أكد الرئيس اللبناني ميشال عون الذي يُعد أحد أبرز حلفاء حزب الله السياسيين في مؤتمره الصحفي، خلو الدستور من نص يخصص أي وزارة لأي طائفة، مما يعني اعتراضه على تشبث حليفه حزب الله بالحصول على وزارة المالية لحركة أمل. وأن ظهور الأطراف المعارضة جاء بسبب إصرار الثنائي الشيعي الممثل بحزب الله، وحليفته حركة أمل بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري، على تسمية وزرائهم والتمسّك بحقيبة المال. لافتا إلى أن البلاد تتجه نحو «جهنم» في حال عدم توافق القوى السياسية على تشكيل حكومة في لبنان.

القدرة على الإنجاز

اقترح عون إلغاء التوزيع الطائفي للوزارات التي سميت بالسيادية، وعدم تخصيصها لطوائف محددة، وجعلها متاحة لكل الطوائف، فتكون القدرة على الإنجاز وليس الانتماء الطائفي هي المعيار في اختيار الوزراء، الشيء الذي قد لا يتماشى مع إصرار الثنائي الشيعي على الثلث المعطل ووزارة المالية في الحكومة. وهذه كلها إشارات أطلقها عون ومن قبله رئيس التيار جبران باسيل، تضعهما في خانة أصبحت تبتعد عن حزب الله الذي أبدى قلقا من تلك المواقف، خصوصا أنه يسعى جاهدا للحفاظ على حلفه المتين مع التيار الوطني الحر، كونه يمنحه غطاء مسيحيا قويا في الداخل اللبناني.

خسارة 80 %

لم يعد التيار الوطني الحر قادرا على تحمل المزيد من الضربات عوضا عن حليفه حزب الله، الذي خسر من اتفاقية مار مخايل أكثر مما ربح منها. فمن يتابع وسائل التواصل الاجتماعي سيجد أن التيار الوطني الحر خسر

80 % من مؤيديه بعد انفجار 4 أغسطس الماضي، حيث يحمل مناصروه رئيس التيار جبران باسيل مسؤولية ما حدث، جراء دعمه وتغطيته لحليفه حزب الله.

رفض الانتخابات

رفض باسيل مطالب الشارع بالذهاب إلى انتخابات برلمانية مبكرة، رفضا تاما، لأنه يعي جيدا عدم قدرته على العودة إلى مجلس النواب إلا بنائبين أو ثلاثه على الأكثر، وبالتأكيد لن يكون هو واحدا منهم.

لذا بدأ بإعادة التموضع في اتفاقيته مع حزب الله، والابتعاد عن حليفه الذي وضعه في مهب ريح عاصفة من النقد الشديد، والغضب الشعبي والإقليمي والعربي، كونه يغطي ميليشيا إرهابية.

ليس ذلك فقط بل شهدنا تباعدا أكثر عن التلاحم المعتاد مع حزب الله بعد التهديد الأمريكي العلني بفرض عقوبات على باسيل ومتنفذين في تياره، الشيء الذي دفعه لإعادة النظر في دعم حزب الله، وقام باعتبار مسألة ترسيم الحدود البرية والبحرية مصلحة وطنية، وهو الشيء الذي يرفضه حزب الله تماما.

حركة حماس

عارض باسيل تصريح رئيس حركة حماس إسماعيل هنية أثناء وجوده في بيروت بضرب إسرائيل، مؤكدا أن لبنان متمسك بالقرار الدولي 1701 ومن المستحيل عودته إلى إطلاق العمليات الفدائية كما حدث بعد اتفاق القاهرة.

ورفض قطعيا ما يسعى إليه الثنائي الشيعي حزب الله و حركة أمل بتطبيق المثالثة على أرض الواقع من خلال تمسكهما بوزارة المالية في الحكومة المرتقبة، الذي ينجم عنه حصول تراجع حقيقي في الدور المسيحي في لبنان لصالح السنة والشيعة.

أسباب ابتعاد ومعارضة باسيل لحليفه حزب الله:

الغضب الشعبي والإقليمي والعربي، كونه يغطي ميليشيا إرهابية

التهديد الأمريكي العلني بفرض عقوبات على باسيل ومتنفذين في تياره

معارضة باسيل لحزب الله:

اعتبار ترسيم الحدود البرية والبحرية مصلحة وطنية، وهو الشيء الذي يرفضه حزب الله تماما

معارضة تصريح رئيس حماس إسماعيل هنية من بيروت بضرب إسرائيل

رفض ما يسعى إليه الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل بتمسكهما بوزارة المالية في الحكومة المرتقبة