تلك الرسوم والخطوط التي على الإصبع والتي تبدو في الوهلة الأولى تشابه الآخرين هي فعلياً سمات متفردة. هذا التفرد جعل بصمة الإصبع عنصراً يستخدم في تحديد هوية الأشخاص والتعرف عليهم. لاستخدام بصمة الإصبع للتعرف على الهوية تطبيقات عدة، فنجدها مثلا تستخدم في أماكن العمل لتسجيل حضور وانصراف العاملين.

قد نعتقد أن بصمة اليد تحديداً هي الخصلة الوحيدة التي ينفرد بها كل شخص على الآخر، ولكن ماذا لو علمت أن هناك احتمالية لتشابه بصمة الإصبع لشخصين مختلفين، صحيح أنه قد تكون احتمالية التشابه هذه ضئيلة فعلاً، ولكنه أمر ممكن الحدوث في نهاية المطاف.

هناك سمات بشرية أخرى يمكن استخدامها كبصمة غير تلك الخطوط على الأصابع، ومنها بصمة الوجه. بصمة الوجه ليست فقط الصورة المسطحة التي يمكن طباعتها على ورقة. ولكن لكل شخص بصمة للوجه لها خواص تختلف من شخص لآخر. هذه الخواص تكمن في أبعاد ومقدار العمق والارتفاع في تفاصيل الوجه. هذا التفاوت في التفاصيل هو بصمة يتميز بها الفرد عن الآخرين.

ومن أشهر الأبحاث في هذا المجال ما نشره الدكتور أومكار بارخي (Omkar Parkhi) من جامعة أوكسفورد (University of Oxford). حيث تمكن مع فريقه البحثي من بناء خوارزمية تم تطويرها بأكثر من 2 مليون صورة لأشخاص مختلفين لتتعرف على وجوههم. وبهذا تعد خوارزمية جامعة أوكسفورد من أعلى تطبيقات التعرف على الوجه دقة.

صحيح أن التعرف على بصمة الإصبع إجراء يمكن لجهاز بسيط تنفيذه، ولكن التعرف على تضاريس أو بصمة الوجه هو أمر لم يكن تنفيذه ممكناً لولا خوارزميات الذكاء الاصطناعي. وذلك لأن الوجه يحتوي على عدد كبير من النقاط أو الأماكن التي تشكل مجتمعة بصمة مميزة للإنسان. يصل عدد هذه النقاط في الوجه إلى 30 ألف نقطة. ولذلك فبصمة الوجه لا يمكن تمييزها بكاميرا التصوير الاعتيادية، ولكن يلزم وجود مستشعر للأشعة تحت الحمراء يقوم بإرسال موجات إلى الوجه يحسب بها مقدار التفاوت في تفاصيل (أو تضاريس) الوجه.

المثير للدهشة أن احتمالية تطابق بصمة الوجه بين الأفراد هي أقل بكثير من احتمالية تطابق بصمة الإصبع. بمعنى أن استخدام بصمة الوجه للتعرف على الأشخاص يعد أكثر أماناً ودقة من استخدام بصمة الإصبع.