تتنوع اللهجات المحلية في جميع دول وأرجاء العالم وتختلف بشكل متباين بالالفاظ والأوصاف وطريقة النطق للكلمات، حتى أنه في بعض الدول قد لا يستطيع سكان الدولة نفسها تمييز بعض اللهجات المحلية الدارجة.

ومن جمال لهجتنا المحلية، بعض الكلمات التي تستخدم لأكثر من معنى أو وصف، ومنها (الكشتة)، وهذه الكلمة تطلق على خروج الإنسان من قالبه الجامد الممل و(مدة البوز) اليومية إلى خارج المدينة للراحة والاستجمام و (التمردغ) بـ (البران) و(الطعوس) المتناثرة، أو الخروج للمناطق السياحية ذات الجو البديع.

أما لفظ (كاشت) فقد يستخدم للسخرية من بعض الشخصيات المقصرة في أداء عملها و(المشترية) دماغها، والتي تعيش في عالم آخر كنوع من (ترويقة المنقا) أو دون قصد كـ (فهاوة) غير محمودة.

الكاشتون فئة طبيعية من المجتمعات، نراهم كل يوم، تفتح الشاشة فترى ذلك (الفريق الكاشت) وهو يتلقى (الأربعات) من خصمه (اللدود) ومن ثم تنطلق إدارته الضعيفة باختلاق الأعذار (للكاشتين) المحليين منهم والأجانب، وأيضاً هناك (الكشتات) العلمية والتي اتضحت في الإصرار الغريب من بعض (الأطباء) على نجاح الأدوية (المستهلكة)، وتجربتها مرارا وتكرارا مع كل جائحة حسب المثل الشهير (اما لقحت والا ماضرها الجمل).

نرى (الكاشتين) في جميع المجالات، فقهياً يتنافسون في الجدل حول فتاوى (إرضاع الكبير)، (وطبياً) يتناغزون ويتناحرون ليلا ونهارا بوسائل التواصل الاجتماعي لإثبات أو نفي معلومة بسيطة. (الكاشت) هو ذلك المسؤول الذي يسرق عمل فريقه وينقل الرسائل من قروبات (الغلابا) لقروبات (الهوامير) (للاستعراض) والتشخيص بإنجازات لا ناقة له فيها ولا جمل، و(السياسي) الكاشت هو من يدندن على (الخطابات الحماسية)، وعلى الممانعة والمقاومة و(المصارعة) ويستعطف الشعوب بشعبوية عفى عليها الزمن.

ولكن حتى وإن (كثر) الكاشتون وتعددت تخصصاتهم، فالتعامل معهم لا يكون إلا (بتهميشهم)، والترفع عنهم، فالنقاش معهم قد يكون مضيعة لوقتك ومكسبا لهم، كما قال الشاعر بشار بن بُرد (حين كان كاشتاً في بداية أمره)، «هجوت جريراً فأعرض عني ولو هجاني لكنت أشعر الناس»!