بعد نحو الشهرين من اعتماد هذه التجربة ظهر نجاحها، على الرغم من بعض الملاحظات التي سجلت عليها، والتي باتت اليوم هامشية، أو على الأقل يمكن التغاضي عنها، دون أن تؤثر جوهريا في سير العملية التعليمية، وذلك في ظل استمرار التعليم ومواصلة الطالب والطالبة المسيرة التعليمية، في حين أشاد أطباء وأكاديميون بتلك التجربة.

وكان وكيل وزارة التعليم للتعليم العام الدكتور محمد المقبل، أكد في وقت سابق أن التعليم عن بُعد سيكون بديلاً لتعليق الدراسة في أوقات الغبار، أو الأمطار الغزيرة المانعة أو المعلقة للحضور إلى المدارس.

تطرف مناخي

يؤكد الدكتور عبدالله المسند من جامعة القصيم، أن تجربة التعليم عن بعد التي طبقت لظروف كورونا خلال الفترة الماضية، ربما تفعّل كبديل ممتاز لمواكبة المنهج في حالات تعليق الدراسة في المستقبل بسبب الظروف المناخية المتطرفة.

وقال «عند عودة الدراسة لوضعها الطبيعي، قد يُفعل التعليم ‏عن بعد كبديل ممتاز لمواكبة المنهج، سيما وأن مجموع أيام تعليق الدراسة قد يصل أحياناً إلى نحو 5 إلى 7 أيام، ويمكن أن يتم الاستغناء عن بعض المواد الدراسية في الظروف غير الاعتيادية كما في حال التعليم عن بعد بسبب جائحة كورونا، وذلك مثل التربية الفنية على سبيل المثال، إذ تنحصر ‏الدراسة عن بعد فقط في المواد الأساسية».‏

‏قدرة على التكيف

ترى الأستاذ المشارك لتقنيات التعليم بجامعة طيبة الدكتورة عائشة البليهشي أن «التجربة الحالية للتعليم عن بعد أثبتت قدرتنا على التكيف مع أي تحد ولله الحمد».

وأضاف «قرار استمرار التعليم عن بعد قرار حكيم ويدعم المصلحة العامة، ويدل على حرص ودعم حكومتنا الرشيدة على المعلمين والطلاب بصفتهم أكبر شريحة في المجتمع، وبالتأكيد سيكون التعليم عن بعد موجودا في العملية التعليمية مستقبلا سواء في التعليمين الجامعي أو العام، ولكن لن يعتمد عليه بشكل كلي، وإن كنت أتوقع أنه سيكون هناك توجه مدمج بين التعليم عن بعد والتعليم التقليدي الحضوري، ولا نغفل عن دور الأسرة في المتابعة ورفع وعي الطلاب والطالبات، فالكل شركاء دائماً لنجاح التعلم وتميزه».

ارتفاع في حالات كورونا

أوضحت استشارية الأمراض المعدية الدكتورة فدوى العوفي لـ»الوطن» «ما زالت بعض دول العالم تشهد ارتفاعا في عدد الإصابات بفيروس كورونا الجديد، بعد أن بدأت الأعداد بالانخفاض عدة أسابيع، وهذا يؤكد أن الجائحة مستمرة عالميا، والمملكة جزء من هذا العالم، وما قدمته من جهود في التصدي لهذا الوباء كانت رائدة على جميع المستويات وفي مجمل القرارات».

وأضافت «جاء قرار استمرار التعليم عن بُعد بعد مضي 7 أسابيع على بداية العام الدراسي، وهو قرار متوقع في ظل الظروف الراهنة لأسباب عدة، وعلى الرغم من تراجع حالات الإصابات في المملكة بشكل كبير وملحوظ خلال الأسبوعين الماضيين نتيجة تطبيق الإجراءات الاحترازية، ولأنه من الصعوبة تطبيق تلك الإجراءات بصفة كاملة في المدارس، وكذلك لعدم وجود علاج فعال وغياب اللقاح حتى هذه اللحظة، ولأننا على أبواب فصل الشتاء الذي تكثر فيه الفيروسات الموسمية كالأنفلونزا وغيرها، ولتشابه أعراضها مع أعراض كورونا، كان من المنطقي استمرار التعليم عن بعد، وذلك لمنع حدوث موجة ثانية من الوباء، كما حدث في بعض الدول، وعلى الأخص الأوروبية مثل بريطانيا التي تفكر بالحجر الكلي في بعض مناطقها، وإسبانيا التي أعلنت حالة الطوارئ في مدريد».

60 ألف مستخدم

أفادت جامعة طيبة في تقرير أصدرته عمادة التعليم الإلكتروني أن عدد المستخدمين لنظام التعليم الإلكتروني من الطلبة فاق الـ60 ألف مستخدم خلال الشهر الأول من الفصل الدراسي الأول لعام 1442.

وقال عميد التعليم الإلكتروني في الجامعة الدكتور مشهور الحرازي، إن «العملية التعليمية مستمرة على أكمل وجه، إذ قدم أكثر من 2200 عضو هيئة تدريس محاضراتهم عبر نظام (بلاك بورد) ضمن برنامج تفاعلي يسجل حضور الطلبة ويمكّنهم من التفاعل مع معلميهم بما يضمن كفاءة التعليم وعدم تأثر العملية التعليمية».

وتضمن التقرير تفصيلات إحصائية عن أعداد الطلبة الذي تجاوز 64 ألف طالب وطالبة في الجامعة وفروعها، كما تضمن أعداد هيئة التدريس في شطري الطلاب والطالبات، ونسبة المستخدمين في كل من شطري الطلاب والطالبات، وعدد الشعب الدراسية والمقررات، والذي تجاوز 14 ألف شعبة مقدمة ضمن النظام الإلكتروني، إضافة إلى عدد العاملين والفنيين في المنظومة الإلكترونية وأنواع الأجهزة المستخدمة والتي تجاوز 70% منها استخدام الهواتف الذكية «الجوال» إضافة إلى المتصفحات المستخدمة وتحليل كافة البيانات للاستفادة منها في التجربة الحالية والمستقبلية.

وقال عميد عمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بُعد الدكتور رجاء المعيلي: إن أكثر من 160 ألف طالب بالجامعة الإسلامية شاركوا في أكثر من 7 آلاف جلسة افتراضية عبر نظام التعلم الإلكتروني (بلاك بورد) خلال أسبوع واحد فقط، وذلك ضمن جهود الجامعة في تفعيل عملية التعليم عن بُعد، في ظل جائحة «كورونا».

أثبتت تجربة التعليم عن بعد التي فرضتها ظروف جائحة كورونا جدواها في إمكانية اللجوء إليها كخيار يمكن الاعتماد عليه في الأحوال والظروف التي يصعب على منسوبي المدارس والطلاب الدوام فيها حضوريا في مدارسهم، نتيجة لظروف صحية أو مناخية.

التعليم عن بعد في المدارس

المستفيدون

1.824.766

طالبا

288789

معلما

20945

قائدا مدرسيا

10648

مشرفا

605.239

اختبارا منشورا

1.682.460

طالبا حلوا الواجبات

1.904.361

محتوى إلكترونيا

1.434.316

غرفة نقاش

+16

مليون زيارة لمنظومة التعليم