دعوة شحاتة
تأثر (عابد البلادي) كثيرا بشحاتة، وهو في الـ14 من عمره، أصر على لقائه، ذهب به ابن عمه (سعد البلادي) ذات يوم إلى بيته. كان شحاتة وقتها يجري بروفات بمرافقة فرقة موسيقية مصغرة (تخت شرقي)، عند وصولهم عَرَّف ابنُ عم عابد شحاتة بهذا الشاب المولع بفنه، حكى له ما يملكه من حلاوة صوت وإجادة للغناء. لم يكن عابد يعزف على العود في ذلك الوقت، فسأله شحاتة، لمن تغني وماذا تحفظ؟ فقال له: أغني أغانيك أنت يا أستاذ. طلب منه أن يُسمعه غناءه بمرافقة الفرقة، وبعد انتهائه من الغناء، أشاد به شحاتة، وأبدى إعجابه بصوته وأدائه، ودعاه لمشاركته الغناء في حفل زواج الأسبوع التالي.
لفت الأنظار
لم يصدق (عابد) نفسه، وجلس طيلة الأسبوع بلا نوم، يحلم بموعد الحفلة، التي قدم نفسه فيها للجمهور بشكل جيد. غنى شحاتة 4 أغنيات بعدها قدمه للجمهور، قائلا: أقدم لكم الشاب (عابد البلادي). أمسك بالعود رغم أنه لا يجيد العزف، لكن لمجرد لفت أنظار الحضور، وغنى (لا لا يا خيزرانة) و(سافروا ما ودعوني)، وسُعِد بتفاعل الجمهور في أول ظهور له أمامه.
كان لشحاتة الفضل الأول في اكتشاف موهبته، إضافة للفنان (محمود خلاف)، وهو فنان قديم من المدينة المنورة، وكذلك الملحن (محمد النشار).الجميع أعجب بموهبة (عابد) وساعدوه في بداياته، وكان يتقاضى ما بين 20 و30 ريالا في الحفلة، واشترى أول عود له، فيما تولى شحاتة تعليمه العزف، وحرص على اصطحابه معه في جميع الحفلات، فكون له جمهورا واسعا، دفعه وشجعه على الغناء أمام الجمهور وزادت شعبيته.
شدت القافلة
استقر عابد البلادي فترة بـ(مهد الذهب) وعمل في محافظتها (إداريا)، ثم شاءت الأقدار أن ينتقل هو وابن عمه إلى عروس البحر الأحمر وملتقى الفنانين (جدة)، وأصبح مغرما بالالتقاء بالفنانين هناك، صار أكثر شغفاً بالفن والغناء. في جدة تعلم العزف على آلة العود بشكل سليم، وما لبث أن ظهر على الإذاعة والتلفزيون.
كان السبب الرئيس لقدومه هو وابن عمه لجدة، الرغبة في لقاء الفنان (طارق عبدالحكيم)، لكنهما فوجئا بسفره للطائف لإحياء حفل زواج هناك، وعلى الفور لحقا به، وبالبحث عن مكان الحفل، وجدوه، ودخلوا ضمن الحضور. ابن عمه حكى لعامل القهوة أن (عابد) فنان، وطلب منه إبلاغ طارق عبدالحكيم، عن هذا الفنان القادم من المدينة المنورة خصيصا للقائه.
انتظرا نصف ساعة، لم يأتهما أي رد من العامل فقد نسيهم!.
