أجواء محمومة تعيشها الأندية الرياضية تأهباً للصراع المقبل، وما تبقى من منافسات الموسم الجاري، ولا شك أن صياغة الاستعدادات لها طرق وأساليب مختلفة لا يعرف دهاليزها سوى الأجهزة الفنية، وتحديدا المختصين بالجوانب اللياقية، فالمباريات التي لم تلعب من دوري هذا العام إلى جانب مواجهات كأس الملك مفصلية، والخسارة تعني ضياع المكتسب، وبالتالي تحتاج لترتيبات فنية مغايرة برفع المعدل اللياقي والبدني للنزالات التي لا تحتمل التفريط، وفي ظل الظروف الراهنة لا مناص من المعسكرات الداخلية، لأن الأمر محاط بالمخاوف بسبب فيروس كورونا الذي يفتك هذه الأيام بجميع الدول بلا هوادة، والأكيد أن المعسكرات الداخلية مناسبة في الوقت الحالي للاستفادة منها اقتصاديا وسياحيا وثقافيا ورياضيا، ومناطق الجنوب قادرة على توفير الأجواء، والحال ذاتها في الطائف، فهناك مدينة الملك فهد الرياضية بالحوية وبقية الملاعب في تلك المنطقة الحالمة المعتدلة بالأجواء وتحتضن الإمكانات.

ويكفي أن هناك بطولات دولية معتبرة أقيمت على تلك المدن وأثبتت قدرتها الاستيعابية لتحقيق كل المكتسبات، وتبقى صيانتها بالشكل المطلوب مطلبا لكي تكون جاهزة على أكمل وجه، والمعسكرات الداخلية ستدخر الشيء الكثير على الأندية في توفير الأموال، فضلا عن سهولة التعامل مع الواقع المحيط، وعن وجود فرص لإقامة دورات مصغرة في كل منطقة، على اعتبار أن أندية الجنوب والطائف هي الأخرى تستعد للمنافسات، كلٌّ على قدر عزيمته أو على الأقل خوض مواجهات ودية، ويبقى الهم الأكبر للمدربين عندما يقدمون تقاريرهم الفنية وهل تتضمن عودة العناصر المعارة أو ترحيلهم، فضلاً عن الصاعدين للفريق الأول، ففي كل نادٍ أسماء كثر والعدد المسموح بتسجيله محدود، ولهذا فالاستغناء والتنسيق وإنهاء العقود ستلوح بشكل كبير في الأفق خلال قادم الأيام، ويبقى الأهم في اختيار الاسم الأبرز من الوجوه الواعدة التي ينتظرها مستقبل واعد، وترحيل العنصر الذي انتهت صلاحيته حتى لو كان يملك تاريخا رياضيا سابقا، لأن المرحلة المقبلة لا مكان فيها إلا للأقوياء.