المرأة هي مصدر التطور لأي مجتمع، وهي رمز دلالته الحضارية، فمن غير نساء ممكنات يصعب إصلاح المجتمعات، حيث إن المرأة هي نصف المجتمع وهن مربيات الأجيال، فالمرأة أثبتت عبر التاريخ دورها البارز والفعال في قيادة التغيير وصنع القرار وقدرتها على ضبط المجتمعات من خلال تربية النشء داخل الأسرة وفي مدارس التعليم.. الحمد لله أن قادتنا وكبارنا يدركون تماما حقوقها شرعاً وحقوقها قانونا، ويعملون من أجلها من خلال التزامات بلادنا بالاتفاقيات الدولية والمسؤولية المجتمعية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة المتعلقة بالمرأة على المستوى الدولي، حيث إن تعزيز جاهزية بلادنا لنمو مستقبلي مشرق يتطلبُ نهجاً شمولياً وتشريعات مقننة لتمكين المرأة ومنحها شراكة عادلة مع أخيها الرجل في المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والصحية، والتعليمية، والتقنية، والثقافية، والترفيهية، والرياضية، وغيرها.

والعالم بأكمله يشهد كيف انطلقت المملكة خلال السنتين الماضيتين بالذات في رحلة إصلاحية غير مسبوقة، بشهادة المجتمع الدولي، لتمكين المرأة ودعم مشاركتها في التنمية الوطنية وتحقيق رؤية 2030 من خلال مناهج ومقاصد وغايات متعددة لأجل تحقيق فرص العدل والمساواة بينها وبين الرجل في ظل شريعة سمحة وتفاعلات اجتماعية منظمة لذلك. وليس أدل من اهتمام قيادتنا بالمرأة في العالم وفي بلادنا بالذات بشؤونها وتهيئة كل الفرص لحياة أفضل لها، ما أكده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - في كلمته الضافية في ختام مجموعة تواصل المرأة 20 ضمن فعاليات مجموعة العشرين في السعودية التي قال فيها: «إن رئاسة المملكة العربية السعودية لمجموعة العشرين أولت اهتماماً خاصاً بمناقشة السياسات المتعلقة بالمرأة وذلك من خلال اجتماعات مجموعات العمل والاجتماعات الوزارية المختلفة، والحرص على ضمان مشاركة المرأة في صنع القرار من خلال مشاركة توصيات مجموعة تواصل المرأة 20 في تلك الاجتماعات». وأضاف خادم الحرمين في كلمته «كلنا يعلم أن الهدف العام لرئاسة المملكة لمجموعة العشرين هو«اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع» حيث تركز الرئاسة في دورتها الحالية على ثلاثة محاور رئيسة وهي: تمكين الإنسان من خلال تهيئة الظروف التي تمكن الشعوب - وخاصة النساء والشباب - من العيش الكريم والعمل والازدهار، والحفاظ على كوكب الأرض من خلال تعزيز الجهود المشتركة لحماية الموارد العالمية، وكذلك تشكيل آفاق جديدة من خلال تبني إستراتيجيات جريئة وطويلة المدى لمشاركة منافع الابتكار والتقدم التقني».

رئاسة المملكة لمجموعة العشرين كانت فرصة لنبرز فيها موروثنا وقيمنا ونقدم أفكارنا المعاصرة من خلال بيان حضاري مبتكر، وهذا ما جعل العالم كله حكومات ومؤسسات وشعوبا يشيدون بجهود المملكة العربية السعودية كرئيس لمجموعة العشرين لهذا العام، وثمنوا العمل المتميز لمجموعة تواصل المرأة 20 ونتائج لقاءاتها واجتماعاتها المختلفة التي عقدت رغم ظروف جائحة كورونا وتداعياتها، لكن ذلك لم يدع برنامج المجموعة يتأثر، بل تم تسخير كل شيء للخروج بنتاجات وتوصيات ينتظرها المجتمع الدولي والمعني بشؤون المرأة وتمكينها بالذات بفارغ الصبر.

وفي المقابل شهد العالم في زمن الجائحة كيف لعبت المرأة دوراً محورياً في العالم بمحاربتها لجائحة كورونا؛ وذلك بتواجُدِها في الصفوف الأولى لهذه الحرب، حيث تمثل المرأة ما نسبته أكثر من %70 من العاملين في مجال الرعاية الصحية.

ونحن كنساء سعوديات نفتخر بالعمل المميز لمجموعة تواصل المرأة 20 من خلال مساراتها المختلفة ولقاءاتها وندواتها الممتدة فكرا وممارسة، ونشيد بتوصياتها التي أعلنت في هذا المجال والتي تلائِم خطط ومناهج تمكين المرأة للتنمية المستدامة، وهدف النمو القوي والمتوازن عبر دعم التمكين الاجتماعي والاقتصادي للمرأة.

ونشهد نحن النساء في العالم وعبر المؤسسات الدولية والمؤتمرات المنعقدة لأجل المرأة، شهادات الإنصاف لدورها وبيان تأثيرها في المجتمع بكل فئاته، لذا تحرص اللجان الخاصة على سن تشريعات تحفظ لها حقوقها وتحميها من كل تمييز ودونية قد تتعرض لها في تفاصيل حياتها..

والمرأة السعودية ليست بدعا من العالم، وها هي الآن تجد كل الفرص والتمكين وتثبت جدارتها بالمشاركة مع الرجل كعون لها ودعم، دون منافسة أو سحب بساط منه، لينعم المجتمع بتوازن يحتاجه وأدوار متبادلة لتحقيق هدف النمو والرقي المنشود لبلادنا.