في الوقت الذي تدعي فيه الدوحة المظلومية، وترسل أبواقها في كل مكان للترويج إلى أن ما اتهمتها به الدول العربية المقاطعة، والتي شددت على أن دعم الدوحة للإرهاب وتمويلها له، ودأبها على التدخل في شؤون الآخرين حقيقة استوجبت موقفا موحدا وصلباً، واستلزم وضع 13 متطلبا للعودة عن المقاطعة، كشف تقرير من منظمة «سياسة الشرق الأوسط» أن قطر لا تبدي أي تراجع في سياستها الخارجية بما فيها التدخل في شؤون الدول الأخرى، ودعم الإخوان المسلمين، وعلى الأخص في مصر وغزة (من خلال حركة حماس)، وكذلك الميليشيات التابعة للإخوان في ليبيا وسورية والحركات الجهادية في القرن الإفريقي.

وأكد التقرير استمرار الدوحة في محاولات اختراق الدول الهشة والحكومات الجديدة عن طريق توظيف من هم في استضافتها، وتمكين أذرعها من التوغل بمفاصل الحكومات الحديثة، وتقديم الدعم المالي للشخصيات الموالية لقطر، ومنح الحكومات الموالية إمدادات الطاقة، والتعهد باستثمارات عملاقة تحاول عبرها إنقاذ الأنظمة الفاسدة الداعمة للإرهاب والتطرف.

عجلة الإخوان

قال محاضر قسم الدراسات الدفاعية في جامعة كينجز كوليدج البريطانية ديفيد روبرتس، إن «ممارسات القيادة القطرية لا تدل على رغبتها في التخلي عن خطها السياسي موغلة في الاندفاع نحو تحالفاتها خارج الخليج، وغير قابلة ضمنيا بمكانتها كدولة محدودة»، موضحا أن قطر ترى في استضافة «علماء» الإخوان تعزيزا لمكانتها الإقليمية حيث كانت أيديولوجية الإخوان أكثر انتشارا، في الوقت الذي لم يكن لقطر أي وضع على الإطلاق في أي مستوى دولي محدد، لا سيما وأن القيادة القطرية تعتقد أن السماح باستقبال واستضافة المحرضين المرموقين في عصرهم ستجعل لها كلمة رئيسة في عجلة الإخوان».

ثورة تونس

أضاف روبرتس أن رئيس مجلس النواب التونسي راشد الغنوشي صرّح بعد الثورة التونسية في مقابلة صحفية بأن قطر كانت «شريكا» في الثورة التونسية لأسباب ليس أقلها تغطية الجزيرة بل تسبب أعضاء آخرون في حزب النهضة في عاصفة من خلال اقتراحهم حضور أمير قطر (السابق) في افتتاح المجلس الوطني التأسيسي التونسي الجديد عام 2011، ومما زاد من توطيد العلاقات بين البلدين هو تعيين صهر الغنوشي، رفيق عبدالسلام الذي كان يعمل في مركز دراسات الجزيرة في الدوحة وزيرا للخارجية التونسية.

زرع العناصر

بين روبرتس أن قطر استثمرت في عدة قطاعات في تونس، وتعهدت بتقديم قروض بقيمة 500 مليون دولار - والسعي أيضا لشراء واحدة من الصحف التونسية Attounisia، كما ينطبق الأمر نفسه في ليبيا، حيث قدمت قطر دعمها من خلال رجل الدين علي الصلابي وأخيه، اللذين يختلفان عن الإخوان رغم ارتباطهما في الواقع، مؤكدا أن قطر تحاول دائما التوغل والتعمق داخل الحكومات الجديدة عن طريق عناصرها الموجودين في ضيافة الدوحة أو بشكل استثمارات وقروض.

توجيه القيادة

قال روبرتس إن خبير قناة «الجزيرة» الدائم عزمي بشارة أنشأ مركزا فكريا (المركز العربي لدراسات السياسات)، حتى بات له دور رئيسي كموجه للقيادة القطرية ومستشار لولي العهد ثم الأمير تميم بن حمد، مبينا أن بشارة يعزز مكانته في الدوحة من خلال تحويل مركز أبحاثه إلى حكومة - جامعة مدعومة ومتكاملة، وهو مؤسس ورئيس تحرير الحملة الإعلامية التلفزيونية الجديدة التي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات في قطر، (العربي الجديد).

دعم سري

أظهرت التقارير الدولية أن قطر لديها تاريخ طويل في دعم جماعة الإخوان وفروعها، حيث أقرضت قطر خلال عام الإخوان في السلطة في مصر، حوالي 7.5 مليارات دولار، إضافة إلى مساعدة نظام مرسي بالمنح و»إمدادات الطاقة»، كما أنه خلال رئاسة مرسي، ورد أنه تم تحويل أموال تصل إلى 850 ألف دولار سراً إلى جماعة الإخوان من رئيس الوزراء القطري السابق الشيخ حمد بن جاسم بن جابر آل ثاني.

كما قدمت قطر دعما سياسيا واقتصاديا لحركة حماس، الفرع الأكثر شهرة للإخوان، ففي عام 2008 تعهدت الدوحة بمبلغ 250 مليون دولار لحركة حماس بعد عام واحد من سيطرة الحركة على قطاع غزة، وفي عام 2012، أصبح أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني أول رئيس دولة يزور غزة، وتعهد بمبلغ 400 مليون دولار لحركة حماس، ومنذ ذلك الحين، واصلت الحكومة القطرية إرسال الأموال إلى حماس.

وفي يوليو 2016، أعلنت قطر عن دفع 30 مليون دولار لعمال توظفهم حماس في غزة.

استضافة الإرهاب

استضافت قطر مسؤولين آخرين من حماس تمت معاقبتهم دوليا، من ضمنهم القائد العسكري صالح العاروري المدرج على عقوبات الولايات المتحدة وتم طرده في 2017 بعد ضغوط من عدة دول خليجية مجاورة، كما أنه بعد فوز إسماعيل هنية في انتخابات حماس الداخلية في مايو 2017 انتقل إلى قطر.

وبين روبرتس أن قطر رفضت الانضمام إلى جيرانها الخليجيين عندما صنف عدد من الدول جماعة الإخوان المسلمين على أنها منظمة إرهابية في 2013 و2014. ومع ذلك، في منتصف سبتمبر 2014، ادعى كبار أعضاء الإخوان أنهم «طُلب منهم مغادرة قطر» باعتبارها الدولة العربية الصغيرة وتعرضت لضغوط من الجيران لقطع الدعم عن جماعة الإخوان المسلمين، حتى خرج دبلوماسي قطري لم يذكر اسمه لصحيفة «نيويورك تايمز» يقول إن قطر لم تجبر أعضاء الإخوان على الخروج، وإنهم مرحب بهم بالعودة.

آلية اختراق قطر للدول والكيانات

توظيف من هم في استضافة الدوحة

تمكين أذرع قطر من اختراق الدول

تقديم الدعم المالي للموالين لقطر

منح مساعدات في إمدادات الطاقة

التعهد باستثمارات عملاقة

حكومات مخترقة من قبل قطر

الحكومة الفلسطينية

حكومة فايز السراج في ليبيا

شخصيات تستضيفها قطر

يوسف القرضاوي

خالد مشعل

الزعيم الشيشاني السابق سليم يندرباييف

نجل زعيم القاعدة أسامة بن لادن

قائد الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر عباس مدني

قائد حركة الشباب الإرهابية بالصومال محمد سعيد أتم

رجل الدين الليبي البارز علي الصلابي