لاشك أن الحج ركن من أركان الإسلام وشعيرة من أعظم شعائر الإسلام كما في قوله تعالى: (ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ).

ومن أعظم مظاهر تعظيم شعائر الله أداء المناسك على السنة، وهذا الأمر لا يتحقق إلا بوجود دولة تسهّل للمسلمين قيامهم بأداء مناسكهم وتؤمن لهم ذلك، وهذا الذي قامت وما تزال تقوم به الدولة السعودية منذ نشأتها بمراحلها الثلاثة حتى أصبحت خدمة الحرمين والحجاج والمعتمرين في ظل حكومة خادم الحرمين تمر بمرحلة عظيمة لم يشهد التاريخ لها مثيلاً.

ولهذا فقد كان من أعظم نعم الله على المسلمين دخول مكة والمدينة تحت الحكم السعودي كما نص على ذلك كثير من المؤرخين. ويأتي قرار وزارة الحج والعمرة المتعلق بحج هذا العام 1441 وإقامته بأعداد محدودة جدا للراغبين في أداء مناسك الحج لمختلف الجنسيات من الموجودين داخل المملكة ليعبر عن حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وهو قرار موفق يحقق مقصداً من أعظم مقاصد الشريعة ومن ذلك: تحقيق مقصد حفظ دين الله بإقامة ركن من أركان الإسلام وتسهيله في ظل انتشار جائحة كورونا.

ومن المقاصد الشرعية العظيمة التي يحققها هذا القرار مقصد حفظ النفس؛ فقد جاءت الشريعة بحفظ النفس وقررت كثيراً من الأحكام من أجل المحافظة عليها لعظم مكانتها في الشرع.

كما أن هذا القرار يدخل في السياسية الشرعية والتي جعلتها الشريعة منوطة بولي الأمر وهو داخل في وجوب طاعة ولي الأمر، والذي دلت عليه نصوص كثيرة أفادت وجوب امتثال أوامره وتعليماته، وأن تصرّفات الإمام منوطة بالمصلحة وتقدير هذه المصالح موكول إلى الإمام وإلى الجهات الولائية ومنها وزارة الحج.