صادف يوم الإثنين 30 مارس الماضي، اليوم العالمي للطبيب، إذ أتى مختلفا تماما عن أي يوم آخر هذا العام، بعد أن أصبح العنوان الأبرز لمجمل أحداث عام 2020 هو ما واجهه الأطباء والممارسون الصحيون، وجميع الأجهزة الصحية في العالم، من مشقات هائلة بسبب الانتشار الواسع لفيروس كورونا كوفيد 19، وأعداد الإصابات والوفيات المعلنة على كامل مساحات كوكب الأرض، وهو الأمر الذي ألقى بظلاله الهائلة على هؤلاء الأطباء صحيا، واجتماعيا، ونفسيا، بصورة غير عادية، وذلك لما أبداه هؤلاء الأطباء، وجميع الأجهزة الطبية على مستوى العالم، أفرادا ومؤسسات، من جهد كبير على الصعيدين، الطبي والنفسي، مما جلب لهم مساحات واسعة من التقدير والاحترام الكبيرين، وعلى الصعيد الوطني في المملكة العربية السعودية بذلت وزارة الصحة وجميع الجهات ذات الصلة بالجانب الصحي، جهودا فائقة للتعامل مع هذه الوضع الخطر جدا، سواء في الإجراءات الطبية العلاجية، أو في الإجراءات الوقائية، وهو ما تطلب مجهودات كبيرة وواسعة على مدار ساعات اليوم الواحد، طوال الأسابيع الثلاثة الماضية. إننا وأمام هذه الجهود نؤكد حالة الإعجاب التي يبديها مجتمعنا، قيادة وشعبا، لما يقوم به جميع منسوبي الصحة، للتعامل مع هذا الوضع الدقيق، الذي تم الحد من خطورته وبفاعلية كبيرة جراء الجهود المبذولة من الجميع، وانطلاقا من كل ذلك هل نستطيع القول إنه يمكن لنا في المملكة العربية السعودية كبلد رائد ومؤثر، من إطلاق جائزة ذات بعدين عالمي ومحلي، يتم فيها تكريم أبرز الجهود، وأكثرها نجاعة وابتكارا في الحد من التداعيات الصحية لهذا الفيروس هذا العام، على أن يستمر العمل بهذه الجائزة سنويا، ويتم الترتيب لها بحسب منجز كل عام ومتغيراته. إننا نؤكد تماما كامل التقدير للجهد الذي أبدته وزارة الصحة، لتفاعلها الكبير في ترجمة توجيهات خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين -وفقهما الله- بشأن دعم كل سبل الوقاية من هذا المرض، ودعم كافة المعالجات لجميع المتضررين من هذا الفيروس، وجعل سلامة المواطن أولا وفوق كل اعتبار، وهو ما اتضح فعلا على أرض الواقع بصورة جلية، وانعكست آثاره اطمئنانا وسلاما على كامل أرض الوطن.