التي يصعب تجاوزها، ومرة جديدة في فيلم «تارة» يجمع ما بين الكتابة والإخراج، كأنه يؤكد من جديدة أنه القدرة على إيصال فكرته المكتوبية عبر العرض السينمائي.

يدعمنا السلمان من خلال أحداث الفيلم الذي يمتد على مدى 14 دقيقة إلى التداخل مع المحجوب والمستور، ويبدأ فيلمه بمشهد فتاة تسدل ستار النافذة، حتى لا يرى أو يسمع الجيران والدها وهو يغني ويعزف على العود.

بعده نشاهد ممرضات يتزين في حجرة ملابسهن في أحد المستشفيات، ليخرجن لممارسة عملهن الوظيفي، بينهن ممرضة تدعى مريم (الممثلة زارا البلوشي)، الحريصة على نقابها، حتى لا يرى زملاؤها أو المرضى وجهها، خوفاً من انكشاف شخصيتها ومعرفة الجميع أنها ابنة الرجل الذي يغني ويعزف على العود.

مكانك في بيتك

على الرغم من محاولات مريم لتأدية واجبها تجاه المرضى وخدمتهم، تواجه مضايقات ومحاولات بائسة من المرضى، وكثيراً ما سمعت عبارات «أنتِ متزوجة؟»، «هذا مو مكانك يا بنيتي.. مكانك ببيتك بين أهلك».

تهرب مريم من كل هذا الضغط إلى سطح المستشفى، وهناك تخلع نقابها وتدخن سيجارة، لكنها تنتبه إلى أن مجموعة من الموظفين يشاركونها ذات المهرب فتضطر للهروب مجدداً.

انكشاف

يسقط نقاب مريم وينكشف وجهها، فتقرر العمل دونه.. يتعرف عليها المرضى والعاملون في المستشفى، وتكتشف أن شيئاً لم يكن يستحق أن يجبرها على إخفاء وجهها أثناء تأدية العمل، لكن لقطة أخيرة نجدها تضع النقاب مرة أخرى وهي تستعد للخروج من المستشفى، فاتحة الباب لعشرات الأسئلة تركت إجاباتها للمشاهد، دون أن تفرض عليه تأويلا محددا.

مراجعات

وجد الفيلم قبولاً جيداً لدى عرضه، وتقبله المشاهدون بنوع من الرضا، يقول يزيد عن الفيلم ومخرجه «ثاني فيلم لمحمد السلمان من الست شبابيك واللي يقدر يوصلك أنه مخرج قوي جدا، ويعرف يوصل الأفكار بشكل صحيح.. التمثيل في الفيلم كان علامة فارقة سواء البطلة أو «الشيّاب» في المستشفى.. بعض اللقطات الإخراجية كانت مبهرة أيضاً».

بطاقة

ستارة

كتابة وإخراج

محمد السلمان

إنتاج

محمد الهليل

قاسم الشافعي

التمثيل

زارا البلوشي

علي الشواني

ناصر الربيعة

أضوى فهد

خالد الخليفة

إدارة التصوير

علي الشافعي

موسيقى

محمد الحداد