كلما مرت الأيام - والمقصود تم - لا بد وأن ألاطف من تكرّم عليّ بالمتابعة - متابعيني كلمة ثقيلة دم - أقول لا بد من أن ألاطف الأحبة في تويتر باستفهام تقريري مثل: الرزق بيد من؟!، فتنهال الإجابات، ويبدو على أغلبها اللهفة إلى فرج!
أحيانا أتورط بسطحي يرد بعنف: بالله عليك عاد هذا سؤال يا الضبعان؟!
(2)
ولأن الاستفهام عامة يكون في طلب معرفة مالا تعرفه، فإن الاستفهام العميق يتمثل في طلب معرفة ما تعرفه..
سؤال يزيد «الخفقان»، ويعقد اللسان، ويربك العقل، وربما يأتي بدمعة ساخنة..!
من ناحية أخرى: ما جمال الطفولة لولا الأسئلة، سيما المحرجة منها!
(3)
العالِم يشك..
إذ أن أول الشك: سؤال، وأول الدنيا سؤال، وأول الآخرة سؤال.
(4)
هذا وقد اختزلت اللغة طلب المعونة بـ: سؤال!
والسؤال مقدمة كل أمر: العلم، المعرفة، التعارف، الشراء، العلاقات، والحب.
العلاقات دون أسئلة تجف!
والحب كله أسئلة، أسئلة بلا إجابات، أو أسئلة كالإجابات، وعلامة استفهام تكاد تذوب!
ولعلك تلحظ أنه لا سؤال في لحظات المصائب، ودركات المعائب.. بينما الفرح كله أسئلة!
(5)
ويسألونك عن الأفئدة المنكسرة، والأجساد المنهكة، والأرواح المصابة بالخيبات، فقل ألفيتها تهرب من الأسئلة، وتخافها، وتتحاشاها، وتشعر أنها كالجبال!
(6)
وفي القرآن ما يزيد عن 1200 استفهام من الله لخلقه، يتجلى في مقاصدها الإيمان، وعمقها التدبر، وتفاصيلها الخوف، وأبعادها الرجاء، ومآلاتها الحب..
(7)
«السؤال.. خلاصة الحياة الروحية»
نجيب محفوظ