حينما نكون متطرفين فهذا يعني التأرجح بين مواقف متناقضة، حينما نكون متطرفين فهذا يعني إما أننا نحب بقوة أو نكره بعنف، حينما نكون متطرفين فحياتنا تتلون بين البياض والسواد، فنحرم أنفسنا من الاستمتاع بتدرج ألوان الطيف.

المتطرفون لا ينظرون إلا من نافذة واحدة وعليها يعيشون، أشخاص يدفنون كل منابع الماء حولهم إلا نبع واحد فإذا جف ماتوا ظمأً، سيكلوجية التطرف تأتي بمعنى الغلو والإسراف فيتجه أصحابها (أقصى اليمين أو أقصى اليسار) يغلب عليهم شعور حماسي نوعي طاغ نحو شيء معين دون تبصر.

أسباب نفسية اجتماعية: صدمات نفسية شديدة في الطفولة، العلاقات المضطربة بالأقران، حب الذات الشديد بما يتمثل بالنرجسية، الحرمان الاجتماعي، وجود بعض الاضطرابات النفسية كالاكتئاب.

اضطرابات الشخصية البارانوي.

التطرف السلوكي يقاس بثورة مفاجئة في السلوك غير مبررة، تعكس تفاعلات تخرج عن إطار العقل الواعي والمنطق، مرتبطة ارتباطا كليا بحدة العواطف وليس التفكير المتزن، والتطرف في الانفعالات في كل صوره: الشدة والعنف، الرحمة واللين، الحب والكره.

تأتي مرحلة التطرف في السلوك مباشرة بعد التطرف العاطفي، بحيث يؤمن الشخص بعالم من الأفكار والمسلمات إيمانا تاما، وهذا التعاطف يخصص فيه وقته وجهده وطاقته وتركيزه ثم تترجم هذه الأفعال إلى سلوكيات على أرض الواقع.

الاعتدال مطلب فهو ليس كلمة تقال أو موقفا يحكى أو نهجا يتبع، الاعتدال تتجلى عنده قدرة الشخص على الموازنة، وعبر جناحيه يخرج المرء من دائرة الغلو، فالتطرف مذموم كله في الفكر والسلوك والمشاعر وخير الأمور أوسطها، وقال تعالى في محكم تنزيله (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا).