أقفلت الفرق الكبار آخر ملف من تجهيزاتها لما تبقى من منافسات الموسم الجاري، وكانت الاستعدادات متباينة كل على قدر عزيمته، وربما لأن هاجس اللقاء الذي يجمع الهلال والنصر بعد أيام قلائل محور حديث الرأي العام، بعد أن هدأ وهج الصفقات المحلية، فضلاً عن التجديد للبعض، علاوة على اللاعبين الأجانب الذين لم يحضروا من بلادهم وآخرين رفضوا الانخراط بالتدريبات بحجة انتهاء عقودهم، وطالبوا بمبالغ باهظة للتمديد، وما أرمي له مدافع النصر البرازيلي مايكون، غير أن إدارة السويكت رفضت الابتزاز، وغادر اللاعب من البوابة الواسعة، وبالتالي سيلعب النصر ما تبقى من مباريات الموسم الجاري بستة عناصر أجنبية عندما يقابل غريمه التقليدي الهلال في مستهل النزالات المقبلة، والحال ذاتها بالنسبة للهلاليين، فرغم تكامل الأسماء عددياً فإنهم لا يشاركون فعلياً، وربما لا يستفاد إلا من أربعة أو خمسة وسط الميدان، نظراً لازدواجية المراكز بين اللاعبين.

رحيل مايكون أشعل فتيل الإعلام النصراوي ورمى باللائمة في اتجاهات عدة، ولم يسلم الاتحاد السعودي من الإسقاط، والأكيد أن كل التبريرات التي لاحت لا تدخل في إطار الحقيقة؛ لأن الأمر محصور بين اللاعب وناديه، وكانت هناك مبادرة من الاتحاد السعودي عندما طالب الأندية بعدم التعامل مع أي ناد خارجي يرفض تمديد عقود لاعبيه خلال الفترة المتبقية، وما يلوح بالأفق أن النصر لا يرغب في التجديد مع مايكون لمده طويلة لأن هناك توجها بجلب مدافع آسيوي للاستفادة من خدماته في المشوار المقبل، بعد أن اطمأنت الإدارة على مستقبل الحراسة بوجود أكثر من عنصر محلي متمكن، الأيام التي تسبق أولى المنافسات بعد غياب طويل تحتاج للتركيز الذهني والبدني حتى يظهر الفريق بأحسن حال.

اللافت أن الإعلام لم يهدأ طيلة الفترات الماضية، وكانت هناك قضايا مختلفة تطرح على السطح، ولعل حديث رئيس الهلال السابق عبدالله بن مساعد قبل أيام كان الأكثر تداولاً، حيث فتح ملفات قديمة وتطرق لمستقبل ناديه، ووصف القيمة السوقية لمهاجم الهلال جوميز بأنها تعادل فريقا كاملا في السابق، هذه الطرح لم يرق للهلاليين، حيث يرون أنه من الأجدر أن يعمم على الجميع، لأن هناك لاعبين في أندية منافسة أرقامهم عالية، وتتخطى المبلغ الذي جدد به جوميز الحاضر في كل المنافسات، وأسهم بفاعلية في تحقيق البطولة الآسيوية، عموماً هناك لاعبون دفعت لهم مبالغ طائلة، ولم يحققوا الهدف المنشود على سبيل المثال السويدي ويلهامسون الذي أضاع ضربة الجزاء المشهورة، وفي الأندية الأخرى كثر لا يتسع المجال لتفنيدهم.