سلام من السعودية

سلام من السعودية..

لملكنا وولي عهده..

مناطقنا الإدارية يا مال العز يد وحدة..

أوبريت ذو رسالة مهمة جدا من كلمات الشاعر عبدالله أبوراس، وألحان أحمد الهرمي، أخرجه لنا بهذه الصورة الرائعة، تعاون فني راقٍ بين الهيئة العامة للترفيه وشركة روتانا للصوتيات والمرئيات بفكرة من ابتكار رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه تركي آل الشيخ، وإشراف سالم الهندي وتوزيع سيروس.. وبمشاركة 13 فنانا سعوديا شدت أصواتهم بكلمات مختصرة تحكي عن ميزة كل منطقة منفردة ليجتمع الكل في أوبريت واحد يحمل السلام لهذا الوطن.. يسلمنا رسالة واضحة مفادها (نحن سعوديون.. أبناء وطن واحد، ولاؤنا وانتماء لوطن وقيادة واحدة مهما اختلفت مناطقنا وثقافاتنا الاجتماعية).

بدأ الأوبريت بصوت فنان العرب محمد عبده وهو يرسل السلام للوطن الغالي من مكة المكرمة قلب الحجاز النابض الذي جعله الله مهوى أفئدة البشر من جميع بقاع الأرض، وهذه الميزة لم يمنحها الله -سبحانه- لأي بقعة من بقاع الكرة الأرضية على اتساعها.. من مكة قلب الحجاز الحبيب الذي نرفع به الهامة مهما تعددت واختلفت أصول أهله إلا أن التقدير من المؤسس الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه.. بالإضافة إلى الزمن والعشرة والجواز الأخضر والولاء والانتماء لهذا الوطن الحبيب يعترف بهم كسعوديين بلا أي حسابات أخرى..

لذلك فلا بد أن يتوقف ما نراه في وسائل التواصل المختلفة من جهود حثيثة للبحث عن أصول الثقافات المتعددة لمنطقة الحجاز، التي أتت مع أصحابها من مئات السنين وامتزجت بثقافة أهل المنطقة لتخرج لنا ثقافة جديدة بملامح معدلة تحمل بعضا من هنا وهناك لتضاف إلى الثقافة العامة للمملكة العربية السعودية مترامية الأطراف، مما يجعلها غنية بثقافات تضيف وتحسب لها لا عليها، إن أدركنا ذلك وخرجنا منه بما يفيد هذا الوطن ويرتقي به أكثر وأكثر..

القتال المستميت في وسائل التواصل لإثبات أو نفي انتماء طعام أو لباس أو أهازيج أو رقصات معينة بماذا سيفيد الوطن..؟

وماذا سيضيف لنا التعالي والانتقاص من الثقافة الأصل التي نجزم أن أبناءها نفسهم من عدة أجيال مضت يجهلون منبعها، لأنهم لم يعرفوا أنفسهم إلا سعوديين أبناء هذا الوطن ولا وطن لهم غيره..

أبناء الحجاز ونجد والمنطقة الشرقية والجنوبية والشمالية والقصيم وحائل، وكل أبناء هذا الوطن بصفة عامة، أسهموا عبر أجيال مختلفة ببناء أساسات اجتماعية واقتصادية قوية قامت على أساسها هذه الدولة العظيمة في مكانتها على خارطة العالم، من خلال التلاحم والتراحم ومتانة النسيج الاجتماعي الذي نسجه بعد الله الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ثم سار على خطاه أبناؤه.. وبحرص خادم الحرمين الملك سلمان، وولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله، وبرؤية بلادي الواعدة التي من أهم أهدافها محاربة التطرف والتعصب بكل أشكاله وصوره، وهذا ما يجب أن يجمعنا داخل منابر الإعلام الجديد.. ترابط.. تلاحم.. لحمة وطنية.. نبذ التعصب.. وصهر الثقافات الخاصة في وعاء الوطن الخير لنصنع منها ثقافة سعودية عامة تكون لنا بصمة تعريفية مشرفة، يعرفنا العالم بها تندرج تحتها ثقافات خاصة تصب في مصلحة الثقافة السعودية العامة، فتقويها بدل أن تضعفها بمواصفات ومقاييس ترفض أي ثقافة امتزجت مع ثقافتنا الأم.

التعصب فتنة نائمة ليتنا نهدأ ونسكت عنه حتى لا تعلو أصواتنا فنوقظ غول الفتنة من سباته، لأنه خطر قادم متى ما صحا من مرقده سيصاب بالسعار ويفترس أمننا وأماننا وأحلامنا ورؤانا ومجتمعنا، ووطنا، لنتركه نائما، فاجتماعنا على العمل بحب من أجل تحقيق أهدافنا الوطنية أهم بكثير من أصول الأشياء ومراجعها، ما دام الجواز الأخضر والجنسية السعودية والأهداف الواحدة والانتماء والولاء المشترك، وكل هذه العوامل وغيرها التي تجمعنا داخل حدود وطن واحد.. برضا ومباركة من قيادتنا الرشيدة.