ولعل هذه الأزمة هي من عرفتنا على الدكتور محمد عبدالعال ذاك الرجل الرائع الذي لطالما أطل علينا بتقريره اليومي فيما يخص تطورات الوضع في بلادنا من منطلق منبره في وزارة الصحة، فكنا نترقب تحديثه اليومي ونحن نشعر بالخوف ولكن كان لسانه يقول فلنستبشر خيراً.
أن كل ما ينزل بالبشرية من أوبئة وما يتبعها ما هو إلا ابتلاء وامتحان من الله، وهو و حده القادر على كشف الضر وإنهاء الأزمة وقد صدق تعالى حين قال "وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".
بالفعل، الحمد لله، فالوضع آخذ في الانحسار، وبدأت القراءات تنخفض، وهذا، بفضل الله سبحانه، ثم بمجهودات حكومتنا الرشيدة التي لم تدخر وسعاً في حل المشاكل الواحدة تلو الأخرى، وقد كان للتعليم دور كبير في حصار المرض حين أصبح التعليم عن بعد. وهذا القرار الصعب أسهم كثيراً في إراحة المواطنين من هم إصابتهم بالمرض.
ظاهر الأمر سهل، ولكن وراء الستار جنود لا تكل وإمكانيات ليس لها حد وقبل هذا كله ملك رشيد وبطانة صالحة.
في كل يوم أبحث بلهفة عن تحديث الإصابات ونسبة الشفاء فينتابني الفرح لإحساسي بقرب الفرج.
استبشروا خيراً جميعاً فمن تفاءل بالخير وجده. وكم هو جميل قول الشاعرمصطفى الغلاييني:
إِن للآمال في أنفسِنا *** لذة تنعشُ منها ما ذَبل
لذة يحلو بها الصبر على *** غَمَرات العيشِ والخَطب الجلل