يقول الله تعالى: (فأصابتكم مصيبة الموت)

نعم، إنّها مصيبة الموت التي قطفت الأخ والصديق الأوفى: عبدالله بن إبراهيم آل الشيخ، الرجل الذي اتسم بالعفوية، والصدق، والتعامل البنّاء، الذي ترك أثراً خلّاقاً بين أصحابه وخلّانه في كلّ ما يذهب إليه من نصائح وإرشادات ورؤى مشرقة. الصديق الذي كان وفيّاً لأبيه ذلك الرجل الذي أكسبه قيمًا ومبادئ ومنطلقاتٍ ألفناها فيه فأحببناه لأجلها، كما أكمل سلوكيات تربيته ببرّه لأمه التي طالما تمنى داعياً ربّه أن يموت قبلها، فمات وهو في ريعان شبابه؛ ليكون صدى موته قول الشاعر:

لقد أبكرت يا رجل الرجالِ *** وأسرجت المنون بلا سؤال

فأججت الأسى في كلّ قلب *** وجارحةٍ وما أبقيت سالي

خسرنا الحلم والخلق المذكّى *** خسرنا هيبة الرجل المثالي

هكذا بدأ المجتمع الأصيل يردّدُ يا أبا فيصل، فأنت أثرت فيه وتركت ما زرعته فيناناً يورق؛ ليستظل به كلّ محب. نِعمَ الشهادةُ والوفاء من رجل الوفاء والقيم الأمير عبدالعزيز بن فهد، وهو يردّدُ على قبر ضم جسدك؛ اشهدوا له بالخير... لقد استجاب الله لدعائك، لأنّك طيّب القلب، نظيف السريرة، بارّ لوالديك.

لكنّني أنا من حملتُ الأسى والحزن بوقائع الفجيعة، لأنّك كنت من ينصحني وكنت من تمسك بيدي عندما أحتاجك، فكانت الفجيعة كبيرة على نبضي ولا سيّما أنّي كنت أسمع صوتك فجر يوم الفجيعة، فليس بمقدوري إلا أنْ أردّد قول الشاعر:

وفجيعتي حين افتقدتك يا أخي *** والحزن أكبر من دمي وكياني

يا من تحب الخير إنّ مصيبتي *** لا تنتهي بالفقد والهجران

واعلم يا أبا فيصل أنّ ذكرك حيٌ بيننا يفوح عبيراً، فما تركته من خير وحب لا يمكن أن يزول، ولا يمكن أن ننساه، وها نحن نحتسب قول الرسول ﷺ «ما من شيء يوضع في الميزان أثقلُ من حسن الخلق، وإنَّ صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة».

وهذا ما ينطبق على خصالك التي لا تعد، فهي مكانتك عند الله سبحانه وتعالى، وهي التي ستشهد لك أمام عرش الرحمن فاهنأ يا أبا فيصل، ولا زلنا ندعو الله أن يحسن مثواك وأن يغفر لك.

حسبنا الله وَنعم الوكيل.