تتقاطع دراما رمضان الأبرز هذا العام، وتحديدا مسلسل «الاختيار» الذي يقدم بطولة وشخصية الضابط المصري أحمد المنسي ورفاقه من أبطال الكتيبة 103 صاعقة، الذين قُتلوا على يد مجموعة إرهابية دفاعا عن أرض سيناء.
العمل الدرامى يلفت إلى أمرين: الأول، استهداف الجيش المصري، ومدى الرغبة في السيطرة على سيناء، من قِبل جماعة الإخوان المسلمين المعادية للجيش المصري، وهو المضمون الذي يتقاطع مع محتوى كتاب «الإخوان والجيش» الذي يتناول تاريخ هذه العلاقة بين الطرفين.
تفكيك أسطورة
«الإخوان والجيش» قصة هذا الكتاب أنه نفسه يسرد قصة، إذ يروي في فصوله وزيرُ الثقافة المصرية الأسبق حلمي النمنم، قصة جماعة، يرى مؤسسها «أن الوطن عبارة عن تراب وطين عفنة»، جماعة لا تعرف معنى الوطن، ولا تعترف به، فتبذل محاولات عدة لاختراق الجيش المصري.
تتمحور فصول كتاب «الإخوان والجيش» الصادر حديثا، حول حركة 23 يوليو 1952، محاوِلةً الإجابة عن سؤال طويل/ غامض، ظل مطروحا على مدى قرابة سبعين عاما: «هل كان للضباط الأحرار علاقة بجماعة الإخوان»؟. في 230 صفحة من القطع الصغير، عبر 11 فصلا، يتابع القارئ ما جرى ليلة الثورة، تتناثر بين يديه الأساطير والمؤامرات، كما في تلك الليلة التي غيرت تاريخ مصر الحديث. ثم يلقي المؤلف بالقارئ في فصلين آخرين خصصهما لشخصية رافقت الروائي العالمي نجيب محفوظ في ظهوره، وكان يمكن لها أن تبزغ في سماء الأدب والنقد، إذ كتبت رواية مطلع ظهورها، وآراء نقدية لافتة، لكنها انحرفت عن مسارها، وتحوّلت لتغدو واحدة من أساطير ومنظري جماعة الإخوان، إذ سعى النمنم بالأدلة والبراهين إلى تفكيك الأساطير والهالات التي رُوّجت ورُسمت عن «سيد قطب».
إشاعات
بدأ النمنم كتابه بورقة بحثية طرحها في أبريل 2018، وقال موضحا قصة الكتاب: إن ما دفعه إلى ذلك هو تفنيد الإشاعات التي أطلقها «الإخوان» عن علاقتهم بثورة يوليو، والتي تحوّلت من كثرة التكرار والإلحاح، إلى ما يشبه الحقائق والبدهيات. طارحا مثالا لهذه الإشاعات، وهو أن «شباب الإخوان وقفوا بالعصي والبنادق يوم 23 يوليو 1952 عند مدخل القاهرة من ناحية السويس، لمنع الدبابات البريطانية من دخول القاهرة لإنقاذ الملك فاروق».
متطرقا إلى عدائهم أصلا لمفاهيم الفن ودورهم في اغتيال الجماعة للأدب والفن والهوية المصرية ذاكرا: «لو أننا أدركنا من تجربة حسن البنا وحسن الهضيبي، كيف تنظر الجماعة إلى الجيش المصري، وماذا تريد له وتريد منه، لما أخذتنا المفاجأة من عدائهم الشديد لهذا الجيش الوطني العظيم، وما يقومون به من عمليات إرهابية في سيناء تجاه أفراد هذا الجيش الباسل».
اختطاف الثورة
انتشر كثيرا -خصوصا في السنوات الأخيرة- بعد تولي الجماعة حكم مصر لمدة عام، ترويج مقولة: «إن جمال عبد الناصر وعددا من زملائه كانوا يترددون على منزل سيد قطب في حلوان، ويجلسون أمامه مجلس التلاميذ، وإنهم كانوا يعرضون عليه خططهم وتصوراتهم، وإنهم عرضوا عليه خطة التحرك ليلة 23 يوليو وأقرها هو»، وهي الإشاعة التي يصفها النمنم في كتابه بالأكذوبة، لافتا إلى أنّ سيد قطب لم ينخرط في صفوف الإخوان، إلا بعد ثورة يوليو، مؤكدا صعوبة وجود الضباط في مجلس مكشوف هكذا يجتمعون فيه مع سيد قطب. وبرر النمنم الترويج لدور قطب في ثورة يوليو بمقال كتبه سليمان الفياض، في مجلة «الهلال»، أشار فيه إلى قطب ككاتب في النقد، ثم نسجت جماعة الإخوان من ذلك المقال مجموعة من الأكاذيب، حول علاقتها بالجيش المصري ودعمها لتحركاته ضدّ الملك، وأنّ الثورة ثورتهم لكنّ الجيش المصري اختطفها.
