أكد مدير فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة في منطقة نجران المهندس منصور الشمراني أن أعداد النخيل المصاب بالسوسة الحمراء بلغ خلال العام الهجري الماضي 1441 نحو 9400 نخلة، عولجت 7829 نخلة منه، وسيستخدم الفرع قريباً غاز فوسفيد الألمنيوم لعلاج بقية النخيل المصاب.

ونفى الشمراني أي مخاطر لاستخدام غاز فوسفيد الألمنيوم المعروف بأنه غاز سام، وذلك للاحتياطات السلامة المشددة التي تتخذ عند استعماله، وقال «فوسفيد الألمنيوم غاز سام فعلاً، لكننا نستخدمه مع أخذ جميع احتياطات السلامة اللازمة من استخدام قفازات ورداء خاص، وأقنعة خاصة تمنع استنشاقه».

وأضاف: «نستخدم هذا الغاز القاتل للحشرات في جو مفتوح، ولم تسجل حتى الآن أي حالة وفاة به في الجو المفتوح».


وتابع: «كما أنه غاز بلا متبقيات على الثمار، وبمجرد أن يلامس رطوبة يتسامى في محيط السترة المخصصة له حول النخلة، وبعد ساعة من استخدامه، يستعمل جهاز دقيق جداً لقياس التسرب، وتتم معالجة أي تسرب إذا ما وقع حتى لو كان بسيطاً».

السوسة الحمراء

تعد سوسة النخيل الحمراء من أخطر الحشرات فتكاً بأشجار النخيل، ويُعد طور اليرقة منها هو الطور الضار، حيث تتغذى على الأنسجة الداخلية للنخلة وتحفر أنفاقاً داخلها. وتم اكتشاف أول إصابة بها في المملكة عام 1407.

وهي تتبع رتبة الحشرات غمدية الأجنحة، ويبلغ طولها حوالي 4 سم، وعرضها حوالي 1 سم، لونها بني مائل للاحمرار مع وجود نقط سوداء على الحلقة الصدرية، ولها خرطوم طويل هو أقصر في الذكر منه في الأنثى، كما يتميز الذكر عن الأنثى بوجود زغب على السطح العلوي للخرطوم.

وتعيش الحشرة الكاملة حوالي من 2 - 3 أشهر، والحشرة الكاملة لا ضرر منها، وتبيض الأنثى من 200 إلى 300 بيضة ثم تبدأ اليرقات في نهش قلب النخلة.

وتضع الأنثى البيض وضعا انفرادياً في الثقوب التي تحفرها أو في الجروح بمنطقة التاج أو في إبط الأوراق، وفي الثقوب التي تحدثها الحفارات الأخرى (حفار ساق النخيل وحفار العذوق) إضافة إلى الثقوب والجروح التي تحدثها الآفات الأخرى وعلى الأماكن المجروحة من خلال العمليات الزراعية كالتكريب وقلع الفسائل والسعف وغيرها من الأعمال التي تحدث جروح في النخلة.

ويبلغ طول البيضة من 2 - 3 مليمترات أسطوانية وتفقس بعد حوالي 3 - 5 أيام لتعطي اليرقات.

الطور الضار

تعد اليرقة هي الطور الضار للحشرة، حيث تسبب أضراراً بالنخلة وتجعل من الساق أسطوانة فارغة تماماً، إلا من الأنسجة المهترئة لأنها شرهة التغذية.

لون اليرقة أبيض مصفر أو حليبي ولها رأس أحمر ذو أجزاء فم قارضة ذات فكوك قوية جداً.

ولليرقة 13 حلقة، ويصل طولها إلى حوالي 6 سم عند اكتمال النمو وفترة حياتها تتراوح ما بين 2 - 3 أشهر وبعدها تتعذر داخل شرنقة، والشرنقة تنسجها اليرقة من ألياف النخيل وتعيش العذراء داخل الشرنقة لمدة أسبوعين تقريباً تتحول بعدها إلى الخادرة، ويكون لونها أصفر مسمراً لتتحول بعدها إلى الحشرة الكاملة، لتبدأ بالتزاوج ووضع البيض من جديد.

العدو الخفي

تهاجم سوسة النخيل الحمراء النخيل في جميع أعماره، لكنها تفضل الذي يقل عمره عن 20 سنة، لأن جذعه غض وسهل الاختراق، وأخطر الإصابات التي تكون في قلب النخلة حيث يتجدد جريد النخلة.

ويصعب اكتشافها مبكراً، وخاصة في الأشجار العالية.

أعراض الإصابة

موت الرواكيب وسهولة نزعها مع تهتك الكرب وأجزاء من الساق وعجينة نشارة خشبية متعفنة، وفي منطقة الإصابة خروج سائل صمغي من الشقوق أو بين الكرب، يسودّ لونه مع مرور الوقت، واصفرار وموت الجريد وسهولة نزعه من موضعه، ووجود تجويف في موضع الإصابة في النخلة، وأحياناً يسمع صوت قرض اليرقات داخل النخلة، وسقوط النخلة في المرحلة المتقدمة من الإصابة.

طرق المكافحة

عن طرق مكافحة سوسة النخيل، يقول الشمراني: «عند اكتشاف أي إصابة بحشرة سوسة النخيل الحمراء يتم رش النخيل المصاب بأحد المبيدات المتخصصة لمنع تطاير الحشرة، وإزالة النخيل المصاب وفرمه بالآت الفرم، وفي المناطق التي لا يوجد فيها آلة فرم تقطع إلى قطع صغيرة وتحرق وتدفن، ويرش ويعفر موقع النخيل المزال بالمبيدات اللازمة، ورش عموم النخيل بدائرة الإصابة، ونشر المصائد الفيرمونية الجاذبية لحشرة سوسة النخيل الحمراء مع استمرار أعمال الاستكشاف لرصد أي إصابة أخرى ومكافحة الآفات التي تساعد على انتشار الإصابة بالسوسة، وإبعاد مياه الري عن جذع النخلة، ويفضل استخدام طرق الري الحديثة».

الحجر الزراعي

يضيف الشمراني أن «إجراءات الحجر الزراعي تعد ضرورة حتمية في برامج مكافحة سوسة النخيل الحمراء، فقد ثبت أن انتشار هذه الآفة من مكان لآخر داخل بلد معين، أو من بلد معين إلى بلد آخر حدث بسبب غياب إجراءات الحجر الزراعي داخل نفس المحافظة، أو بين محافظة وأخرى داخل نفس البلد، وكذلك بين دولة وأخرى يتم نقل فسائل النخيل بينها لمنع انتشار السوسة.

طرق الوقاية من السوسة الحمراء

التقيد بتعليمات الحجر الزراعي

الالتزام بعدم نقل النخيل أو فسائله من المناطق المصابة إلى الخالية من الإصابة

الحصول على شهادة منشأ من فروع وزارة البيئة والمياه والزراعة عند شراء النخيل أو فسائله

إبلاغ فرع الوزراة عند الاشتباه في وجود إصابة بسوسة النخيل

إزالة الجذوع المقطوعة والقائمة المتروكة بالمزرعة وحرقها

استخدام المصائد الضوئية لاصطياد الحفارات التي تمهد للإصابة بسوسة النخيل

استخدام المصائد الفيرمونية لجذب السوسة

سد فجوات النخلة بالطين وتعفير أماكن إزالة الفسائل والرواكيب بالمبيد

تنظيم عملية الري لتجنب إيجاد بيئة ملائمة للحشرة

التسميد المناسب الذي يعمل على تقوية أشجار النخيل

الاكتشاف المبكر لأي إصابة بالسوسة