(1)

لا يمكن لشعب يقمع فن السخرية، ويحارب الكوميديا، إلا أن يكون عرضة للجفاف ثم «التيبس» ثم التفتت ثم الزوال!

وقس ذلك على الأفراد.

(2)

الشعوب الضاحكة، الكوميدية، الساخرة، التي تصنع «الطرفة» وتروجها، تعتبر شعوبا «حية»، واثقة، وبالتالي قابلة للنمو، والتطور، والمستقبل، والحياة.

(3)

«الطرفة» حول أي شعب من الشعوب لا تعني الإساءة، بل تعني الحب، بل منتهى الحب، هكذا تسير الأمور، أحبك إلى حد أن أنسج حولك الطرائف، وبشكل مقبول.

(4)

ليس الشعب المصري وحده شعب «النكتة»، ولكن لأنه شعب مثقف، فقد تعامل مع «صناعة النكتة» بوعي حتى أصبح يصنع «النكت» على نفسه، ولقوة ثقة هذا الشعب بنفسه استخدمها كوسيلة «تنفيس» في الكروب، ووسيلة إصلاح أمام أي خلل، حتى «ألهم» العرب أن السخرية إصلاح و«تنفيس».

(5)

كل الشعوب تصنع «الطرائف» على أفرادها، بيد أن الجهل من جهة، وعدم الثقة بالنفس من جهة أخرى، خلقا لنا جيلا يظن صانع الطرفة عميلا، خائنا، كارها للوطن.

(6)

أسرف صديقان في تعاطي «الحشيش»، وقررا أن يسرقا مبنى كبيرا، ولكن أقلّهما «تحشيشا» اقترح أخذ المبنى إلى خارج المدينة وسرقته هناك بعيدا عن أعين الناس، وافق شريك الحشيش، فخلعا ملابسهما بالكامل، وأخذا يدفعان الجدار، فمر بهما سارق وسرق ملابسهما، التفت أحدهما للخلف، وقال: أين ملابسنا؟!، فقال الآخر: هذا يكفي.. يبدو أننا ابتعدنا كثيرا، لم أستطع ذكر جنسية «البطلين» حتى لا يُمنع المقال!