إلا أن علوم البيانات والذكاء الاصطناعي جعلا هذا التطور التقني الذي نشهده هذه الأيام أكثر سرعة من السابق، بدأت كثير من القطاعات في بناء منصات رقمية لها، فأصبحت الجهات والمؤسسات تقدم خدماتها على مواقعها على الإنترنت أو عن طريق تطبيقاتها على الهاتف المحمول.
هذا التسارع والتسابق التقني على بناء المنصات الرقمية والتطبيقات جعل البعض يشعر بالقلق، وجعل هنالك أسئلة تدور في أذهان كثيرين. فهل سينافس الذكاء الاصطناعي البشر في مجال التوظيف؟، هل سيتم استبدال الفنيين العاملين في المصانع بروبوتات؟، وهل سيتم استبدال المهندسين بمنصات رقمية؟ أم هل سيتم الاستغناء عن المديرين بخوارزميات ذكاء اصطناعي لديها قدرة عالية على التحليل والتنبؤ بالمستقبل، بل ولديها إمكانية اتخاذ قرارات أكثر دقة من البشر؟.
كل هذه التساؤلات تعد تساؤلات مشروعة، خصوصاً مع الكم الكبير من المعلومات عن إمكانيات الذكاء الاصطناعي التي يتم سماعها في وسائل الإعلام، إلا أن الواقع، أو بالأحرى المستقبل، ليس بهذه الصورة السلبية كما يتصوره البعض.
هناك أبحاث تشير إلى أنه لا داعي للقلق بشأن الوظائف حين يتعلق الأمر بالتقنية والروبوتات والذكاء الاصطناعي، يشير بحث نشر من قبل معهد أبحاث التوظيف الألماني (Institute for Employment Research) والذي قام به الدكتور وولفجانج دوث (Wolfgang Dauth) من جامعة ورزبورج (University of Wuerzburg) إلى أنه وبدراسة السوق الألمانية عبر عدة سنوات وجد أن استخدام الروبوتات في الصناعة صحيح أنه قلل من عدد العاملين في المصانع، إلا أن التقنيات الحديثة فتحت المجال لاستحداث وظائف أخرى، بمعنى أن استخدام التقنية ربما أنه أغلق باب التوظيف في بعض الأعمال، إلا أنه فتح أبوابا أخرى لوظائف نوعية ومستجدة أخرى.
الذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة بدأ في الدخول لكثير من المجالات، وبالتالي بدأ في المنافسة في سوق العمل، إلا أن التطور الذي نشهده نتج عنه احتياجات لأعمال وخدمات جديدة، والتي بدورها تحتاج إلى قوى بشرية للعمل.
إذا كنت من الذين يقلقهم أن ينافسهم الذكاء الاصطناعي والروبوتات في مجال العمل، فثق تماماً أنه لن يأخذ الروبوت مكانك في العمل على الأقل في الوقت الراهن، كما أنه في المستقبل ستتاح لك فرص وظيفية مستجدة ومستحدثة.