مقابل محاولات مستميتة بذلتها دول محور الشر (إيران وقطر وتركيا) في الكيد وتهديد أمن المملكة العربية السعودية، باستخدام المال والأذرعة المسلحة واللوبيات وأبواق الدعاية والإعلام، نجحت المملكة في إحباط كل تلك المحاولات، وإفشال مخططاتها، والحيلولة دون تحقيقها لأهدافها، وإبطال مفاعيل كل الألغام التي زرعت في طريق صعودها المتواصل نحو المكانة التي تستحقها عربيا وإسلاميا وعالميا، ولعل أهم بنود نجاحها، إطاحتها بالتآمر ووقوفها في وجه الإرهاب والتطرف، وتجفيفها لمنابعهما، بالتعاون مع المنظمات الدولة والدول التي عانت وسددت فواتير هذا الإرهاب. ونجحت الجهود السعودية في المساعدة على فرض عقوبات على الجهات الممولة والداعمة للإرهاب.

التدخل الإيراني

تسعى إيران إلى أن تكون القوة المهيمنة في المنطقة وتدعم وكلائها الكثر لممارسة الضغط وتهديد دول المنطقة، وهي تمارس هذا بالوقوف خلف النزاعات في المنطقة، واستخدامها لأذرعتها وخصوصا الحوثي كأداة للسيطرة على المنافذ البحرية وتهديد الخاصرة الجنوبية للمملكة، ولذا تدأب على إرسال أسلحة للميليشيات الحوثية لإطالة أمد الصراع في اليمن. واستخدمت إيران ميليشيات الحوثي لزعزعة الاستقرار، ومدتهم بالأسلحة التي استخدموها في اعتداءاتهم على المملكة بالصواريخ الباليستية، والطائرات دون طيار، وبالمساعدات المادية الشهرية على شكل وقود، وبالتمويل للعمليات، حيث وصلت ميزانية الميليشيات إلى 360 مليون دولار (سنويا) بين 2015 - 2019.

اعتداءات

في 14 سبتمبر 2019 تعرض معمل بقيق السعودي، التابع لشركة «أرامكو» لهجوم إرهابي بطائرات مسيّرة (درون)، أدى لوقع حريق كبير في المعمل الذي يعد أكبر منشأة تكرير نفط على مستوى العالم، كما وقع هجوم آخر على منشأة نفطية في خريص.

ولاحقا كشفت السعودية أن الأسلحة التي تم استخدامها في الهجمات التي استهدفت منشآتها النفطية، هي إيرانية «حسبما أسفرت عنه التحقيقات الأولية».

ولم تكتف إيران باستخدام سلاحها وتحريك أذرعتها لممارسة العدوان في المملكة، بل مارست تهديد ممرات الملاحة والتجارة العالمية، مثل مضيق هرمز الذي يمر منه نحو 40 % من صادرات النفط التي تنقل عبر البحار يومياً.

تخريب قطري

دأبت قطر على ممارسة دور تخريبي يتمثل بالتأليب، وتمويل الإرهاب، واستغلال قناة الجزيرة للتدخل في شؤون الآخرين، ولعبت دورا تخريبيا للتحالف الذي أنشأ لدعم الشرعية، كما حاولت إفشال المبادرة الخليجية في 2011 بعدما انسحبت منها. ووصل الدور الكارثي لقطر في اليمن إلى مستوى غير مسبوق عقب إنهاء مشاركة الدوحة في التحالف العربي، حيث تحول جزء كبير من الدعم الخفي الذي كانت تقدمه للميليشيات الانقلابية إلى دعم علني على كافة المستويات.

إستراتيجية تركية

على غرار التدخلات الإيرانية الفجة، والمحاولات القطرية، جاءت التدخلات التركية، مع اختلاف الأدوات والإستراتيجيات، ففي القرن الـ16 الميلادي دخل الغزاة العثمانيون الوطن العربي بحجة مواجهة المد الصفوي الشيعي، وأفضى الأمر لبسط نفوذهم واستغلالهم العالم العربي لجباية الأموال على مدى قرابة الـ4 قرون. ثم عاد التوجه التركي تجاه المشرق العربي منذ 2002 مع وصول حزب العدالة والتنمية الذي يقوده إردوغان للحكم، حيث تبنى إحياء الأيديولوجية العثمانية، متطلعاً إلى توسعة نفوذه في العالم العربي مجددا. وتمثلت التدخلات التركية في الدول العربية، عبر جماعة الإخوان المسلمين، كما استخدمت تركيا قوتها الناعمة في الترويج للتاريخ العثماني، ودعمت الإخوان كجبهة معارضة للنظام بعد سقوطها السريع، كما ساندت «نظام الحمدين» في قطر ومساعيه في نشر الإرهاب والفوضى. وزرعت تركيا قواعد عسكرية، في عدد من الدول العربية، كوسيلة تدخل، فنشرت قواعد في العراق، وسورية، والصومال، وليبيا. وواصلت تدخلاتها بإرسال الميليشيات المسلحة إلى ليبيا.

وتدخلت تركيا بشكل عسكري مباشر في سورية وليبيا، وبانتهاكها المستمر لسيادة العراق، ونقل الإرهابيين والمرتزقة إلى ليبيا.

تجييش ضد المملكة

في سعيها للعب دور الدولة القائدة للعالم الإسلامي، زاحمت تركيا المملكة، وحاولت النيل من صورتها، لأنها تدرك بشكل عميق أهمية المملكة للعالم الإسلامي، وإقراره الفطري والواعي لدورها كقائدة لهذا العالم.

