يعرف العمل الجماعي بأنه فعل تعاوني من قبل مجموعة من الأشخاص لتحقيق هدف ما، وتسود العمل الجماعي بيئة إيجابية، ورغبة في تحقيق النجاح والبعد عن الأهداف الشخصية قصيرة المدى.

لنأخذ كرة القدم كمثال للعمل الجماعي، فنجاح أي نادٍ وتحقيقه للنصر والبطولات يعتمد على 3 عوامل رئيسة هي:

1. إدارة متمكنة وداعمة


2. مدرب جيد

3. فريق متكامل مطرز بالنجوم

ومن قواعد كرة القدم أنه من الصعب إيجاد فريق متخم بالنجوم، ولكن يجب بناء الفريق لكي تكون نجومه ذات طراز عال، ولديه قاعدة احتياط ممتازة في حالة غياب أو إصابة أي لاعب.

وقد اختلف خبراء الكرة حول ما هي النسبة الحقيقية لتأثير العوامل السابقة؟ الإدارة والمدرب لهما 30% من التأثير،

والـ 70% للاعبين. ومن أجرأ النظريات التي ناقشت تلك العوامل كتاب Soccernomics، كتاب شهير يحاول فيه الكاتبان سيكون كوبر (صحفي) شتيفان زيمنسكي (عالم اقتصاد وإحصاء)، تحليل كرة القدم، وكان القياس الأساسي هو جودة اللاعبين، ويتم قياسها بكمية الأجور اللي يحصلون عليها (بما أنه من المنطقي أن يتقاضى اللاعب الأفضل أجراً أكبر).

كوبر وزيمنسكي تمكنا بقياس التكاليف المدفوعة من توقع 70%من ترتيب جدول الدوري في أي موسم، والنسبة ازدادت إلى 90% عندما تم توسيع التجربة لتشمل 10 مواسم، بدلاً من موسم واحد. وجدت هذه النتيجة متوقعة وبديهية، فالنجوم الكبار يتقاضون أجوراً أعلى، وكلما زادت جودة اللاعبين بالفريق، كلما أصبحت حظوظه أعلى بتحقيق البطولات.

أعتقد أن ما ذكر ينطبق على جميع المجالات التجارية والتي تتطلب المهارات الخاصة والمعرفة العالية، فالخياط لا ينجح لأن الآلات المصنعية راقية، أو لأن ديكور المحل خارج عن العادة، بل ينجح بسبب رئيس وهو مهارة الخياطة. وينطبق ذلك على المؤسسات التعليمية والطبية وغيرها من المهن، «فالغالي ثمنه فيه»، واللاعب (الهداف) عملة نادرة ومطلوبة. أخيراً وليس آخراً، تستثمر الأندية العالمية، ومنها على سبيل المثال ريال مدريد وبرشلونة والفرق الإنجليزية، كل عام مليارات الدولارات على استقطاب (اللاعبين) عاليي الجودة، ولم نر نادياً (بطلاً) يستثمر موارده في مشرف كرة القدم أو (مُدلك) ولقاط (كور).