التفكير هو ما يميز الإنسان عن غيره من المخلوقات، فالحيوانات - مثلا - تشترك مع الإنسان في الحواس نفسها، لكنه يتميز عنها بالقدرة على الإدراك والتخيل والتصور والقدرة على الكلام أيضا.

وبسبب امتزاج المشاعر بين العقل والقلب تحدث الفكرة، ويكتسب الإنسان طوال حياته عددا من الأفكار التي تتحول في يوم ما إلى سلوك، وهكذا تتبلور شخصية كل فرد منا.

الأفكار تتحكم في سلوكنا وتصرفاتنا، لذلك يقوم علم النفس التحليلي على مبدأ التحليل العملي للأفكار النفسية المكتسبة، ومن خلال ذلك يتم التعرف على تلك الفكرة المسببة للتوتر النفسي، وبالتالي الحصول على العلاج النفسي المناسب.

إن مما يميز الإنسان المفكر عن غيره أن لديه مخزونا إبداعيا هائلا، وهو وحده القادر على إخراج هذه الأفكار من سباتها العميق، ومن ثم إنتاج أفكار مستولدة جديدة تتميز بفرديتها وترقى بفكر الإنسان إلى الأمام.

الإنسان المفكر أيضا لا يقف عند حد معين من نظريات الآخرين بل يجب عليه أن يأتي بأفكار وأساليب جديدة لم تعرف من قبل، ويكون بهذا قد أعطى عقله حقه في التفكير.

إن الأفكار تحدث فرقاً كبيراً بعد وجودها.. ويصبح هناك أناس كثيرون يعيشون بسبب تلك الفكرة.

فكرة كرة القدم مثلا بدأت كرياضة للتسلية ولم تكن لها قوانين، لأنها مجرد تسلية، اليوم كرة القدم عالم آخر.. اتحاد دولي واتحادات قارية ومحلية وأندية ومنتخبات وبطولات أشكال وألوان.. ودول كبرى تستعد لاستضافتها وملاعب تسع لآلاف المتفرجين وقنوات فضائية واستديوهات تحلل أدق تفاصيل اللعبة!.. إنها فكرة بسيطة تضخمت بشكل لا يتصوره عقل.

الفكرة التي لا تغير صاحبها ليست جديرة بالعناء، ولهذا قال غاندي (كن أنت التغيير الذي تتمناه لغيرك). والفكرة الحقيقية الصادقة هي تلك التي تخرج من ذهنك وحين تطبقها تشعر بقيمتها. لقد عاش بعض المفكرين حياتهم وفق أفكارهم، والبعض الآخر منهم أراد الناس أن يعيشوا وفق أفكاره دون أن يتمثلها هو.

عندما تخلو الحياة من الأفكار لن تكون هناك اختراعات وبالتالي ستتوقف عجلة التطور، لذلك يجب علينا تقدير وإكرام كل مفكر ومخترع والاحتفاء بهم، أفكار هؤلاء واختراعاتهم هي من تصنع لنا الحياة وتجعلنا نعيشها بشكل أفضل.