نذهب إلى جدة فنجد فيها جمعية أهلية للتراث تعتني بمواقع التراث العمراني، وعندما نزور القنفذة نرى أمامنا جمعية خيرية للتراث تساهم في توثيق تراث المحافظة، وتعمل على تأصيله في المجتمع ونقله بين الأجيال، وفي عنيزة جمعية للتراث لها حراك فعال، وكذلك في محافظة الدلم جمعية أخرى للتراث تقوم الآن بمشاريع غاية في الروعة، وهناك كثير من الجمعيات التراثية في عدد من مناطق المملكة.

ولكن حدثني عن عسير.. هذه المنطقة التي تضم أكثر من 5000 قرية تراثية متباينة في نمط البناء، وهي بذلك أكثر مناطق المملكة في عدد مواقع التراث العمراني، وأيضا تحتل المرتبة الثانية في عدد المواقع الأثرية التي تحتوي على نقوش ورسومات صخرية، أما الموروث الثقافي فحدث ولا حرج.. وقد سمعت الباحث د. سعد الصويان، يتحدث بإعجاب عن قيمة الموروث في جنوب السعودية، قائلا "المنطقة الجنوبية فيها طقوس عجيبة، وأنا متأكد أن أكثرها يعود إلى ما قبل التاريخ، فهي جديرة بالعناية، ولكن مع الأسف الشديد، حتى الآن لم يقيض الله لها من يتولى أمرها ويجمع موروثها وهو موروث يستحق".

ومن هنا أوجه دعوة للأكاديميين والمهتمين بالتراث من أهالي عسير، للنهوض سوية لتأسيس جمعية أهلية تطوعية مصرحة رسميا، تعمل لخدمة تراث المنطقة (جمعية تقودها حكمة الشيّاب، ووقودها همة الشباب) وتعتمد بدرجة كبيرة على المتطوعين، ويكون لها رؤية أولية محددة، كالمساهمة بشكل متميز في ترميم وإعادة تأهيل بعض الحصون والمباني التراثية، تستند في تمويلها على دعم رجال الأعمال في المنطقة، وكذلك على مشروعات وقفية، وقد تحصل على دعم من جهات حكومية ومنظمات دولية.

ومن يدري ربما تكون هذه المقالة نواة (جمعية تراث عسير).