رفع شهر رمضان المبارك، والإقبال الشديد فيه على التمور بكل أنواعها، أسعار التمور في عموم المملكة، بما فيها منطقة نجران التي بلغت نسبة الارتفاع فيها 70% مقارنة بها في الأيام العادية خارج الشهر الفضيل، حسبما أكده أحد تجار التمور في المنطقة، على الرغم من وفرة المعروض (هناك 600 ألف نخلة في المنطقة حسب الإحصاء الأخير، تنتج كل منها ما بين 80 إلى 100 كلج)، حيث يخصص مزارعو نجران 50% من ناتج تمورهم لهذا الشهر، فيما يخصصون الـ50% المتبقية لباقي أيام العام، وذلك من إنتاج سنوي يصل إلى مليوني طن سنويا.

ويؤكد مزارعو المنطقة أن كميات كبيرة من إنتاجهم تصدر إلى اليمن الشقيق المجاور بمختلف مناطقه ومحافظاته.

جني الثمار

حظيت زراعة النخيل باهتمام كبير من أهالي نجران ومزارعيها منذ مئات السنين، وارتبطوا بها ارتباطا وثيقا، وشكلت مصدر رزق مهما لهم، كما شكلت جزءا مهما من تراثهم، حيث كانوا يخرجون وقت الحصاد وجني الثمار جماعات عقب صلاة الفجر، يرددون أناشيدهم، ويبدؤون جني المحصول ويعودون قبيل غروب الشمس، بعد عمل متواصل يتخلله تناولهم إفطارهم وغداءهم، جامعين ما استطاعوا.

ويقسم المزارعون ما جنوه إلى 3 حصص، الأولى يتم توزيعها على البيوت والمنازل المحيطة بهم والقريبة منهم، ويمنحون منها للمستحقين كما يرسلون بعضها هدايا للبعيدين ممن هم خارج المنطقة.

والحصة الثانية تكتنز للأيام المقبلة عبر تخزينها في أوانٍ وقربٍ مخصصة لهذا الغرض تدوم فيها صلاحية التمور عاما كاملا.

والحصة الثالثة، وهي الأكبر، فتكون محصول رزقهم ودخلهم، حيث تباع في الأسواق، ويتلقفها التجار لجودتها وقيمتها الغذائية الكبيرة، خصوصا الجيد منها مثل المواكيل والبياض والخلاص النجراني الفاخر الذي يباع بأسعار باهظة يصل إلى آلاف الريالات للكيس الواحد (من 20 إلى 30 كيلوجراما).

ويتم تصدير التمور النجرانية التي تجد إقبالا شديدا، خصوصا إلى الدول المجاورة كاليمن ودول الخليج العربي، لجودتها وقيمتها العالية، مستفيدة من خصوبة التراب ووفرة المياه الجوفية وعذوبتها، ومن سد نجران الذي يعد من أكبر سدود المملكة، إضافة للطقس الملائم.

أصناف

قال صالح آل حتوة، وهو تاجر تمور من نجران «تشتهر نجران بزراعة النخيل، ولديها أكثر من 30 صنفا من التمور، وأكثرها البياض والمواكيل والخلاص والبرحي والشيشي والغر والهلالي، كما زُرعت أنواع جديدة في المنطقة كالمجدول ودقلة النور والصقعي والرشودية ونبوت علي والعيدية والعجوة ونبوت السيف، لكن التمر الأساسي للمنطقة هو البياض والمواكيل، فيما تم جلب البقية من خارجها».

ويضيف «نجحت زراعة التمر بالمنطقة لتوفر 3 عوامل هي التربة والماء العذب والأجواء المعتدلة».

أسعار

ذكر آل حتوة أن أسعار النخل خيالية، تبدأ للواحدة ذات الحبة الجيدة من 2000 ريال وحتى 20000 ريال، ويصل قيمة كرتون التمور من 500 ريال وحتى 4000 ريال، والكيس من 1000 ريال وحتى 6000 ريال، أما بالنسبة للبرحي فيباع الكرتون الوسط بحوالي 25 ريالا، والخلاص مكبوس من 70 ريالا وحتى 100 ريال.

