منذ عام 1950 والسيفان والنخلة شعار معتمد للمملكة العربية السعودية، السيفان العربيان المنحنيان يرمزان إلى القوة والحزم والمنعة في الحق، والنخلة ترمز إلى الحيوية والنماء والرخاء والبركة التي حبا الله بها هذه البلاد.

النخيل على اختلاف أنواع ثمره نبات يعني الكثير لكل سعودي ولعقود ماضية كان هو الغذاء الرئيس للسكان، والزاد الذي تحمل قديما مع صاحبه مشقة الترحال والسفر في رحلات التجارة وغيرها عندما كانت الخيارات الغذائية قليلة ومقاومتها للعطب ضعيفة، والتمور على اختلاف أنواعها كانت وما زالت طريقتنا الأجمل للترحيب بالضيف، وصديقتنا في الأفراح والأتراح رغم تعدد الخيارات في الوقت الحاضر.

لذا فلا عجب من علاقة العشق المتبادل بين السعوديين ونخيلهم وتمورهم، وتقديرهم لها إلى درجة أنها أصبحت محل اهتمام من الدولة والشعب، حيث دعمت مهرجانات التمور، فأصبحت لدينا مهرجانات متعددة في مناطق مختلفة، يرتادها زوار من مختلف الجنسيات حيث إنها إحدى عوامل الجذب السياحي والنماء الاقتصادي، يضاف إلى ذلك أنها من أمتع مصادر الترفيه العائلي بما يصاحبها من فعاليات وأنشطة حرفية ويدوية تشارك بها الأسر المنتجة بالأطعمة والمنتجات الشعبية كالاستفادة من نوى التمر واستخلاص دبس التمر وتحويل سعف النخل لمواد أولية، تصنع منها ابتكارات تراثية يمكن أن تصنف كأحد أشكال الفن الحصري الذي لا يمكن أن يوجد في مكان آخر.

مهرجان التمور في القصيم بدأ في 30 ذي القعدة في مدينة عنيزة، ثم في بريدة في 15 من ذي الحجة كأكبر سوق للتمور في العالم بمبيعات تتجاوز الملياري ريال. هذا المهرجان يعتبر أحد التحديات التي اجتازها الشباب السعودي ليثبت أنه بعون الله ثم بهمم تعانق السحاب قادر على النجاح من خلال التشجيع والتحفيز الذي رأيناه من أمير منطقة القصيم صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور سعود بن عبدالعزيز الذي رأيناه وهو يشارك في حركة البيع والشراء والمزادات، ومن خلال العقول النيرة لشباب الابتكار والتجديد وصنع الإبداعات التسويقية بالتطبيقات الإلكترونية التي وقفت في وجه كورونا، ومنعت رياحها العاتية من تفرقة سحب بركات نخيلنا برطبه وتموره الخيرة.

هذا العشق والاهتمام والحفاوة بالنخيل وتمورها لا بد أن يصل للعالمية، لتصبح التمرة شرحا مفصلا لفلسفة الشعار المتفرد بتميزه، وتصبح إحدى أدوات الإعلام غير المباشر، أينما تحل تربط بذهن من يتمتع بحلاوة مذاقها تميز هذه البلاد، وروعة إنجازاتها، وجمال ثقافتها، ورقي أخلاق قيادتها وشعبها وأصالتهم، فالتمور ثروة نباتية حبى الله بها المملكة العربية السعودية يجب أن نكثف الجهود لنصنع منها منتجاً عالمياً يسافر إلى كل مكان، وهو يحمل هويتنا التي نعتز ونفتخر بها، وليحفز من يتناولها بكل أشكالها وابتكاراتها على زيارة هذا البلد حضورا، أو الاطلاع على - السعودية - بحثا من مصادر إعلامية رسمية أو غير رسمية تنقل الصورة الحقيقية لوطن كالتمرة بغنى فوائدها وجمال شكلها وحلو مذاقها.