تدخل المكتبة العامة فتلحظ السكون يخيم عليها، وتقلب سجل الزيارات لترى أمامك صفحات خالية بالأيام.

تصعد إلى الطوابق العليا فتنظر إلى ذلك الأثاث المكتبي القديم العائد لفترة السبعينيات والثمانينيات الميلادية، أما الغبار فقد ألفته الكتب وطالت تلك الألفة.

الجو السائد في المكتبة العامة يجلب الملل، ولا أبالغ إن قلت: إنه يثير الاكتئاب أيضا. إذ لا بد أن تخرج المكتبة العامة من إطارها التقليدي القديم، وتتحول من بيئة طاردة إلى بيئة جاذبة، فنحن الآن أمام أجيال لا تستوعب معنى الجريدة! ولا تعرف معنى البحث عن إجابة سؤال المسابقة في المكتبة العامة أو حتى المكتبة المدرسية، أو دعنا نقل هي أجيال ستعتبر المكتبة العامة شيئا من التراث، وهذا واقعي ومنطقي بطبيعة الحال.

ينبغي حلّ المكتبات العامة، وإعادة تدويرها وهيكلتها من جديد، لتصبح في مجمعات (المول) و(البوليفارد). انظروا إلى معرض الكتاب كيف يجذب الشباب بأعداد هائلة، لا لشيء إلا لأنه يسوق للكتاب بقالب عصري ممتع.

لماذا لا يكون هناك جناح للمكتبة العامة ـ مثلا ـ في ساحة (البوليفارد) ويكون بداخلها زاوية لأحد المقاهي المشهورة، وتحيط بالجناح النوافير الجميلة، وتصمم المكتبة من الداخل بديكورات احترافية تستقطب الزوار.

المكتبة العامة يجب أن تكون في الأماكن العامة، وليس في انعزال عن العامة.