شهد التعليم في المملكة مراحل وقفزات عدة، نقلته من التعليم في المساجد والكتاتيب، حتى وصلت به إلى التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد.

وكان التعليم يمارس على نطاق ضيق جداً قبل العهد السعودي الثالث وتوحيد المملكة، فكان معدوماً عند قطاع كبير من سكان البادية، ونادراً بين فئات الحضر، وهذا راجع إلى بعض العوائق التي وقفت في طريق الغالبية العظمى من السكان إلى المعرفة، ومنها، صعوبة الحياة وشظف المعيشة في تلك الفترة التي سبقت عهد الملك عبدالعزيز، والنزاعات والظروف السياسية، وعدم وجود من يتولى التعليم برعاية مالية كافية.

كتاتيب

كانت هناك محاولات لا باس بها لنشر التعليم قبل توحيد المملكة، حيث كانت هناك كتاتيب قليلة جداً لتعليم الأطفال القراءة والكتابة، مع التركيز خاصة على قراءة القرآن الكريم، وذلك مقابل أجور رمزية يدفعها أولياء أمور الطلاب، وكان العلماء يبذلون ما في وسعهم لتعليم الآخرين في المساجد دون مقابل مادي.

بعد توحيد المملكة

مثل عهد الملك عبدالعزيز بداية التعليم الحديث للمملكة والانطلاقة التعليمية التي أشرف على تنفيذها بنفسه، ووضع الأسس الراسخة للنظام التعليمي، فبعد أن وحد كلمة هذه الأمة، وأسس الدولة الفتية على أساس متين من العدل والتمسك بالشريعة الإسلامية دستوراً منظماً وحاكماً لجميع شؤون البلاد والعباد، التفت إلى التعليم، إيماناً منه بأن نهضة البلاد وتقدمها – بعد الوحدة والتأسيس – لا يتم إلا عن طريق التعليم، ومن هنا كانت البداية الحقيقية لحركة التعليم المنظمة التي فتحت على إثرها المدارس في شتى أنحاء البلاد في سرعة مذهلة وتنظيم دقيق وإدارة حكيمة.

مساجد ومدارس

مورست ثلاثة أنماط من التعليم في الجزيرة العربية، ولا سيما في المدينتين المقدستين، قبيل العهد السعودي الثالث، وهي:

أولا

المساجد

يعد التعليم في المساجد عامة، وفي الحرمين الشريفين خاصة، من أكثر النظم التعليمية ثباتاً واستمراراً، وذلك لخصوصية المركز الديني الذي يحتله المسجد منذ فجر الإسلام.

واستمرت الحالة العلمية مزدهرة في الحرمين الشريفين، وإن أصابها بعض الضعف أحياناً لظروف سياسية أو اقتصادية، لكنها بقيت محافظة على توازنها وسماتها العامة.

ثانيا

الكتاتيب

ظهر الكُتَّاب كمؤسسة تعليمية منذ أوائل العهد الإسلامي بهدف تعليم الصغار وتربيتهم التربية الإسلامية الجيدة، ويذكر أن أول من جمع الأولاد في الكُتَّاب في الإسلام هو الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأمر عامر بن عبدالله الخزاعي أن يلازمهم للتعليم، وجعل رزقه من بيت المال، ووقت الدراسة من بعد صلاة الصبح إلى الضحى، ومن صلاة الظهر إلى صلاة العصر.

ثالثا

المدارس

عرفت المدراس في المجتمع الإسلامي منذ القرن الرابع الهجري، وقبل نظام الملك الوزير السلجوقي الذي يربط بعض المؤرخين بينه وبين ظهور المدارس في الإسلام، وربما يرجع ذلك إلى أن نظام الملك كان أول من اهتم بها وأنشأ كثيراً منها، وجعل التعليم فيها مجانياً، ومنح المكافآت والأجور للطلاب والمعلمين.

مراحل

المرحلة الأولى التأسيس العلمي

(1319 – 1343)

المرحلة الثانية الانطلاقة التعليمية

(1344 – 1373)

بدأت بإنشاء مديرية المعارف عام 1344، وهدفها الإشراف على التعليم، ومتابعة خطواته وتطوراته، ووضع سياساته وتوجهاته، وهي مرحلة حافلة بالعطاء والإنجازات والتجارب الإصلاحية التي أجراها الملك المؤسس في مجال التربية والتعليم.

المرحلة الثالثة التوسع العلمي

(1373 - 1390)

صدر مرسوم ملكي عام 1373 بتحويل مديرية المعارف العمومية إلى وزارة للمعارف، أسندت للأمير فهد بن عبدالعزيز آنذاك، وهدفها التخطيط والإشراف على التعليم العام للبنين، وبعد انتقال الوزارة إلى الرياض عام 1376 اُستُحدث بمكة إدارة للتعليم، وفي هذه المرحلة أيضاً أنشئت جامعة الملك سعود عام 1377، والرئاسة العامة لتعليم البنات عام 1380، واللجنة العليا لسياسة التعليم عام 1383، وظهور إدارة المناهج عام 1384، التي تولت القيام بالدراسات العلمية بشأن المناهج والكتب الدراسية، وكان من نتائج ذلك ظهور منهج جديد للمرحلة الابتدائية أقر تطبيقه بدءاً من العام الدراسي 88/1389، وقد تميز بما صاحبه من توصيات تربوية توضح أهداف المرحلة، وأهداف تدريس كل مادة.

المرحلة الرابعة التخطيط التعليمي

(1390 – 1423)

صدرت وثيقة سياسة التعليم في المملكة، وربط التخطيط الشامل بالخطط الخمسية، واستحداث 42 إدارة تعليم على مستوى المملكة، وتم إنشاء وزارة التعليم العالي، وإنشاء المديرية العامة للبحوث والمناهج والمواد التعليمية عام 1394، وظهور المشروع الشامل لتطوير المناهج عام 1419.

المرحلة الخامسة تطبيق المبادرات التعليمية

(1423 – حتى الآن)

تم دمج رئاسة تعليم البنات مع وزارة المعارف عام 1423، وتعديل مسمى وزارة المعارف إلى وزارة التربية والتعليم عام 1424، ودمج وزارة التعليم العالي مع وزارة التربية والتعليم تحت مسمى وزارة التعليم عام 1436.