لا تزال الحياة شبه طبيعية، حيث رحلات الطيران الدولية المتوقفة جزئيا والتي ما تزال تبقي كلا في محله.. ولكن، ذلك يعني أنه ما زال أمامك فرصة استثمار حقيقية وقيمة، وهي استثمار أكبر قدر ممكن من مواردك البشرية. رزقنا الله تعالى موارد بشرية لا تُعد ولا تُحصى، منحها لنا الله لكي نستثمرها لا لكي نهدرها. استثمر صحتك النفسية، حيث إن أهم وأكبر هذه الموارد هو أنت أو نفسك أو بمعنى أدق «صحتك النفسية».

فالعديد منا لا يعرف نقاط قوته ونقاط ضعفه، وبالتالي لا يستطيع أن يعرف كيف يتعامل مع كليهما. ولذك، فأول خطوة لمعرفة نفسك والتعرف على ذاتك هو أن تثقف ذاتك وتقرأ في علم (الصحة النفسية)، لتفهم وتتفهم نفسك، وتتمكن من خلال ذلك الفهم لطبيعة نقاط ضعفك من التعامل مع ذاتك وفهم نفسك أكثر، كي تتمكن من تحسين صحتك النفسية ورعايتها قبل تدميرها بفعل الضغوط الحياتية والمشكلات المعقدة.

فإذا فهمت نفسك، ستصبح أكثر تحمساً وتفاؤلاً وإقبالاً على الحياة، وإذا استطعت تغيير نقاط ضعفك ستستطيع تغيير العالم بأكمله إن أردت.

استثمر صحتك البدنية، «فلجسدك عليك حق»، من خلال لعب التمارين الرياضية. فاستثمارك لصحتك الجسمانية والجسدية يجعلك أكثر سعادة لما سيبدو عليه جسدك وصحتك ومناعتك التي حتماً ولا بد أن تقيك من الأوبئة والأمراض خاصة في ظل تفشي جائحة كورونا. استثمر مالك قبل أن يُهدر وأنت لا تشعر.

عليك تخصيص حد أقصى لميزانيتك اليومية فالشهرية فالربع سنوية فالسنوية. كذلك، فكر في طرق أكثر فعالية لتدوير أموالك المدخرة بشكل اقتصادي ومربح في ذات الوقت، ويكون ذلك بالعديد من الوسائل مثل إنشاء عملك الافتراضي في عالمك الافتراضي حيث أنت المدير والموظف.

فقط قم بتطوير مهاراتك كالكتابة أو الترجمة أو التصوير أو الرسم أو حتى الطهي، حيث ستحصل من خلال عرض خدماتك في عالمك الافتراضي على أرباح وأموال تستطيع تدويرها من جديد من خلال استثمارها في عمل مؤسسي وواقعي عقب انتهاء جائحة كورونا.

لا تفكر ملياً، فكل ما ستحتاج توفيره هو فقط حساب على أحد منصات شبكات التواصل الاجتماعي لعرض خدماتك ومشاركاتها.

وأختتم بوصايا الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه: «اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك».