لا شك أن التقدم التقني والاصطناعي يقود العالم للتحول بشكل أكثر مما نتخيله، وقد ظهر مصطلح (الذكاء الاصطناعي) الذي يعبر عن مجموعة من التقنيات الحاسوبية، والأنظمة التي تحاكي الذكاء البشري، لأداء المهام بسرعة وإنجاز أكبر. ويذهب مؤسس فيسبوك ورئيسها التنفيذي مارك زوكربيرغ إلى رؤية أبعد بكثير، حيث يعتقد أن الأجهزة ذات الذكاء الاصطناعي ستستطيع يوما ما أن تتمتع بالحواس الإنسانية مثل الرؤية والشعور أكثر من البشر أنفسهم.

طبياً...يخطو الذكاء الاصطناعي خطوات جبارة في تحسين طرق التشخيص والعلاج، ويدعم ذلك التطور التقني الكبير في مجالات الأشعة والمختبرات والمجالات الجراحية، طبعاً لن تستطيع الآلات القيام بكل شيء، ولكنها سوف تؤدي إلى تقليص التكاليف وزيادة جودة الخدمة التشخيصية ودعم القرارات الطبية، وتقدّر شركة «فروست سوليفان» المتخصصة أن المبالغ المستثمرة في هذا القطاع ستصل إلى ستة مليارات و500 مليون دولار في عام 2021، علما بأن هذا الرقم لم يكن يتجاوز 634 مليونا في عام 2014.

ووضح جلياً البدء في الانتشار الواسع لاستخدام الروبوتات في إجراء العمليات الجراحية التي تستخدم أحدث تقنيات حاسوبية وذكاء اصطناعي للقيام بمهامها على أكمل وجه، حيث إن الروبوت الجراحي يتم تشغيله من خلال الطبيب الجراح، وهو مزود بعدة أذرع، واحدة للتصوير وثلاث للجراحة، وتتمتع هذه الأذرع بأقصى درجة من الحرية وحركة أفضل من يد الإنسان....ولا يقتصر استخدام (الروبوت) الجراحي على عمليات معينة بل من المتوقع أن يشمل غالبية التخصصات الجراحية في وقت قصير.

ولقد رأينا ما حدث في جائحة كورونا وأن (التقنية) هي الحل بالمستقبل، ومن أهمها عيادات الطب الافتراضي عن بعد (Tele-Medicine)، حيث أصبح المريض يُرى ويُقيم ويُخدم عن بعد بسهولة، ويمكن طلب التحاليل وتكرار الأدوية والمستفيد في مكتبه أو منزله أو حتى في دولة أخرى، وطبعا هذا يوفر الوقت والجهد والمال للمريض والمستفيد من الخدمة الطبية... ورأينا استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي بتتبع المصابين والمخالطين عبر (أساور إلكترونية) وبتطوير تقنيات (تشخيصية) عالية الجودة، يمكن تشخيص الفيروس خلال ساعات معدودة، وكم كنت (فخوراً) حين رأينا (الروبوتات) الطبية تتجول في غرف العناية الحرجة في (مناطق مختلفة) من السعودية، وتدار من مركز قيادة وتحكم على مدار الساعة بـ (مجموعة الكفاءات) من قلب (نجد).

مما لا شك فيه أن الذكاء الاصطناعي هو فرس النجاح القادم والحصان الأسود للقطاع الصحي، وأكثر ما أخافه من المستقبل هو تجول (روبوتات) بـ (الكدش)، (ومرابط المعاصم) والبالطوهات بالمولات، ونلقى (روبوته) مزيونة يمنعها أهلها من الزواج لأن العريس (بشري) وليس من روبوتات (طيور شلوى)، ولا أعلم إن كانت (الروبوتات) الصحية، سوف يتم غمزها ليلاً ونهاراً في ذلك الزمان، كما يحدث حالياً وكأن الممارس الصحي يخدم (النرويج) وليس من مواطني هذه البلاد المباركة.