كان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يتحدث في تجمع انتخابي في ولاية مينيسوتا عندما تم الإعلان عن وفاة قاضية المحكمة العليا روث بادر جينسبيرغ ذات 87 عاماً، إحدى قضاة المحكمة الليبراليين الأربعة، التي رشحها الرئيس بيل كلينتون عام 1993.

وتثير وفاتها محاولة ترمب زيادة الأغلبية المحافظة في المحكمة، قبل الانتخابات، نظراً لأنه يدخل قرار ملء الوظيفة الشاغرة في المحكمة الآن الأجواء الحزبية المفرطة للسباق الرئاسي لعام 2020، قبل أسابيع فقط من انتخابات 3 نوفمبر.

ولا يزال الجمهوريون يسيطرون على مجلس الشيوخ بأغلبية ضئيلة تتراوح بين 53 و 47. وبذلك ستصبح وفاتها قضية مهيمنة في طريق الانتخابات، ومن المؤكد أن تحشد الناخبين الليبراليين والمحافظين على حد سواء.

الأمنية الأخيرة

في الأيام التي سبقت وفاتها، أعربت جينسبيرغ عن رفضها الشديد لمثل هذه الخطوة، وكتبت في بيان لحفيدتها، بحسب إذاعة "ناشيونال بابليك": "أعز أمنية لدي هي ألا يتم استبدالي حتى يتم تنصيب رئيس جديد".

ومن المتوقع أن يرشح ترمب بديلاً محافظاً عن جينسبيرغ في أقرب وقت ممكن، حسبما أفادت مصادر البيت الأبيض؛ نظراً لأنه قد أعلن في أغسطس أنه لن يتردد في تعيين قاضٍ في المحكمة العليا حتى قبل وقت قصير من الانتخابات وقال متحدثاً لإذاعة محافظة "سأتحرك سريعاً"، حرصاً منه على حشد تأييد اليمين المتدين، ووضع بعد ذلك قائمة أولية بمرشحين جميعهم قضاة محافظون.

وبموجب الدستور، يختار الرئيس مرشحه ويطرحه على مجلس الشيوخ للمصادقة عليه.

وأبلغ رئيس مجلس الشيوخ الجمهوري ميتش ماكونيل منذ الآن أنه سيجري عملية تصويت، رغم من أنه رفض عام 2016 تنظيم جلسة استماع إلى قاضٍ اختاره باراك أوباما لهذا المنصب بحجة أنه كان عاماً انتخابياً.

وتوقع أستاذ القانون كارل توبياس "معركة سياسية ضارية" لأنه إذا تمكن ترمب من تعيين قاضٍ جديد "فستصبح المحكمة العليا الأكثر انحيازاً للمحافظين منذ قرن"، حيث تملك المحكمة العليا الأميركية كلمة الفصل في كل القضايا الاجتماعية الكبرى التي ينقسم عليها الأمريكيون مثل الإجهاض وحق الأقليات وحيازة السلاح وعقوبة الإعدام وغيرها.

ولكن المنافس الديمقراطي جو بايدن قال: "ليس هناك شك - دعني أوضح - أن على الناخبين اختيار الرئيس، وعلى الرئيس أن يختار القاضي، وعلى مجلس الشيوخ النظر في ذلك".

ردود الفعل

كان رؤساء سابقون وسياسيون مخضرمون من بين الذين حزنوا على خسارة جينسبيرغ، وأشادوا بجوائزها وبالتزامها بحقوق المرأة، حيث وصفها الرئيس الأسبق جيمي كارتر بأنها "امرأة عظيمة حقاً"، وكتب في بيان: "عقل قانوني قوي ومدافع قوي عن المساواة بين الجنسين، لقد كانت منارة للعدالة خلال حياتها المهنية الطويلة والرائعة. كنت فخوراً بتعيينها في محكمة الاستئناف الأمريكية عام 1980".

وأشاد الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش بـ"سعيها لتحقيق العدالة والمساواة"، وقال إن جينسبيرغ "ألهمت أكثر من جيل واحد من النساء والفتيات".

وقالت هيلاري كلينتون إنجينسبيرغ كانت مصدر إلهام لها. كما قدم السياسيون المحافظون احترامهم لجينسبيرغ.

وقال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام على تويتر "علمت بوفاة جينسبيرغ ببالغ الحزن".

روث بايدر جينسبيرغ:

ولدت لأبوين يهوديين مهاجرين في بروكلين، بمدينة نيويورك عام 1933

درست في كلية الحقوق في جامعة هارفارد

واحدة من 9 نساء فقط في فصل من نحو 500 رجل

مدافعة متحمسة لحقوق المرأة، وأكبر قاضية في المحكمة العليا الأمريكية

التحقت جينسبيرغ بكلية الحقوق بجامعة كولومبيا، وتخرجت في عام 1959

عملت في كلية روتجرز للحقوق عام 1963، وحصلت على أول تعيين قضائي لها عام 1980

عانت من خمس نوبات من السرطان، كان آخرها تكرار المرض في أوائل عام 2020

في عام 1972 شاركت في تأسيس مشروع حقوق المرأة في الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية

أول أستاذة ثابتة في كلية الحقوق في جامعة كولومبيا

أطلق جيشها من المعجبين عليها لقب "آر بي جي" - في إشارة إلى مغني الراب الراحل "ذي نوتوريس بيغ"