رفعت جائحة كورونا التي هيمنت على العالم معدلات صرف الأدوية المعالجة للاكئتاب والقلق والأرق بنحو 21 %، في الفترة من 5 فبراير حتى 15 مارس الماضية، وذلك حسب دراسة أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية، أثبتت أن النصيب الأكبر من معدل الزيادة كان لمضادات القلق. ونشرت المجلة الطبية الشهيرة «جاما» نتائج دراسة مقطعية استقصائية على 1257 من العاملين في القطاع الصحي بالصين، أظهرت أن 50 % من المشاركين في الدراسة كانوا يعانون من أعراض اكتئاب، و45 % من أعراض القلق، و34 % يعانون من الأرق.

انعكاسات نفسية

قال استشاري الطب النفسي العام، مؤيد السالم، إن تغييرات كثيرة حصلت في يوميات وسلوكيات الأفراد، خاصة مع فرض الحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي للحد من تفشي المرض، غير أن البقاء في المنزل ترك تأثيرات نفسية مختلفة على جميع الأفراد بسبب تغير النمط المعيشي، مما جعل البعض يشعر بالضغط النفسي، والتوتر، والقلق، والذي بدوره له عدة تبعات سلبية كاضطرابات النوم، وضعف القدرات الإدراكية، فضلا عن الأعراض الجسدية مثل: آلام العضلات، وأعراض القولون العصبي، والصداع، والكسل أو الإعياء العام.

وأشار إلى أن «القلق البسيط، وهو الذي لا يمنع الإنسان من ممارسة حياته بشكل طبيعي، ولا يؤثر على جودة حياته، هو أمر طبيعي يدفع الإنسان إلى أداء وظائفه بإتقان، كما يعد أحيانا بمثابة إنذار في حالات الخطر، ليستطيع الإنسان الاستعداد لمجابهة كل ما يمكن أن يُهدّد حياته».

تخفيف القلق

أشار السالم إلى عدة أمور يمكنها تخفيف معدلات القلق، ومنها اتباع التعليمات الصادرة من الجهات الرسمية، واستقاء المعلومات من المصادر الموثوقة لتجنب الإشاعات وتضارب المعلومات، وتقنين مدة متابعة الأخبار، والالتزام بنظام حياة صحي متكامل يشمل الغذاء، والنوم، والرياضة، والمحافظة على روتين يقارب ما كان عليه الشخص في السابق، مع الحرص على النوم ليلا، والتعرض للشمس يوميا، وممارسة تمارين الاسترخاء والتأمل.

كما شدد على أهمية التواصل مع الأهل والأصدقاء، ولو عن طريق وسائل الاتصال المرئية أو الصوتية، وكذلك التواصل مع مختص نفسي في حال كانت أعراض التوتر أكبر من مقدرة الشخص على التعامل معها بنفسه.

عادات في الحجر

صرّحت رئيسة قسم التغذية العلاجية، عضو في الجمعية السعودية للتغذية السريرية منال حميش، بأنه ليست هناك أطعمة أو نظام غذائي معين لمنع الإصابة أو العلاج من كورونا، لذلك يعد تناول الغذاء الصحي المتوازن مع التركيز على الأطعمة الغنية بالألياف مثل: الفواكه، والخضروات، والمخبوزات المعدة من الحبوب الكاملة، والبروتينات النباتية والحيوانية والدهون الصحية، أفضل طريقة للحصول على جميع العناصر الغذائية الأساسية التي نحتاجها لصحة جيدة ووظيفة مناعية طبيعية لمقامة المرض. وأضافت «تؤدي العزلة المنزلية إلى أن نكون أقل نشاطا ورغبة بتناول الطعام دون الإحساس بالجوع، لذلك من المهم التخطيط والانتباه إلى كمية ونوعية الطعام المتناول، مع ضرورة ممارسة النشاط البدني المتوسط الجهد لـ20 دقيقة يوميا، وتجنب الجلوس فترات طويلة للحفاظ على توازن الطاقة لدينا، وتجنبا لزيادة الوزن خلال الشهر الكريم».

وتابعت «حسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، ففي عام 2016 تجاوز عدد الأشخاص البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن في سن 18 عاما أكثر من 1.9 مليار شخص، وكان أكثر من 650 مليونا منهم يعانون من السمنة المفرطة، كما تشير آخر الدراسات الحديثة إلى أن هذه الأعداد ما تزال في تزايد مستمر.

معدلات السمنة

يرى رئيس قسم الجراحة ومركز البدانة بمستشفى النور التخصصي عصام باتياه، أن الوباء الحالي قد يسهم في زيادة معدلات السمنة، إذ تم إيقاف برامج إنقاص الوزن، والتدخلات العلاجية، مثل جراحات إنقاص الوزن في الوقت الحاضر، ومن المحتمل أن يستمر ذلك فترة من الوقت، إذ إن السمنة المفرطة ليست مشكلة جمالية، فهي مرض ومصدر قلق، ومرتبطة بعدد من الأمراض المصاحبة، مثل: ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري»النوع الثاني«، وأمراض المفاصل، وأمراض ارتفاع الكوليسترول، وتوقف التنفس خلال النوم، ومشكلات الإنجاب. وقال باتياه، إن»السمنة مرض مزمن، وأسبابها متعددة قد تتعلق بنوعية الأكل وكميته، وقد تكون لها علاقة بعوامل وراثية، كما أن بعض الأمراض أو الأدوية وقلة النوم والتوتر، قد تؤثر تأثيرا مباشرا لتكون إحدى تلك الأسباب. كما أن مريض السمنة يتولد لديه الشعور بالإحراج والذنب، وقد يصل إلى الاكتئاب،

وكثيرا ما يحاول أن يكون في عزلة اجتماعية، لأنه يتعرض يوميا إلى التمييز.

وشدد باتياه على الحرص في اتباع هدْيِ النبي المصطفى في طعامه وشرابه، ففيها عدد من الحكم التي تساعد على الوقاية من زيادة الوزن.

قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، «ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا بد فاعلا، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه». رواه الترمذي.

أسباب زيادة الوزن في رمضان

تناول الطعام باستمرار خلال فترة الإفطار

تناول كمية كبيرة من السكريات والأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية

قلة النشاط والخمول

نصائح للمحافظة على الصحة

في رمضان

التعامل مع الضغوط النفسية بحكمة

عدم المبالغة في التوتر والقلق

اتباع الطرق الصحية في غسل وتحضير الطعام

غسل اليدين باستمرار خلال عملية تحضير الطعام

التعرض الدوري لأشعة الشمس لـ15 دقيقة يوميا، للحصول على فيتامين «دال»

النوم لمدة كافية من 7 - 8 ساعات يوميا لتقليل الإجهاد

الإقلاع عن التدخين، وعدم مخالطة المدخنين

الحد من تناول السكريات

تجنب الأطعمة المقلية قدر الإمكان

الحد من استخدام الملح في الشوربة

تجنب تناول كميات كبيرة من الطعام خلال الإفطار أو السحور

تجنب الإفراط في شرب الكافيين خصوصا قبل النوم

شرب عصائر الفاكهة الطازجة، أو اللبن والحليب القليل الدسم

الأكل الصحي في رمضان

شرب الماء بكمية وافرة على مدار اليوم خلال الإفطار

تناول الطعام ببطء دون عجلة ومضغ الطعام جيدا

الحرص على تناول الفواكه والخضروات الطازجة والغنية بالألياف

ممارسة التمارين الرياضية بانتظام

متابعة الوزن وذلك

بقياس الوزن مرة واحدة

كل أسبوع