مواجهة الهلال والنصر في مستهل عودة منافسات دوري الكبار بعد استئنافها تمثل المنعطف الخطر في السباق نحو القمة، لقاء عاد بعد توقف طويل واستعدادات متباينة للفريقين اللذين يسيران نحو الصدارة دون منافس، الهلال بفارق 6 نقاط فوزه يعني ضمان تحقيق اللقب بنسبة كبيرة وخسارته تعني الدخول في معمعة الحسابات الصعبة، نزال مختلف في كل الأشكال عن جميع المواجهات السابقة ويقيني أن الفريق الأكثر تجهيزا من الناحية النفسية علاوة على تكامله البدني والفني ستكون له الغلبة، وأوردت في المقدمة الإعداد النفسي، لأن ذلك يعد في ناصية الأهمية.

الحرب الإعلامية اشتعلت خارج معسكر الفريقين، في حين أن هناك هدوءا داخل أروقة البيتين الأزرق والأصفر، ولم يلوح بالأفق أي مؤشرات خلال المواجهات الودية عن ماهية الاستعدادات، وإن كانت في شكلها تؤكد أن الهلال قد يكون أكثر ترتيبا للأوراق، في الوقت الذي لم يظهر النصر على صعيد النتائج بالمستوى المأمول، وربما في جعبة البرتغالي (فيتوريا) ملفات لم يكشفها، ولا يعلم أسرارها سوى ساسة المدربين الكبار، فحين كانت ملامح الهلال واضحة، ورمى الروماني رزافان بكل الإمكانات التي في متناوله ولم يبد تضجرا من لاعبيه، على عكس البرتغالي الذي لمح انخفاضا في المعدل اللياقي للاعبيه، ووسط حمى التجهيزات أبرم النصر الصفقات، وجدد العقود بل وأنهى العديد من القضايا في الوقت الذي استبشر الهلاليون ببقاء المهاجم المعار من الرائد صالح الشهري الذي سيستمر في الكتيبة الزرقاء لأربع سنوات مقبلة، أيضاً التوقيع مع بعض الأسماء الواعدة هي الأخرى تحسب لإدارة ابن نافل.

جولة العيدين التي أطلق عليها بمناسبة عيد الأضحى المبارك وشفاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ربما تكون الأكثر شوقاً وتعطشاً للرياضيين قاطبة، وستبقى خالدة بالتاريخ مهما تقادمت الأجيال، والأمل كبير في أن نرى مواجهة تحمل مستويات عالية من الناحية الفنية، فضلاً عن نجاح الصعيد التحكيمي الذي يعد الأهم في مثل تلك الظروف، لأن الخطأ لا يغتفر، ويتعين الاستفادة من تقنية الڤار للوصول إلى أفضل القرارات، وبالتالي نغيب القاعدة المتعارف عليها الحكم الناجح الأقل أخطاء لأن الذي يقود المنظومة يرى بأكثر من عين، حكام وسط الميدان ورابع في المضمار وطاقم في غرفة التقنية، والأكيد أن الفريق الفائز سيطول عيده وفرحته.