أعادت رقصة «حاملي النعوش» في غانا، والتي تم تداول مقطع فيديو لها عبر منصات التواصل الاجتماعي، ووجد أصداء مدوية تزامنت مع تفشي مرض كورونا كوفيد-19 الجديد، كثيرا من طرق دفن الموتى في العالم، والتي تختلف بطقوسها وعاداتها حسب كل بلد أو حتى مجموعة سكانية في البلد الواحد.

فمن حاملي النعوش، إلى التوابيت المعلقة، مرورا بالجثث المدخنة، وصولا إلى حرق أرملة المتوفى، وليس انتهاء بتقطيع الجثث ورميها للطيور، وانتهاء بأكل لحوم الأموات وشرب حسائها، ونبش القبور لمعايدة الجثث، تختلف طقوس دفن الموتى، وتبدو غرائبية في بعض الأحيان.

حاملو النعوش

يؤدي رجال في غانا رقصة «حاملي النعوش»، وهي تصمم وتؤدى بناء على طلب ذوي المتوفى، وتعد طقوس دفن الموتى في غانا الأغرب في العالم، حيث يقوم الغانيون بتوديع موتاهم وسط الاحتفالات والرقص والمرح.

وتستمر عملية دفن الموتى في غانا أياما وأسابيع، وأحيانا شهورا، كما تعد مراسم الجنازة في غانا الأغلى في العالم، حيث قد تتخطى كلفتها كلفة مراسم احتفالات الزواج، نظرا لما تتضمنه من إجراءات، بدءا من أسعار التوابيت العالية والاحتفالات المصاحبة التي تتم فيها الاستعانة بفرق متخصصة بأداء الرقصات أثناء حمل التوابيت، وتعد أجورها باهظة الثمن.

وبالنسبة للغانيين فإن الاحتفال بموتاهم هو شيء قد يدخل السرور والبهجة إلى المتوفى نفسه، إذ يعتقدون أنه يشاهدهم ويحتفل معهم من العالم الآخر، وما يقومون به هو تكريم له، وهذه عادة قديمة.

التوابيت المعلقة

في منحدرات جبال جونغشيان في مقاطعة سيتشوان بالصين علقت قبيلة «بو» موتاها في توابيت خشبية مصنوعة من جذوع الأشجار المجوّفة، ويصل عمر هذه التوابيت إلى 3000 سنة، وهي مطليّة بمواد برونزيّة جعلتها تقاوم العوامل الطبيعية، وقد توقفت هذه العادة منذ 400 عام.

ويرجح علماء الآثار أن يكون سبب اعتماد هذه الطريقة هو تقريب الأموات من آلهة السماء، حسب الاعتقاد السائد هناك، بينما يعتقدون أيضا أن سبب رفع التوابيت هو لحمايتها من الحيوانات المفترسة.

الجثث المدخنة

أما الأكثر غرابة في طقوس دفن الموتى فهو ما تقوم به قبيلة تعيش في بابوا غينيا بالقرب من إندونيسيا، إذ يعمد السكان هناك إلى تحنيط أمواتهم بتمرير الدخان على جثثهم حتى تتحجّر، وبعدها يحتفظون بجثة المتوفى.

حرق أرملة المتوفى

أما في الهند فيعد طقس «ساتي» أحد الطقوس التي لا تزال معتمدة لدى بعض القبائل الهندوسية، إذ يقومون بتقييد الزوجة فوق جثة زوجها المتوفى ويضرمون النار فيهما كي تقضي معه، بينما هناك من يختار أحبّ الناس إلى قلب المتوفى لحرقه إلى جانبه أو خنقه حتى الموت، ويقال إن الإسكندر المقدوني حاول أثناء احتلاله الهند أن يمنع هذه الطقوس لكنه لم يفلح.

تقطيع الجثث ورميها للطيور

في مقاطعة التيبيت الصينية ومنطقة منغوليا، تُقطع جثة المتوفى إلى قطع صغيرة، ثم توضع بعد ذلك على قمّة أحد الجبال أو الهضاب العالية من أجل التخلّص من بقايا الوجود المادي للإنسان، عن طريق تقديم هذه الجثة للحيوانات والطيور كطعام لها.



وما زال السكّان هناك يُمارسون هذا الطقس في دفن الموتى حتى الآن، بحيث تُعرف هذه الطريقة بـ«الدفن في السماء».

أكل لحوم الأموات وشرب حسائها

في غينيا الجديدة وبعض القبائل البرازيلية، تقوم عائلة المتوفى بطهيه وتتغذّى العائلة على جثة فقيدها.



أما في غابات الأمازون بين فنزويلا والبرازيل، تضع قبيلة «يانومامو» الجثة في أوراق الشجر، وتتركها للحشرات لتتغذّى عليها، وبعد مرور 45 يوما، تُجمع العظام ويتمّ خلطها بحساء الموز، ويتناولها الجميع.

وسبب ممارسة هذا الطقس، هو اعتقادهم أن ذلك يضمن لروح الميت طريقها للجنة.

نبش القبور لمعايدة الجثث

في إقليم توراجا الأندلسي يعمد السكان إلى إخراج موتاهم من قبورهم كل ثلاث سنوات ويطوفون بهم في الطرقات، لاعتقادهم أن الموتى لا ينقطعون عن العالم المادّي.

يغسل سكان الإقليم الموتى بالمياه يلبسونهم الملابس الجديدة ويجهّزونهم كي يظهروا في أحسن حال، فيقولون لهم «كل عام وأنتم بخير».

ويتم استبدال الأكفان والنعوش المتهالكة والقديمة بأخرى جديدة، معتقدين أن أرواح الموتى لا بد أن تعود لمسقط رأسها، ومن ثم إذا توفي شخص خلال رحلة ينبغي على العائلة أن تذهب لمكان موته وتصطحب معها المتوفى سيراً إلى القرية. ولأهل الإقليم طريقة خاصة في دفن الموتى وحفظ جثثهم من التحلّل، إذ يقومون بلفّهم بالأقمشة كالمومياء، ويضعونهم في صناديق محكمة.