يخبرك أنه يعمل في تخليص الناس من مشاكلهم، وإزاحة الهموم القابعة على صدورهم، ثم تنظر إلى حاله، فتجد ابنه الأول مسجونا، والثاني هاربا، والثالث ضائعا. زوجته تدعو عليه ليل نهار، وبناته يؤمِّن على الدعاء.

هل استغربت؟ إنه تاجر مخدرات.

يخبرك أنه أذكى من بيل جيتس، وأفهم من وارن بافيت، وأن أثرياء البلد يلجؤون إليه للمشورة، ثم تنظر إلى حاله، فتدرك أنك منذ عرفته وهو مديون، لا يدخل مشروعا إلا ويُخسِّره، لا يأتيه خير إلا ويبدده، ومصدر ماله الوحيد «تحت الطاولة»، هل ستستغرب لو أخبرتك أنه يسمي نفسه «خبيرا ماليا»؟

لن تتعجب إن أخبرتك عن طبيب وزنه زائد، يوزع الحميات يمنة ويسرة ولا يطبقها بنفسه، ثم يتساءل مراجعوه عن سبب فشلهم في إنقاص أوزانهم أو الحفاظ عليها بعد نقصانها!

نعم، ما خاب من استشار، إلا إن كانت المشورة خائبة، أو كان المستشار خائبا.

تاجر المخدرات لن يدلك على الراحة.

والطبيب المريض لن يعلمك أسرار الصحة.

متعهد الهدم لن يخبرك كيف تَبني.

والمهندس الذي أسقط ثلاث عمائر، سيبني لك بيتًا ينقضُّ فوق رأسك.

من يعيش على الكفاف لن يريك كيف تبني ثروتك.

ومن يستدين ليعيش سيعلمك كيف تدير مالك لتصبح متسولا في النهاية.

اختر مستشاريك بعناية، فمن تأخذ برأيه سيأخذ بك إلى حاله، والحال أبلغ من ألف مقال.