ويكمل «هذه الأسعار تراعي اختلاف الجودة، وبعض الأنواع مثل البياض والمواكيل والبرحي والخلاص تباع في نجران والمنطقة الجنوبية والمناطق الساحلية غرب المملكة، وتعدت الحدود لتصل إلى اليمن، فيما الأنواع الأخرى تباع في نجران لقلة الكمية».

زحف العمران

قال المزارع محمد آل جلباب «البياض مهدد بالانقراض بسبب الزحف العمراني على المزارع، وإهمال المزارعين، ودخول النخيل القادم من القصيم والأحساء، واللي حل محل أغلب أنواع النخيل النجراني».

فيما ذكر المزارع محمد حسين آل عباس، أنهم يعانون سوسة النخيل التي انتقلت بنقل فسائل من منطقة لأخرى، موضحا أنها وصلت نجران منذ 15 عاما، مطالبا بالتحصن ضدها بالحرص على عدم وصول الماء لجذع النخلة، فالسوسة تضع بويضاتها في الأماكن الرطبة، حيث تتطور من بويضة إلى يرقة ومن ثم حورية، وتبدأ في نخر جذع النخلة، مطالبا بوضع الرمل حول جذع النخلة لتجنب وصول الماء إليه، وكذلك تهذيب النخلة وتنظيفها والاهتمام بها، ناصحا بتواجد الدواجن، بما فيها البط والوز، بالمزرعة للحد من تكاثر السوسة، حيث تلتقط الدواجن السوسة وتقضي عليها.

دراسة

أوضح مدير مركز أبحاث البستنة بنجران سالم محسن بالحارث، أن المركز درس مجموعة من الأصناف تحت ظروف منطقة نجران المناخية الناجحة في مناطق زراعة النخيل بالمملكة، ومنها الخلاص والبرحي والسكري ونبتة راشد والشيشي والغر ودقلة نور وربيعة، إضافة إلى العجوة وعنبرة، أما بالنسبة لأصناف نخيل نجران المحلية فهي أصناف مميزة من حيث جودة وحجم وكمية الإنتاج، وتحملها للتخزين لمدة طويلة دون أن تتأثر، ومن هذه الأصناف البياض والمواكيل والعلوق والحمر ورطب نجران الذي يعمل منه المكبوس.

وعن مواعيد زراعة النخيل، قال «هناك عروتان، وهي العروة الربيعية (في مارس) والخريفية (في أكتوبر)، وتتم عمليات التلقيح من بداية فبراير حتى بداية مارس، ويتم الحصاد من بداية يوليو حتى نهاية سبتمبر».

وبالنسبة لدور المركز في المحافظة على الأصناف النادرة والعناية بنخيل المنطقة بوجه عام، قال «يجري المركز مسوحات ومراقبة الأسواق لانتخاب الأصناف المميزة وأماكن تواجدها، وقد تم إكثارها عن طريق النورات الزهرية، والعمل جارٍ على تجريب صنفين مميزين تم إكثارهما عن طريق النورات الزهرية، والعمل على نشرها بعد التأكد من نجاحها ومطابقتها للأم، وإرشاد المزارعين للعمليات والتقنيات الحديثة التي تضمن جودة المنتج وحماية النخيل من الإصابات الحشرية».

- أكثر من 30 صنفا من التمور بمزارع نجران

- قيمة التمور النادرة بنجران من 2000 إلى 20000 ريال للكيس الواحد

- البياض والمواكيل من أشهر وأجود أنواع التمور بالمملكة

- تمور نجران تصل إلى الدول المجاورة

- وقت اللقاح من بداية فبراير حتى بداية مارس

- 3 عوامل ساعدت على نجاح زراعة النخيل في نجران هي المناخ والتربة والمياه