تكمن المشكلة في عالم اليوم في وجود الكثير من البيانات. فعلى مدار الساعة، تنتج التقنيات المتعددة أنواعًا مختلفة من البيانات، وكل زر يتم النقر عليه وكلمة تُكتب ومعلومات يتم تحميلها تصبح بيانات يتم إنشاؤها وتخزينها في انتظار استخدامها. وتشير التقديرات إلى أنه يتم إنتاج 2 ميغابايت من البيانات كل ثانية لكل إنسان على ظهر الكوكب، وذلك عبر منصات مختلفة تمس الكثير من جوانب حياة الإنسان، وهذا كم هائل من البيانات. تخيل ماذا يحدث عندما يكون لدينا المزيد من الأجهزة القابلة للارتداء والأجهزة التي تعمل بإنترنت الأشياء، كل ذلك يولد بيانات هائلة على مدار الساعة.

هذا "التسونامي البياناتي" يخلق تحديًا حقيقيًا لمحاولة اكتشاف كيفية معالجة كل هذا الكم من البيانات لاتخاذ قرارات مفيدة. ما هي البيانات الواجب الحصول عليها لتقديم نتائج وأفكار قابلة للتنفيذ؟

للمساعدة في تحليل الكم الهائل من البيانات التي تمتلكها، أطلق المركز الوطني للمعلومات في المملكة العربية السعودية مبادرة تُسمى "استشراف" لدعم اتخاذ القرار لمختلف المنظمات الحكومية السعودية، بحيث إن القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تؤثر على حياة المواطنين تأخذ في الاعتبار وجهات النظر البشرية.

ويتمثل دور "استشراف" في تحديد مجموعة البيانات الصحيحة من مجموعة واسعة من البيانات المتاحة لاستنباط رؤى وأفكار جوهرية لصناع القرار. ويعد "استشراف" دليلا على مفهوم استخدام تحليل البيانات للمساهمة في الإجابة على أسئلة الحياة الحقيقية التي يطرحها المسؤولون الحكوميون وصناع القرار، ولا يزال هناك العديد من الأسئلة من قبل مستخدمين آخرين لا تجد إجابات وافية.

ويمكن حل لغز البيانات في قطاع الصحة، حيث يتوفر للمستخدمين العديد من الخيارات التجارية فيما يتصل بتتبع المؤشرات الحيوية باستخدام أجهزة مراقبة معدل ضربات القلب التي لا يزيد حجمها عن حجم الخاتم، والساعات مع مراقبة تخطيط القلب.

وستقوم الأجهزة القابلة للارتداء قريبًا بتتبع مستويات السكر في الدم ومعدل ضغط الدم بدقة وكفاءة، ولن تكون هناك حاجة إلى ارتداء جهاز لقياس المؤشرات الحيوية مع أحبائك أو إبلاغ طبيبك إذا كانت هناك أزمة صحية.

كيف يتحقق هذا؟

ببساطة ليس هناك ما يكفي من الأطباء في العالم لمعالجة كل هذه البيانات الطبية والتصرف بناءً عليها.

هنا ستكون القيمة الحقيقية للذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم الآلي (ML)، حيث إنها ستسهم في إطالة حياتنا واكتشاف الأمراض مبكرًا. ويمكن للذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي معالجة البيانات عندما لا يتوفر لدينا الوقت أو الموارد. مما سيجعل الأطباء أكثر كفاءة مع الذكاء الاصطناعي الذي يقوم بالتشخيص الأولي ولكن يتم استدعاء طبيبك عندما تكون هناك علامات أولية على أعراض غير اعتيادية مقترنة بتاريخ مرضي قوي.

هناك شركة ناشئة تدعى Cardiogram تعمل بشكل خاص لجعل بيانات تتبع معدل ضربات القلب في ساعة Apple أكثر فاعلية، وقد حققت نتائج دقيقة بنسبة 97% واستجابة 98% وتشخيص 90.2% مع الشبكات العصبية التي تكشف عن تشوهات معدل ضربات القلب وتكتشف الرجفان الأذيني.

ما أهمية ذلك؟ نظرًا لأن الكثير من الناس يستخدمون أجهزة التتبع الصحية، ومع زيادة حساسية ونطاق هذه المستشعرات، سيتم مشاركة المزيد من البيانات الصحية بموافقة السلطات الصحية. وسوف يستمر التقدم في الطب بمعدل أسرع، وسيكون الناس بصحة جيدة لأن لديهم معلومات مفيدة عن صحتهم في مرحلة مبكرة.

الساعة التي تذكرك بأنك مشيت 1000 خطوة اليوم ليست سوى المرحلة الأولى. قريبًا، سيكون لديك مساعدك الطبي القائم على الذكاء الاصطناعي عبر الإنترنت لمعالجة كميات كبيرة من بياناتك الصحية وتقديم توصيات أسبوعية حول الخطوات التي يجب اتخاذها، وحتى تحديد مواعيد الزيارات مع طبيب الأسرة إذا لزم الأمر ومشاركة جميع بياناتك معه قبل زيارتك.

ولمناقشة موضوعات مشابهة حول الذكاء الاصطناعي في خدمة البشرية، تستضيف المملكة العربية السعودية قمة الذكاء الاصطناعي العالمية يومي 14 و 15 سبتمبر 2020 لتوحيد صناع السياسات في العالم وقادة القطاع والباحثين لصياغة مستقبل الذكاء الاصطناعي.

وستوفر القمة منصة للحوار حول مخاطر ومميزات الذكاء الاصطناعي وستجمع قادة التكنولوجيا من أنحاء العالم للتعاون على إيجاد حلول واقعية لمساعدة الدول على تسريع اقتصاداتها مدفوعة بقوة البيانات. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني: https://www.theglobalaisummit.com