قامت المناحة التي وحدت الضفة وغزة، طبعا في لغة الشتم والردح، ولا أحد يتفاءل أنهم سيتوحدون فيما بينهم فهذا من الممنوع.

فلسطين كشعب في القلب، وكأرض لها تاريخ أصيل، وبالذات وهي تضم على أديمها المسجد الأقصى، الذي هو ثالث المساجد التي تشد لها الرحال.

منذ النكبة مرت عدة قيادات، وعرضت عدة حلول، كلها رفضت، لأن قبولها ببساطة معناه إنهاء القضية، بمعنى أن قميص يوسف لم يعد موجوداً.

المجتمعات الفلسطينية المشتتة هنا وهناك هي التي تعاني ممن تصدروا المشهد، فمصلحة الشعب الفلسطيني لا أهمية لها، وهو الذي يرزح تحت وطأة البؤس والحاجة، في مخيمات منذ أكثر من سبعين عاما، بعضها من الخيام وجلّها من الصفيح، والتي لا تتوفر فيها أدنى المتطلبات الإنسانية، وما ينتج عن ذلك من سلوكيات وأمراض نفسية ليس لهم فيها لا ناقة ولا جمل.

ليس غريباً على الجاحدين أن يواجهوا بالنكران والجحود الدول التي تحتضن فلسطينيي الشتات، وبالذات السعودية التي عدد الفلسطينين فيها أكثر من عدد واحدة من دولتي فلسطين، طبعا أنتم عارفين أنه ما شاء الله اللهم لا حسد هناك دولتان في فلسطين، يعني الدول المعترف بها دولة واحدة ويا دوب، مثلاً مثل فرنسا وإيطاليا واليابان والصين وروسيا حالهم يبكي وخجلانين على أنفسهم، وخاصة إذا زارهم رئيس دولة فلسطين في الضفة أو رئيس دولة فلسطين في غزة.. يعني لأول مرة يمر عليهم اثنان في واحد والحقيقة أنهما اثنان في صفر من الرؤية والحكمة والاهتمام في مصلحة «الكضية»، لكن ربما هم معذورون وعداهم العيب، فهم ما لهم «خيار» لأن «السلطة» ما يكفيها «شيف» واحد.

المهم قد يفكر رئيس دولة كانيماني «هذا اسم خيالي حتى لا يزعل أحد علينا» إذا زارهم أحد الرئيسين لحفظ ماء الوجه بأن يقدم خريطة بنت وقتها، بأن كانيماني هي بالأصل بلدان الأولى هي «كاني» والثانية «ماني»، وأنهما اتحدتا وكونتا دولة كاني ماني، فيجاوبه هنية وليش يا زلمة، ومين الخائن الذي ضحك عليكم ووحدكم شوفوا عندنا «وهاضي» مساحتنا صغيرة عندنا دولتان وحكومتان، وجيشان وشعبان، وممكن في المستقبل نصير جنسيتين، فتحاوي وبدنا نعتبره درجة ثانية، وحمساوي طبعا الدرجة الأولى، وكنا بدنا نكون في الممتاز بس أخرناها لما نشتري كم لاعب إخواني، وممكن نقسم الضفة ونصير ثلاث دول عشان لو ضغط علينا العالم ورجع الذين في الشتات طبعا غصبا عنا نعمل لهم دولة، ونقطع العلاقات معهم، بحجة أنهم جايين من دول لها علاقات مع إسرائيل، ونخلص منهم فالمصاري اللي بتجي من إسرائيل عن طريق رأس الرجا الفاسد، ما بدنا نبعزقها على من هب ودب، وخاصة للي جايين من الخليج، وأنا بقترح على سيادتكم إذا بدكن دورة بكيف تخربوا أي شيء أو تخونوا حدا، أو تتعلموا أحسن طريقة لتحويل المصاري إلى جيوبكم بأمن وأمان، بنبعث لكم مجموعة ممن درسوا على يد جماعة الإخوان، فهم حريفة سرقة ومؤامرات وانقلابات، فيرد عليه المسؤول لا يا أخي احنا مرتاحين هيك، وكان بدي أجاملك، وبتصطفل أنت والضفة لكن بعد نصائحك اللي بتخجل بقترح عليك تاخذ نفس الطيارة وترجع إلى غزة، مع إني سمعت أن إسرائيل الآن بتهاجم القطاع وتصرح أن نيتها البقاء، فيرد هنية «دخلك» يا عمي، أبوس أيدك بدي أقدم لسيادتكم طلب لجوء سياسي بدي «اكعد» في كانيماني الحلوة.

كل شيء جائز في عالم لا تحكمه إلا لغة المصاري، أكثر من سبعين سنة والدول العربية واقفة معكم، حسب نظريتكم، ومنحت مصاري بالكوم، واستقبلتوا الملايين من تحويلات إخواننا الفلسطينيين المغلوبين على أمرهم في دول الخليج، والصامتين على أدائكم غير الحكيم، وإفشالكم كل المبادرات التي قدمت لأن اللي إيدو في الميه مش مثل الذي إيدو في النار.

الدول العربية ملت من جحودكم وضجرت من انقساماتكم، ها أنتم تقيمون علاقات مع إسرائيل، وتنفذون اتفاقات أمنية وغيرها كل على هواه، ولم يخوّنكم أحد، أنتم أحرار كيف تديرون «دولتيكم»، كما أن كل دولة عربية حرة في قرارها، لكن تذكروا، أن هذا تم بعد 75 عاما من خيبة أمل في كل من قاد منكم «الكضية»، فلا تلقوا خيبتكم على غيركم.

صحيح اللي اختشوا ماتوا.