من بين نحو 22 مليون شجرة نخيل في المملكة، تبرز نحو مليون نخلة زرعت في جزر الطرق الرئيسة والشوارع ومداخل المدن والمحافظات، لتضفي ميزة جمالية عليها، لكنها تحولت مع الوقت، ومع غياب العناية باستثناء السقيا، لتصبح بمثابة العالة المنهكة، نظراً لاستهلاكها الكبير للمياه من جهة (تحتاج إلى 63 مترا مكعبا من المياه سنويا)، ولأن إهمال العناية بها وترتيب أحواضها، حولها إلى مستودع آفات.

ومع مطالبة البعض باستثمار ثمرها كثروة مبددة، علت صرخات المختصين، تنفي هذا الوهم الذي يروّج له البعض، حيث يؤكد الناشط البيئي أحمد بدوي أن «ثمار نخيل الشوارع في الطرقات غير صالحة للاستهلالك البشري، بسبب تعرضها الدائم للتلوث من عوادم السيارات التي تجوب الشوارع والطرقات، وللرصاص وغيرهما من المواد المتطايرة من محركات السيارات، خصوصاً مع غياب العناية التي يحتاجها النخيل ليحتفظ بصلاحه ونضارته».

ولا يرى بدوي أن الثروة المبددة هي ثمار نخيل الشوارع، وإنما النخيل نفسه، ويقول «لا أرى جدوى من زراعة النخيل في الطرقات، بل أعدّه خطأ كبيرا، والأفضل هو استبدالها بالأشجار التي توفر الظل ولا تستهلك مياها كثيرة، وتتحمل حرارة الشمس العالية، والتي تتناسب مع أجوائنا في المملكة، وأن تهتم كل أمانات المناطق وبلديات المحافظات بزراعة أشجار من بيئة المنطقة».

عشوائية وارتجال

طالب المواطن عبدالرحمن الشهري الأمانات والبلديات بالاهتمام بزراعة أشجار من بيئة وطبيعة المنطقة، وبالابتعاد عن العشوائية والارتجال في اتخاذ قرار تشجير الطرقات، وقال إن «العشوائية تؤدي إلى التغيير المستمر للشجر ونوعه، وهذا هدر للمال والوقت والجهد».

ويرى حسن أحمد أن يتم تسليم نخيل الشوارع لشركة زراعية متخصصة بالعناية بالنخيل واستثماره، تتولى العناية به طوال العام، وتستفيد من ثماره وكل عائداته. ويبرر علي العمري حرص البلديات في مناطق المملكة على زراعة النخيل، بقوله «النخلة شجرة تتحمل الظروف المناخية مثل قلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، كما تتحلى بمظهر جميل، وتمتاز ثمارها بقيمتها الغذائية، لكن الملاحظ أن البلديات تزرع النخيل في الشوارع والطرقات وتكتفي فقط بسقايته دون أي اهتمام أو عناية بأحواضه وسعفه أو تلقيح ثماره، كما أن بعضه يسقى بماء الصرف الصحي المعالج، ما يجعله غير صالح للاستعمال البشري».

اختبارات تسبق الزراعة

أوضح المتحدث الرسمي لأمانة منطقة عسير ماجد الشهري أن المنطقة لم تلجأ كثيراً إلى زراعة النخيل في الشوارع والطرقات، وأنه ينتشر فقط في محافظات بعينها، وذلك بعد التأكد من مناسبة البيئة له. وقال «الزراعة تحتاج إلى إذن البلدية ومتابعتها وإشرافها، وإلى إجراءات واختبارات قبل البدء بعملية الزراعة، وبعد ذلك يتم المحافظة عليها، والتعاون مع الجمعيات الخيرية في جَني ثمارها وُمنتَجاتها وتوزيعها». بدوره، شدد رئيس بلدية القنفذة المهندس فايز الشهري على أنه «يجري التنسيق مع الزراعة بالمحافظة للاستفادة من ثمار النخيل الموجودة في الطرقات.

أشجار نخيل الزينة

تتميز بساقها الطويلة القائمة غير المتفرعة

دائمة الخضرة

تتحمل الظروف البيئية القاسية

تتكاثر بالبذور والخلفات

لا تحجب الرؤية في منتصفات الشوارع

تعطي طابعا عربيا

يمكن تسويق ثمارها، وتستخدم أوراقها في التظليلات وجذوعها في الوقود

احتياجات النخيل من الماء

63 مترا مكعبا من المياه سنويا

44 مترا مكعبا يوميا من بداية مايو حتى نهاية سبتمبر

33 مترا مكعبا يوميا من بداية أكتوبر حتى نهاية أبريل