تناقضات
يرى «النمنم» أن «كثيرا من القضايا المعلقة بين الجماعة وثورة يوليو 1952، ما تزال مثارة وفاعلة بيننا إلى اليوم»، ليحاول الكتاب هنا «قراءة بعض اللحظات التي مرت بنا كمصريين، وتناقضت فيها الجماعة مع أحلام وتطلعات المصريين البسطاء، قبل أن تتناقض مع مسيرة الدولة المصرية ذاتها، نحو مزيد من الديمقراطية والمدنية الحديثة والوطنية أيضا». وأشار النمنم في الكتاب، إلى أنّ تحركات الضباط الأحرار في بدايتها عدّها الملك مجرد حركة انفعالية داخل الجيش، حتى إنّ الملك فاروق لم يترك حفلا حضره في الإسكندرية، عند علمه بخبر تحرك الضباط الأحرار، اكتفى بتكليف وزير الداخلية بأن يخاطب محمد نجيب، مطالبا إياه بإيقاف شغب الضباط، وكان الضباط الأحرار يملكون من الذكاء ما دفعهم إلى عدم إحداث أيّ بلبلة تشير إلى نيتهم التحرك، كما أنّهم أبلغوا السفارة الأمريكية، التي أبلغت بدورها السفارة البريطانية، بأن حركتهم لا تستهدف الإضرار بالأجانب الموجودين في القاهرة، وأنّ المسألة مجرّد أمر داخلي بين الضباط والملك.
حلمي النمنم
- ولد عام 1959
- كاتب صحفي، ومؤرخ مصري
- مهتم بالقضايا التاريخية والسياسية والإسلامية
- ليسانس فلسفة عام 1982
مهام
- رئيس مجلس إدارة دار الهلال
- شارك في تأسيس جريدة الدستور
- شارك في تأسيس جريدة «المصري اليوم»
- تولى منصب وزير الثقافة
- رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية
- رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب
من مؤلفاته
- أيام سليم الأول في مصر
- سيد قطب.. سيرة وتحولات
- حسن البنا الذي
- لا نعرفه
- الأزهر الشيخ والمشيخة
- الحسبة وحرية التعبير
- سيد قطب وثورة يوليو
- طه حسين والصهيونية
- وليمة للإرهاب الديني
- التاريخ المجهول: المفكرون العرب والصهيونية وفلسطين
العمل الدرامى يلفت إلى أمرين: الأول، استهداف الجيش المصري، ومدى الرغبة في السيطرة على سيناء، من قِبل جماعة الإخوان المسلمين المعادية للجيش المصري، وهو المضمون الذي يتقاطع مع محتوى كتاب «الإخوان والجيش» الذي يتناول تاريخ هذه العلاقة بين الطرفين.
تفكيك أسطورة
«الإخوان والجيش» قصة هذا الكتاب أنه نفسه يسرد قصة، إذ يروي في فصوله وزيرُ الثقافة المصرية الأسبق حلمي النمنم، قصة جماعة، يرى مؤسسها «أن الوطن عبارة عن تراب وطين عفنة»، جماعة لا تعرف معنى الوطن، ولا تعترف به، فتبذل محاولات عدة لاختراق الجيش المصري.
تتمحور فصول كتاب «الإخوان والجيش» الصادر حديثا، حول حركة 23 يوليو 1952، محاوِلةً الإجابة عن سؤال طويل/ غامض، ظل مطروحا على مدى قرابة سبعين عاما: «هل كان للضباط الأحرار علاقة بجماعة الإخوان»؟. في 230 صفحة من القطع الصغير، عبر 11 فصلا، يتابع القارئ ما جرى ليلة الثورة، تتناثر بين يديه الأساطير والمؤامرات، كما في تلك الليلة التي غيرت تاريخ مصر الحديث. ثم يلقي المؤلف بالقارئ في فصلين آخرين خصصهما لشخصية رافقت الروائي العالمي نجيب محفوظ في ظهوره، وكان يمكن لها أن تبزغ في سماء الأدب والنقد، إذ كتبت رواية مطلع ظهورها، وآراء نقدية لافتة، لكنها انحرفت عن مسارها، وتحوّلت لتغدو واحدة من أساطير ومنظري جماعة الإخوان، إذ سعى النمنم بالأدلة والبراهين إلى تفكيك الأساطير والهالات التي رُوّجت ورُسمت عن «سيد قطب».
