مع الانتشار الهائل لفيروس كورونا في أمريكا التي باتت أكثر دول العالم من حيث عدد المصابين بالوباء، واجه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب سيلاً من الانتقادات في تعامله مع الجائحة، وكيف كانت رد فعله مع الإعلان عن إصابة أول مواطن أمريكي، مقارنة مع دول عدة مثل الصين وكوريا الجنوبية التي سارعت بالبحث عن علاج ناجع للفيروس. تقول صحيفة «نيويورك تايمز» إن أخطر جزء في استجابة الرئيس ترمب لفيروس كورونا هو أنه من شبه المؤكد سيضر بفرص إعادة انتخابه لفترة ثانية.

إستراتيجية

تدور إستراتيجية ترمب بشأن فيروس كورونا حول محاولة جعل الحاضر يبدو جيدا قدر الإمكان، دون القلق كثيرا بشأن المستقبل، إذ أمضى ما يقرب من شهرين ينكر أن الفيروس كان مشكلة خطيرة، ويدعي أن عدد الحالات آخذ في الانخفاض، فيما أمضى الأسبوعين الماضيين بالتناوب في اتخاذ إجراءات عدوانية ورفض القيام بذلك، غالبا ضد نصيحة خبراء الصحة العامة. وإجمالاً، يبدو أن الولايات المتحدة قد انخرطت في أقل رد فعل من أي دولة متضررة، ولديها الآن أكبر عدد من الحالات المؤكدة في العالم، وأن عدد الإصابات الأمريكية آخذ في الارتفاع الآن بشكل فريد أي أكثر من ضعف العدد خلال أسبوع مقارنة بأي دولة أخرى. مجموعة من الحزبيين من رجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين وغيرهم، بما في ذلك رئيسا الاحتياطي الفيدرالي السابق بن برنانكي وجانيت يلين وأربعة من وزراء الخزانة السابقين، صاغوا الأمر على النحو التالي: «إنقاذ الأرواح وإنقاذ الاقتصاد ليسا في صراع الآن سنسرع بالعودة إلى النشاط الاقتصادي القوي من خلال اتخاذ خطوات لوقف انتشار الفيروس وإنقاذ الأرواح». هذه الفكرة ليست نظرية فقط، بل هناك الآن أدلة من الأماكن التي طبقت إغلاقا مؤقتا لجميع الأنشطة غير الأساسية تقريبا، هكذا قللت ووهان - حيث بدأ الفيروس - الحالات الجديدة إلى ما يقرب من الصفر.

انتقاد النهج

تقول الصحيفة إنه لو اتخذ ترمب هذا النهج في أواخر فبراير، بعد شهر كامل من مرض الأمريكي الأول، لكان بإمكانه تقليل الخسائر البشرية والاقتصادية بشكل كبير، حتى لو أخذها الآن، فمن المحتمل أن يتمكن من جعل البلاد تعمل بالقرب من طبيعتها بحلول أوائل الصيف، ولكن بدلاً من ذلك يتحدث عن الوضع الطبيعي بحلول شهر أبريل - ويجعل من المحتمل أن الأمور ستظل غير طبيعية.

الأسابيع الستة المفقودة

من جانبها، تقول صحيفة «الجارديان» البريطانية فيما أسمته بـ«الأسابيع الستة المفقودة: كيف فشل ترمب في أكبر اختبار في حياته» إنه لم يكن حتى 29 فبراير بعد أكثر من شهر من نصيحة الصحيفة، وبعد ستة أسابيع تقريبا من تأكيد أول حالة لفيروس كورونا في البلاد، وضعت إدارة ترمب هذه النصيحة موضع التنفيذ، وقال: سيتم السماح للمختبرات والمستشفيات أخيرا بإجراء اختبارات Covid-19 الخاصة بها لتسريع العملية». ولا تزال تصريحات الرئيس ترمب في الولايات المتحدة، بشأن أزمة وباء كورونا تثير الجدل، وتقول الصحيفة إنها رصدت أكثر 5 مزاعم تضليلا أطلقها دونالد ترمب عن فيروس كورونا، فيما بدت هذه الأيام تتغير نبرة التفاؤل التي سادت تصريحاته السابقة، حينما قال أخيراً «أريد أن يستعد كل أمريكي للأيام الصعبة التي تنتظرنا»، محذرا من «أسبوعين مؤلمين للغاية».

16 ألف ادعاء

ترى الجارديان في تقرير من نيويورك أكثر مدن الولايات المتحدة تضررا من الوباء القاتل، إنه «مع ارتفاع أعداد وفيات الأمريكيين، يبدو أن الرئيس غير قادر على استيعاب خطورة المشكلة، وأطلق عدة مزاعم كاذبة منذ بداية الأزمة».

وأعادت الصحيفة إلى الأذهان مزاعم سابقة للرئيس ترمب، وذكرت أنه أطلق وفق أحد التقديرات، أكثر من 16 ألف ادعاء ينطوي على تضليل أو كذب خلال السنوات الثلاث الأولى من وجوده في البيت الأبيض.

ما هي مزاعم ترمب الخمسة المضللة بشأن كورونا

لا أحد كان على علم بأنه سيكون هناك وباء شامل أو غير شامل بهذا الحجم

إن الوباء سوف يختفي، وسوف يأتي يوم تحدث فيه معجزة اختفائه

إن أي شخص يحتاج إلى اختبار للكشف سوف يحصل عليه، الاختبارات موجودة

لقد شعرت بأنه وباء قبل فترة طويلة من وصفه بأنه وباء، واعتبرته خطيرا للغاية

يمكنك أن تسميه جرثومة، أو إنفلونزا أو فيروسا، يمكنك أن تطلق عليه أسماء مختلفة