عرفت الجسور أو (الكباري) بأنها منشأ يتم استخدامه للعبور من مكان إلى آخر، بينهما عائق قد يكون مائياً أو أرضاً وعرة، أو لتخفيف الزحام المروري في أماكن مكتظة، أو لتخفيف إشارات المرور، وضمان انسيابية الحركة، وتسريعها، حيث يمكن أن تبنى عند تقاطع الطرقات المزدحمة لتسهيل المرور، فيشاد بعضها فوق بعض في مستوى واحد أو أكثر، كما يمكن بناؤها لأسباب أخرى عدة.

وانتشرت الكباري في تقاطعات طرقات المملكة وشوارع مدنها حتى تجاوز عددها الـ2570 كوبريا في هذه التقاطعات، لكن بعضها يلفت الأنظار، والتساؤلات بأنه لا يحقق الغايات المعروفة للجميع من بناء الكباري، ولا يؤمن تلك الفائدة منها، إذ يبدو وكأنه شيّد بلا جدوى، ولا فائدة، كما أن بعضها يكاد يكون تزيينياً بلا فائدة أخرى عملية تبرر تحمل تكاليفه.

ارتدادات للمباني

يوضح المهندس المدني فايز المطاوع أن الطرق تصنف إلى صنفين، طرق سريعة أو خارجية، وطرق داخلية وفرعية، أما الكباري في الطرق السريعة، فليس عليها ضغط، ومع هذا لا نرى ازدحاما، والكباري تعد كافية وقد تكون فوق الحاجة، وهي تزيد الأمان على الطرق السريعة، أما الطرق الداخلية فقد يكون هناك نقص في الكباري، وهناك حاجة إلى زيادتها«.

ويقول»من الأسباب التي تجعل بناء الكباري في الطرق الداخلية متأخراً، وأقل من الحاجة، عدم وجود ارتدادات للمباني المحيطة، وعدم وجود مساحات كافية لإنشاء هذه الكباري، كما أن معدل سرعة العمران يلعب دورا في هذا الشأن«.

ويتابع»تحدد الحاجة إلى بناء كوبري بوجود ازدحام، أو إمكانية أن يكون هناك ازدحام في المستقبل، وبالتالي لا بد من استباقه ببناء كوبري بما يضمن انسيابية الحركة سواء حالياً، أو في المستقبل، ومن الأسس التي تساعد وتسهل عملية بناء الكوبري وجود المساحات الكافية من خلال تخطيطها مسبقاً بتوقع تكون حركة مرورية كثيفة في الموقع، لأن بناء الكوبري حاليا قد يكون أسهل وأبسط وأقل كلفة من بنائه حيت تتحول المنطقة إلى موقع حيوي«.

حلول مفضلة

يرى المهندس خليفة أن «الكباري تعد من الحلول المفضلة بعكس إشارات المرور، فإشارة المرور تسبب التأخر ناهيك عن أضرارها البيئية، ولكن قبل تحديد بناء الكباري يجب عمل استكشاف لوضع الشارع، وكم سيارة تمر فيه في الساعة، والأوقات التي فيها ازدحام وإلى كم تصل، فكل هذه الأمور تتحكم في بناء الكوبري من عدمه، والكباري تعد آخر الحلول، لأن تكلفتها الاقتصادية عالية جداً، ويستهلك بناؤها زمنا».

مراجعات

يعتقد المهندس خليفة أن الكباري انتشرت بشكل كبير في المملكة، وفي مناطق يحتاج بعضها إلى مراجعات، فبعضها لا يوجد فيها ازدحام، ولا تحتاج لعمل كباري خاصة في المدن التي لا يوجد فيها ازدحام، ويشدد على أن الغاية من الكوبري توفير شيئين أولهما تقليل الازدحام، وبالتالي تقليل الحوادث، وثانياً عدم التأخر في زمن الرحلة، ويقول «نحتاج إلى دراسات قبل بناء الكباري، ولكن المشكلة الآن أن نسبة كبيرة من الكباري بُنيت، وعمل الكباري يحتاج لفترة سنوات حتى ينجز المشروع، وخلال هذه السنوات هذا المشروع يسبب ازدحاما».

التخطيط الاحترافي

يشدد المطاوع على أهمية أن يؤخذ الشكل المعماري للكوبري بعين الاعتبار عند بنائه، حتى لا يشكل تشوهاً بصرياً، ويقول»كلما كان التخطيط مبكراً كان أكثر احترافية وحقق زيادة في المردود الإيجابي للكوبري، وكلما اعتمد على تحليل أرقام الحركة المرورية، وكلما كان استباقيا زادت نسبة نجاحه، ويتم ذلك من خلال حساب تدفق الحركة المرورية بواسطة كاميرات الليزر، أو كيبل تمشي عليه المركبات، ويحسب عدد المركبات التي مرت على هذا الطريق، ثم تحلل تلك الأرقام، والمعطيات، كذلك توقع زيادة الكثافة مستقبلياً والتي قد تنشأ عن مشاريع حكومية أو خاصة قد تساعد في نمو الكثافة السكانية بشكل سريع، أو زيادة الكثافة السكانية بشكل طبيعي بطيء«.

ويوضح»الكباري حتى التي لا تتم الاستفادة منها الآن هي استثمار، وبحكم أن المنشآت الخرسانية تبقى لمئات السنين، فهذا سيكون استثمارا طويل الأجل، وكلما بنيت مبكراً كلما قلت التكلفة بسبب التضخم المالي، وقلت الصعوبات، وتم تجنب الزحام».

عوامل جوهرية لبناء الكوبري

الطبيعة الجغرافية للمكان

تحسين مستوى السلامة

تقليل زمن الرحلة

الأثر البيئي

الأثر الاجتماعي

طبيعة التربة

نزع الملكيات

تكلفة الإنشاء

المرافق

غايات من بناء الكباري

العبور من مكان إلى آخر بينهما عائق

تخفيف الزحام المروري في أماكن مكتظة

تخفيف إشارات المرور

ضمان انسيابية الحركة وتسريعها

إضفاء جمالية للترويج السياحي