مرة أخرى أعطوه ورقة مكتوبة، يوصلها لطارق. بعدها بقليل فوجئ (عابد) بطارق، يقدمه للجمهور بالمايكرفون قائلاً: أقدم لكم الفنان (عابد البلادي). كانت المرة الأولى التي يُقَدَم فيها بلقب «فنان»، صفق الجمهور، وحمله حملاً إلى المسرح كأنه فنان كبير، كانت لحظات لا تغيب من مخيلة (عابد)، بدأ بأغنيته الشهيرة (شدت القافلة)، وهي من لون (الخبيتي) الذي كان سبب شهرته وانتشاره، حيث بات البلادي أحد أهم حفاظ الفلكلور الغنائي، ويمكن تسميته ضمن من تعرفهم الأنثروبولوجيا بـ«حراس الذاكرة»، تفاعل وغنى وتراقص معها الحضور، بالإضافة لغنائه أغاني أخرى متنوعة. رحب به مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالطائف عبدالله المرشدي، وأصر على بقائه معهم طوال الليل إلى أن غادر الجميع، ظلت الفرقة متمسكة به وتلح على بقائه والغناء حتى الصبح والإفطار سوياً. في هذه الليلة بالذات تعرف أهل الطائف على عابد البلادي وزادت شعبيته.
اظهر وبان
انضم البلادي لفرع جمعية الثقافة والفنون بجدة التي كان مقرها في ذلك الوقت بحي (كيلو 2)، فور عودته من الطائف، حضر خلالها حفلات ومناسبات عديدة، وسجل أغاني في الإذاعة لأول مرة.
افتتح (استيريو) خاص به في حي (الجامعة) باسم (تسجيلات البلادي)، ثم صدار أول شريط خاص له باسم (خبيتيات)، بعدها طرح ما يقارب 52 شريطا بصوته من الجلسات والحفلات التي كان يقيمها.
سنحت له الفرصة بتسجيل أول ألبوم رسمي له عام 1978 مع شركة (روتانا) في ذلك الوقت، وقدم ألبوم (اظهر وبان) من ألحان (أحمد شيخ) وهو من فناني (المدينة المنورة).
المجالسي فن البادية
ابتسم له الحظ حين اتصل به صاحب شركة (صوت الجزيرة) الفنان محمد عبده، قال له: الشركة شركتك وأهلاً بك، وأصبح له أخا وصديقا. كانا يلتقيان كل فترة ومعهما الملحن محمد شفيق، وفي أحد الأيام كان في زيارة لمحمد عبده وسمع هناك من بعض الحضور مطالبات بغناء لون (المجالسي) وهو لونه الأصلي، ومسمى (مجالسي) مأخوذ من (المجلس) حيث كانوا يؤدونه في البادية، حيث بيوت البادية متجاورة، وكانوا يضعون هذا المجلس في الوسط بين البيوت، يجلسون فيه ويتسامرون، يقلقون الشعر ويؤدونه بطريقة قريبة من (الموال) تسمى (المجالسي)، تكون عادةً بدون آلة عود، أو أي آلات أخرى وتحمل قصائد نصح، أو قصص أو رثاء وغيرها.
سأله محمد عبده عن هذا اللون، وطلب منه الذهاب إلى الأستديو في اليوم التالي لتسجيله، بالإضافة لتسجيل أغان أخرى، وفعلاً أنتج له ألبوما كاملا، ضم عدة أغان، كان من ضمنها لون (المجالسي)، تلبيه لرغبة جمهوره في (المدينة)، ووزع الشريط وقت طرحه أكثر من 40 ألف نسخة.
عابد حمد البلادي الحربي
ولد في المدينة المنورة 1367
(32) ألبوماً على المستوى الرسمي
(الخبيتي) سر نجاحه وانتشاره محلياً وعربياً
(نادولي المحبوب) (طير السعد) سبب شهرته في الخليج
(أظهر وبان) و(عز نفسك تجدها) من ألحان (توحه) قدمتاه عربيا
غنى بسورية في (مهرجان الباسل) 4 سنوات متتالية
غنى أيضاً بمشاركة الفنان فهد بلان
قدم الكثير من الحفلات داخل المملكة
خارجها: في (الإمارات) (الكويت) (اليمن) (مصر)
- كُرّم من وزارة الأعلام
- كُرّم مرتين من جمعية الثقافة والفنون
- كُرّم من الحرس الوطني (مهرجان الجنادرية)
- كُرّم في مهرجان الأغنية العربية بقطر
- كُرّم في السودان
- كُرّم في سورية من وزيرة
- الثقافة والإعلام السورية (1991، 92)