واستخدمت تركيا كل الوسائل الممكنة بالنسبة لكيل الاتهامات ضد السعودية، لكن الرد السعودي أكد أن «السعودية والإمارات ليستا أكبر الشركاء التجاريين مع تركيا، وأزمة تركيا الاقتصادية هي مع الحكومتين الأمريكية والألمانية ذواتي الثقل التجاري الأعظم مع تركيا». وكانت الصحيفة قالت إن «خطة سعودية إماراتية أوصت بأدوات مختلفة، بما في ذلك المقاطعة الاقتصادية، وذلك عبر الإنهاء التدريجي للاستثمارات السعودية في تركيا، وتخفيض زيارات السياح السعوديين، والتقليل التدريجي من دخول السلع التركية إلى البلد»، وهو ما نفته السعودية أيضا، مؤكدة أن معظم المستثمرين الدوليين انسحبوا نتيجة خسائرهم من انهيار العملة التركية وقرارات إردوغان بمنع التحويل إلا بنسب محدودة.

تحذير عربي

ومثل المبادئ التي وضعت لإنهاء المقاطعة مع الدوحة، فإن تركيا مطالبة باتخاذ خطوات تثبت التزامها بمبادئ حسن الجوار، والالتزام بالمبادئ الدولية، ومنها إلزام النظام التُركي بمبادئ حسن الجوار واحترام سيادة الدول العربية والنُظم الشرعية فيها، ووقف جميع تدخلاته في الشؤون الداخلية للدول العربية، والتصدي لسياساته العدائية وأطماعه التوسعية التي تمس سيادة الدول العربية ووحدة أراضيها، وإيقاف مصادر تهديده للدول العربية.

التحريض على الإرهاب

بعد أن طال صبر المملكة وبعض الدول العربية، لكن لا بد من التحرك، ففي 5 يوليو 2017 أعلنت الدول الأربع السعودية ومصر والإمارات والبحرين، استمرار الإجراءات المتخذة ضد قطر لدورها بدعم الإرهاب والتحريض عليه وإيواء عناصره.

وشدد بيان صادر عن وزراء خارجية الدول الأربع على أن «التدابير المتخذة والمستمرة» هي «نتيجة لمخالفة دولة قطر التزاماتها بموجب القانون الدولي وتدخلاتها المستمرة في شؤون الدول العربية ودعمها للتطرف والإرهاب وما ترتب على ذلك من تهديدات للأمن، وكان من بين التدابير المتخذة التشديد على ضرورة مواصلة جهود التصدي للإرهاب، ووقف تمويله، وتقويض الأساس الأيديولوجي للفكر للإرهابي.

ووضعت السعودية وبقية الرباعي 6 مبادئ كإطار لحل الأزمة مع قطر.


أبرز تهديدات إيران

يونيو 2008 : التهديد بإغلاق مضيق هرمز أمام صادرات النفط ردا على أي هجوم

يوليو 2008: تجديد التهديد بإغلاق مضيق هرمز

أغسطس 2008: اختبار سلاح بحري مداه 300 كلم والتهديد مجددا بإغلاق مضيق هرمز

سبتمبر 2010: التهديد بحرق بوارج أمريكا في الخليج وإغلاق «هرمز»

فبراير 2011: تجديد التهديد بإغلاق «هرمز» حال اندلاع حرب في الخليج

يوليو 2011: الحرس الثوري الإيراني يتوعد بإغلاق مضيق هرمز

ديسمبر 2011: التهديد بمنع مرور النفط عبر هرمز

يوليو 2012: التهديد بإغلاق «هرمز» في حال تفتيش ناقلات النفط الإيرانية

أسباب تآمر الثلاثي على السعودية

موقعها الاستراتيجي المميز

غناها بالثروات الطبيعية ومنها النفط

كونها تضم الأماكن المقدسة الإسلامية وقبلة المسلمين

رغبتهم في بسط نفوذهم والسيطرة على ممتلكاتها

البعد الطائفي الديني

المطالب الـ13 لإنهاء المقاطعة مع قطر

1- خفض التمثيل الدبلوماسي مع إيران وإغلاق الملحقيات ومغادرة الحرس الثوري

2- إغلاق القاعدة العسكرية التركية ووقف أي تعاون عسكري مع تركيا داخل قطر

3- الإعلان عن قطع علاقات قطر مع التنظيمات المتطرفة كافة وإدراجهم ككيانات إرهابية

4- إيقاف كل أنواع التمويل لأي أفراد أو كيانات أو منظمات إرهابية

5- تسليم العناصر الإرهابية كافة والمطلوبة لدى الدول الأربع

6- إغلاق قنوات الجزيرة والقنوات التابعة لها

7- وقف التدخل في شؤون الدول الداخلية ومنع تجنيس مواطني الدول الأربع

8- التعويض عن الضحايا والخسائر للدول الأربع بآلية تحدد لاحقا

9- تلتزم قطر بالانسجام مع محيطها الخليجي والعربي على الأصعدة كافة

10- تسليم كافة قواعد البيانات الخاصة بالمعارضين الذين قاموا بدعمهم

11- إغلاق كافة وسائل الإعلام التي تدعمها قطر بشكل مباشر أو غير مباشر

12- اشتراط في حينه أن الموافق على الطلبات يكون خلال 10 أيام من تاريخ تقديمها وإلا تعتبر لاغية

13- تضمن الاتفاق أهدافها وآلية واضحة مع تقارير متابعة دورية للتنفيذ لمدة 10 سنوات

أشكال وأدوات تآمر الثلاثي على السعودية

- إمداد الميليشيات الحوثية والإرهابية بالأموال والأسلحة

- نشر الشائعات والمعلومات المسيئة عن السعودية

- الاستمرار في كيد المكائد والأعمال التخريبية

- مواصلة الاعتداءات بواسطة الصواريخ البالستية والطائرات دون طيار

- استخدام الإعلام والقنوات في التحريض ضد المملكة