تم استخدام التقنيات الرقمية بسرعة في الدول العربية في السنوات الأخيرة، وذلك مثل التسوق عبر الإنترنت ومؤتمرات الفيديو والتعليم عن بعد والمدن الذكية وما إلى ذلك. لذلك يتعمق التعاون بين الصين والدول العربية في مجال الرقمنة في هذه الأيام.

وخلال فترة الوقاية والمكافحة ضد جائحة فيروس كورونا الجديد منذ نهاية عام 2019، بدأ كثير من المحليين في الدول العربية يتسوقون عبر الإنترنت بعد إغلاق عدد من المتاجر في الدول العربية، الأمر الذي خلق فرصا جديدة لتعزيز التجارة الإلكترونية في هذه المناطق.

وفقا للأبحاث ذات الصلة في مصر، اختار 8 % فقط من مستخدمي الإنترنت المصريين التسوق عبر الإنترنت قبل انتشار الوباء، بينما في الوقت الحالي ازدادت بيانات الاستهلاك عبر الإنترنت في مصر سريعا. ومن المتوقع أن تزيد مبيعات التجارة الإلكترونية بنسبة 50 %. ووفقا للإحصاءات الرسمية في المملكة زاد إجمالي العدد للسلع الاستهلاكية السريعة التداول التي تم تسوقها عبر الإنترنت من المواطنين السعوديين نحو أربعة أضعاف منذ فبراير، وارتفعت نسبة المستهلكين الذين يشترون السلع الاستهلاكية السريعة التداول عبر الإنترنت من 6% إلى 55%.

غطت منصة التجارة الإلكترونية التي تديرها شركة جولي تشيك الواقعة في مقاطعة تشجيانغ الصينية حاليا أكثر من 80% من مستخدمي الإنترنت في 6 دول عربية، بما في ذلك الإمارات وعمان والبحرين وقطر والكويت والسعودية. وخلال الوباء، اعتبرت شركة مهمة لضمان معيشة الناس وقدم لها دعم سياسي لتطوير خدماتها المحلية لتوصيل السلع في المملكة. وارتفع عدد المدن التي تغطيها شبكة التوزيع لشركة جولي شيك في المملكة من 60 قبل الوباء إلى ما يقرب من 100 بعده. فضلا عن ذلك قامت هذه الشركة بالمشاركة في عدة ندوات تلبية لدعوة بعض الدول العربية، وذلك لنقاش بناء المنصة الرقمية لمواجهة تحديات الوباء.

وفقا للدراسات المعنية التي قامت بها هذه الشركة، يعد "يوم الجمعة البيضاء" موسم تسوق سنوي شهير في الشرق الأوسط. لذا تقوم هذه الشركة بأنشطة ترويجية واسعة النطاق لمدة شهر واحد في كل نوفمبر. وقد توصلت هذه الشركة أيضا إلى اتفاقية تعاون مع مدينة ييوو الصين التي معروفة بمركز السلع الصيني، وذلك للاستفادة من مزايا التعاون بين الحكومة المحلية والشركات ذات الصلة. فيمكنها التواصل مع سلاسل التوريد المحلية العالية الجودة، وتوفير العدد الكبير من السلع للشرق الأوسط مع مساعدة الموردين المحليين.

وأصبح التعليم عبر الإنترنت ضمانة مهمة لدراسات الطلاب خلال الوباء في الدول العربية. وقدمت منصة التعليم الإلكترونية التي طورتها شركة تنين الشبكة- شركة تعليمية عبر الإنترنت في الصين- خدمات إلى نحو 22 مليون طالب ومليون معلم في جميع أنحاء مصر خلال الوباء، فوفرت دعما قويا للتعليم عن بعد للمعلمين والطلاب أثناء إغلاق الجامعات والمدارس. وعن طريق المشاركة في إنشاء برنامج الرقمي لمبادرة الحزام والطريق، أسهمت هذه الشركة في حل مشكلة التوزيع غير المتكافئ لموارد التعليم الإقليمية تدريجيا، مما يساعد المزيد من الهيئات التعليمية على سد الفجوة الرقمية.

لمواجهة التأثيرات السلبية لهذا الوباء، تعمل بعض الدول العربية بنشاط على تشجيع زيادة الاستثمار في الاقتصاد الرقمي، فتركز على تطوير التقنيات المتقدمة مثل تكنولوجيا الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية والاقتصاد الأخضر لتعزيز الانتعاش والتحول والارتقاء الاقتصادي.

ويعد نظام بايدو للملاحة عبر القمر الاصطناعي وتقنية الجيل الخامس ذات فوائد كبيرة لبناء المدن الذكية والزراعة الذكية والمنازل الذكية وغيرها. نظرا لذلك، تعاون مركز بايدو الصين العربي في تونس مع شركات تنتج نظام بيدو لعدة سنوات لتوفير خدمات تحديد المواقع والملاحة الدقيقة للدول العربية وغيرها من أجل تحقيق فوائد ملموسة للناس في مجالات الزراعة والنقل وضمان السلامة العامة فضلا عن الحد من الكوارث.