تشير التقديرات إلى أن الكوارث الطبيعية فقط تسببت في خسائر اقتصادية بإجمالي 4 تريليونات دولار على مدى السنوات الثلاثين الماضية، وغالبا ما تكون المجتمعات الفقيرة الأشد تضررا والأطول زمنا في التعافي من آثار الكوارث، لذلك فإن الدروس المستفادة لأي حادثة أو جائحة أو كارثة يمكن ملاحظتها أثناء وقوعها، لذلك ينبغي التوقف عندها ودراستها لمحاولة منعها إن أمكن ذلك، أو التخفيف من آثارها أو تطوير أساليب التعامل والاستجابة لها لتكون أكثر فعالية وسرعة.

قد تكون جائحة فيروس كورونا أهم حدث في المائة عام الماضية، وذلك لانتشارها السريع وتأثيراتها الاقتصادية الكبيرة على دول العالم وأيضا حجم الإصابات والوفيات وسرعة انتقال المعلومة من بلد إلى آخر.

لا يمكن لنا منع وقوع مثل هذه الجائحة مستقبلا ولكن يمكن لنا الاستعداد لها عن طريق التعلم من نتائجها والتجهيز لمواجهتها، لذلك يبرز لنا أهمية إدارة مخاطر الطوارئ والكوارث كلما ارتفعت الكثافة السكانية.

لقد أظهر لنا هذا الوباء أهمية تحليل المخاطر ودراستها بعناية، وأن العالم عبارة عن قرية صغيرة متصلة فيما بينها على المستوى المعرفي والاجتماعي والاقتصادي والدليل ظهور الوباء في الصين وانتشاره لبلدان العالم وتأثرها اقتصادياً نتيجة له.

لا شك أن الأزمة الحالية قد كشفت أيضا عن درس آخر، مفاده أن البحث العلمي هو فرس الرهان حيث يجمع بين الملاحظات والمعرفة والبيانات لحل المشكلات وابتكار الحلول وتطوير الأدوية واللقاحات.

من الدروس المستفادة أيضا التخلي عن بعض العادات غير الصحيحة في حياتنا اليومية مثل المصافحة والتقبيل والحرص على النظافة والتعقيم وعدم مشاركة الأشياء الخاصة.

ومن جانب آخر كشفت لنا الأزمة الحالية عن أهمية التقنية في التواصل والعمل والتعليم عن بعد، وكذلك أهمية التطبيقات الصحية والطبية وتطبيقات التوصيل حيث إنها أصبحت واقعاً مفيداً يمكن لنا تطبيقه والاعتماد عليه.

ختاما أدركنا نعم الله علينا وأن الإنسان كائن ضعيف وأن فيروساً قادراً على أن ينهي حياته، وكذلك شعرنا بأهمية الأصدقاء والتجمعات الأسرية، وأن هناك عادات يومية كنا نظنها عادية تحولت إلى أمانٍ صعبة المنال.