إشاعات
بدأ النمنم كتابه بورقة بحثية طرحها في أبريل 2018، وقال موضحا قصة الكتاب: إن ما دفعه إلى ذلك هو تفنيد الإشاعات التي أطلقها «الإخوان» عن علاقتهم بثورة يوليو، والتي تحوّلت من كثرة التكرار والإلحاح، إلى ما يشبه الحقائق والبدهيات. طارحا مثالا لهذه الإشاعات، وهو أن «شباب الإخوان وقفوا بالعصي والبنادق يوم 23 يوليو 1952 عند مدخل القاهرة من ناحية السويس، لمنع الدبابات البريطانية من دخول القاهرة لإنقاذ الملك فاروق».
متطرقا إلى عدائهم أصلا لمفاهيم الفن ودورهم في اغتيال الجماعة للأدب والفن والهوية المصرية ذاكرا: «لو أننا أدركنا من تجربة حسن البنا وحسن الهضيبي، كيف تنظر الجماعة إلى الجيش المصري، وماذا تريد له وتريد منه، لما أخذتنا المفاجأة من عدائهم الشديد لهذا الجيش الوطني العظيم، وما يقومون به من عمليات إرهابية في سيناء تجاه أفراد هذا الجيش الباسل».
اختطاف الثورة
انتشر كثيرا -خصوصا في السنوات الأخيرة- بعد تولي الجماعة حكم مصر لمدة عام، ترويج مقولة: «إن جمال عبد الناصر وعددا من زملائه كانوا يترددون على منزل سيد قطب في حلوان، ويجلسون أمامه مجلس التلاميذ، وإنهم كانوا يعرضون عليه خططهم وتصوراتهم، وإنهم عرضوا عليه خطة التحرك ليلة 23 يوليو وأقرها هو»، وهي الإشاعة التي يصفها النمنم في كتابه بالأكذوبة، لافتا إلى أنّ سيد قطب لم ينخرط في صفوف الإخوان، إلا بعد ثورة يوليو، مؤكدا صعوبة وجود الضباط في مجلس مكشوف هكذا يجتمعون فيه مع سيد قطب. وبرر النمنم الترويج لدور قطب في ثورة يوليو بمقال كتبه سليمان الفياض، في مجلة «الهلال»، أشار فيه إلى قطب ككاتب في النقد، ثم نسجت جماعة الإخوان من ذلك المقال مجموعة من الأكاذيب، حول علاقتها بالجيش المصري ودعمها لتحركاته ضدّ الملك، وأنّ الثورة ثورتهم لكنّ الجيش المصري اختطفها.
تناقضات
يرى «النمنم» أن «كثيرا من القضايا المعلقة بين الجماعة وثورة يوليو 1952، ما تزال مثارة وفاعلة بيننا إلى اليوم»، ليحاول الكتاب هنا «قراءة بعض اللحظات التي مرت بنا كمصريين، وتناقضت فيها الجماعة مع أحلام وتطلعات المصريين البسطاء، قبل أن تتناقض مع مسيرة الدولة المصرية ذاتها، نحو مزيد من الديمقراطية والمدنية الحديثة والوطنية أيضا». وأشار النمنم في الكتاب، إلى أنّ تحركات الضباط الأحرار في بدايتها عدّها الملك مجرد حركة انفعالية داخل الجيش، حتى إنّ الملك فاروق لم يترك حفلا حضره في الإسكندرية، عند علمه بخبر تحرك الضباط الأحرار، اكتفى بتكليف وزير الداخلية بأن يخاطب محمد نجيب، مطالبا إياه بإيقاف شغب الضباط، وكان الضباط الأحرار يملكون من الذكاء ما دفعهم إلى عدم إحداث أيّ بلبلة تشير إلى نيتهم التحرك، كما أنّهم أبلغوا السفارة الأمريكية، التي أبلغت بدورها السفارة البريطانية، بأن حركتهم لا تستهدف الإضرار بالأجانب الموجودين في القاهرة، وأنّ المسألة مجرّد أمر داخلي بين الضباط والملك.
حلمي النمنم
- ولد عام 1959
- كاتب صحفي، ومؤرخ مصري
- مهتم بالقضايا التاريخية والسياسية والإسلامية
- ليسانس فلسفة عام 1982
مهام
- رئيس مجلس إدارة دار الهلال
- شارك في تأسيس جريدة الدستور
- شارك في تأسيس جريدة «المصري اليوم»
- تولى منصب وزير الثقافة
- رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية
- رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب
من مؤلفاته
- أيام سليم الأول في مصر
- سيد قطب.. سيرة وتحولات
- حسن البنا الذي
- لا نعرفه
- الأزهر الشيخ والمشيخة
- الحسبة وحرية التعبير
- سيد قطب وثورة يوليو
- طه حسين والصهيونية
- وليمة للإرهاب الديني
- التاريخ المجهول: المفكرون العرب والصهيونية وفلسطين
