الحمد لله القائل في محكم التنزيل «وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر»، والصلاة والسلام على الرسول الكريم صاحب الخلق العظيم، وعلى آله وصحبه، وبعد: بالأمس احتفل وطننا الغالي بالذكرى التسعين لتوحيد المملكة، على يد المؤسس الفذ الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، مستلهمين الأحداث التاريخية لملحمة التوحيد العظيمة، عندما وحد الإمام الهمام الملك عبدالعزيز القبائل وجمع شتاتهم، واتحدت كلمتهم، ونبذوا تفرقهم واجتمع شملهم، ليكتب القائد العظيم اسمه بحروف من ذهب في سجلات التاريخ المجيد لهذه البلاد الطاهرة، ثم سار على طريق المجد أبناؤه الملوك الكرام يرحمهم الله، وصولا إلى هذا العهد الزاهر لملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله، حيث سار على درب والده وإخوانه الملوك، وفق المنهج القويم والعدل والأمانة والإخلاص في الأقوال والأفعال، ووضع وفقه الله هو وعضيده ولي العهد الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، تنمية الإنسان وبناء المكان في مقدمة أولوياتهما، ليشهد الوطن تنمية حضارية واسعة طالت كافة أرجائه، سعيا إلى تحقيق رؤية المملكة 2030 في حاضر مشرق ومستقبل يبعث الأمل والسرور في النفس، كما تتبوأ المملكة التي تترأس هذا العام مجموعة دول العشرين مكانتها الكبيرة عالميا وعربيا وإسلاميا، كما ضربت قيادتنا الرشيدة أروع الأمثلة في الحرص على سلامة المواطن والمقيم، والحفاظ على أرواحهم من خلال الجهود الجبارة التي بذلتها الدولة في مواجهة جائحة فيروس كورونا، التي اجتاحت العالم بأكمله، وصولا إلى السيطرة عليه والحد من انتشاره، فضلا عن خدمة ضيوف الرحمن ومواصلة تحقيق النجاح في تنظيم أداء شعيرة حجاج بيت الله الحرام رغم كل الظروف، انطلاقا من البذرة النبيلة التي غرسها الملك عبدالعزيز وسقاها ولاة أمرنا في العناية ببيت الله الحرام والمشاعر المقدسة، والمسجد النبوي الشريف، وبهذه المناسبة الغالية أتقدم بخالص الشكر والتقدير والعرفان وتجديد عهد الولاء والطاعة إلى خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وأسأل الله تعالى أن يحفظهما من كل مكروه، وأن يديم علينا وعلى وطننا نعمة الأمن والأمان، وأن تبقى راية التوحيد خفاقة عالية، ولا يفوتني أن أشكر أمير منطقة نجران الأمير جلوي بن عبدالعزيز ونائبه الأمير تركي بن هذلول، على الرعاية والاهتمام والجهود الملموسة التي أضحت واقعا على أرجاء المنطقة والمحافظات التابعة لها، ونضع أيدينا على أيديهما لمواصلة السجل الحافل بالإنجازات، وتعزيز التلاحم الوطني، ودفع عجلة التنمية التي يقودها الأميران المخلصان بكل مهارة واقتدار رغم كل الظروف، وختاما أسأل الله العلي القدير أن يحفظ لنا قيادتنا وأمننا واستقرارنا، وأن ينصر جنودنا البواسل المدافعين عن حدود الوطن الغالي، وأن يوفق أمير المنطقة ونائبه إلى تحقيق تطلعات القيادة الرشيدة في التطوير والبناء والنماء.