من طبعي الذي تطبعت عليه، بفضل الله، أني مهما رأيت من جوانب سلبية في أي قول أو فعل، فضلاً عن قدر سماوي أو قرار أرضي؛ فإني منطلق من أن الخالق المعبود بحق لا يخلق شراً محضاً، كما أنه لا يخلق خيراً محضاً.

فانظر للجانب الآخر المنير الذي يأتي محققاً لقوله تعالى (وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).

فنحن الخلق لا نملك تغيير القدر، ولكن نملك التعامل معه بحكمة، فالشر ندركه ونهونه، والخير نبحث عنه ونستفيد منه.

وهذا ليس على سبيل الشأن العام وإدارة المصالح العامة فحسب، بل حتى على الصعيد الشخصي، فبتُ أرى الخير في كل شر يقع علينا؛ مما يخفف الشر، ويكثر الخير.

ومن تأمل قوله تعالى (فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)، أدرك أن الخير قد يوجد بين زوايا الشر، وأن الشر قد يكون متوارياً بين صفحات الخير.

فلا يغرك الخير، وإنّما فتش عما فيه من الشر وقم بتنقيته، ولا تقلق من الشر وإنّما فتش عما فيه من الخير وقم بتحصيله، وفِي ذلك مصلحة حسية للذي حصلته، ومصلحة معنوية للذي تلافيته.

وفِي جميع الأحوال لا يد لك فيما قدره الله، فليكن لك اليد الإيجابية في حسن التعامل معه دينياً ودنيوياً.