منذ صدور الأمر السامي بتعيين الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز نائباً لأمير منطقة عسير، ثم صدور الأمر السامي بعد (8) أشهر من تعيينه نائباً ليكون أميراً لمنطقة عسير، وهو يعمل ليلاً ونهاراً في عدة اتجاهات ومحاور لإنجاز الأهداف الوطنية التي حددتها رؤية (2030).

انطلق الأمير تركي على عدة محاور، فكان المحور الأول هو إعادة فحص أوضاع إمارة منطقة عسير ومحافظاتها، من حيث الإنتاج والأداء، حتى صارت مكاتب إمارة منطقة عسير وكذلك المحافظات والمراكز التابعة لها خلية نحل، تعمل بأداء مميز ومسؤولية تامة وإنجاز واضح وملموس لجميع القضايا.

أما المحور الثاني لإنجاز المهام فكان يتم من خلال المجلس العام لإمارة منطقة عسير، الذي يلتقي فيه أمير المنطقة بالمواطنين، حيث تحول هذا المجلس إلى مدرسة في الإدارة ذات نهج جديد، وشهد بذلك كل المسؤولين وأصحاب القضايا من المواطنين ورؤساء الدوائر الحكومية المدنية والعسكرية، وكل من حضر في ذلك المجلس.

إن المثير في مجلس الأمير تركي بن طلال العام أنه خرج عن الروتين والبيروقراطية لحل القضايا.

لقد أجلس بجانبه أحد القضاة لإعطاء الرأي الشرعي في حل شكاوى المواطنين قبل إصداره أي توجيهات، وكان من الملفت أن كل من يتقدم بطلب أو شكوى في هذا المجلس لا يخرج منه إلا وقضيته محلولة، فاختصر بذلك المسافة الزمنية لحل القضايا إلى يوم واحد أو يومين، ذلك لأن الأمير كان يتواصل مع أي مسؤول تعنيه القضية لسؤاله ومساءلته أو التفاهم معه عن أفضل طريقة لحل هذه القضية أو تلك، وبالتالي فقد تم حل مئات القضايا. ومن الجدير بالذكر أن من نهج الأمير تركي بن طلال أنه كان يخرج للميدان باستمرار لمشاهدة واقع القضايا والمشاريع على الطبيعة؛ ليكون قراره سليماً ودقيقاً في حلها.

أما المحور الثالث فهو «إصلاح القلوب قبل إصلاح الدروب»، وقد كان يردد مقولته هذه باستمرار في رسالة واضحة لمجتمع منطقة عسير، بأن عليهم غسل القلوب وتنظيفها من البغضاء والكراهية، لأنه لا نجاح للتنمية في أي مجتمع ما لم تتعاضد أيدي المواطنين مع جهود الدولة لتحقيق نجاح خطط التنمية، ولهذا السبب أنشأ لجنة سماها (لجنة السلم المجتمعي) لحل قضايا المجتمع في عسير، وقد أنجزت هذه اللجنة حل أهم القضايا القبلية في منطقة عسير، وهي قضية قبائل بللسمر والتي استمرت مدة (61) عاماً. تلك القضية التي اختلطت فيها عدة قضايا، والأحكام الشرعية التي صدرت وقضايا أخرى دارجة في المحاكم، وهنا انبرى لها الأمير تركي بن طلال، ولجنة السلم المجتمعي التي شكلها، فكانت ثمرة الجهود حل هذه القضية المزمنة، وهنا تم الحصاد الكبير في منطقة عسير عندما رعى أمير عسير لقاء الصلح يوم الأربعاء (3/ ذو القعدة 1441هـ ) بين أسرة آل جرمان وأسرة آل صمعان الذين تعانقوا بعد سنوات من الفرقة والخلاف، وكذلك كان الحصاد الآخر يوم الخميس (4 ذو القعدة 1441هـ) بين قبائل بللسمر، عندما توج أمير المنطقة احتفال حل قضايا بللسمر بإصدار مجموعة من قرارات تعيين شيخ شمل لهذه القبيلة، وقرارات تعيين (20) شيخاً آخرين لقبائل بللسمر.

أما المحور الرابع الذي اختطه الأمير تركي لحل المشاكل فهو تكليف لجنة السلم المجتمعي برفع الحلول المقترحة التي تخص ظواهر الجيرة القبلية وتكاليف الزواج والبذخ والإسراف في المناسبات، ووجه المسؤولين بالتقيد بما أصدره من توجيهات بشأن المناسبات الرسمية، وضرورة الاعتماد على منتجات الأسر المنتجة، وهذه مكرمة تجير له في منطقة عسير.

المحور الخامس، هو تشكيل لجنة متابعة أعمال المشاريع المتعثرة، برئاسته وعضوية المعنيين من رؤساء الدوائر الحكومية والمختصين، وعلى رأسهم أمين المنطقة، حيث بدأت هذه اللجنة في تنفيذ خطط التطوير.

وقد أوضح في كلمته التي ألقاها في مناسبة إعلان قرارات مشايخ قبائل بللسمر حيث قال (لقد هُيئت الإمكانيات ومنحت الصلاحيات التي من خلالها ستتحقق بحول الله إستراتيجية تطوير منطقة عسير التي تنص على أن (المجتمع المترابط بقيمه الثرية يسير بثبات نحو مستقبل زاهر) وأضاف، ولكن كيف يمكن أن نبني مستقبلاً زاهراً مع وجود الخلافات والفرقة؟.

إن إنجازات أمير منطقة عسير ومبادراته التي يعلمها المجتمع لا يمكن حصرها في مقال، أضف إلى ذلك مواقفه الإنسانية لكل شرائح المجتمع جعلها الله في ميزان حسناته.