يصنف التسلسل الهرمي للمعرفة البشرية على مستويات من البيانات، والمعلومات والمعرفة والذكاء. على الرغم من أن جانب معالجة البيانات والمعلومات، تمت دراستها والبحث فيها وفي علومها نسبيا. إلا أن طبيعة ونظريات الرياضيات التطبيقية، التي تدعم المعرفة والذكاء، لا تزال تحتاج للدراسة والبحث بطرق منهجية، لا سيما في مجال المعلوماتية المعرفية، وهذا أمر جدير بالاهتمام بالتزامن مع تطور علم المعلومات، وما نعيشه من تطور الصناعة الرابعة، والتي باتت معا تغطي الاحتياجات البشرية الهرمية، من المستوى الأدنى إلى المستوى الأعلى، من المعرفة والحكمة والذكاء.

يتم إدراك وفهم المعلومات، التي يتم تخزينها ومعالجتها وعرضها، وتداولها في أنظمة المعلومات والحاسب الآلي، والتي بدورها تؤثر في اتخاذ القرار، بعد إجراء مجموعة من العمليات المعرفية والإدراكية العقلية، والتي تكون موجهة لأفراد أو مجموعات، للوصول لنتائج تؤثر على الاستقرار الأخلاقي والعواطف واتخاذ القرار، والتي تحفز العمل على خلق كائن مادي، يهاجم المنطق الإستراتيجي وبنيته التحتية، لدى الفرد أو المجموعات.

فمن وجهة نظر فنية، تنظم هذه الموجات من الكائنات المادية، وتستند على تدفق البيانات لصناعة المحتوى، لاسيما الرقمي منها أولا، والحالة المعرفية والإدراكية ثانيا بين الشبكات المعلوماتية، لتبادل المعلومات ونقل المعرفة بمعالجة البيانات، والتعامل معها بين إرسال للمعلومات ووسط ناقل واستقبال موجه من مضيف لموجة بيانات إلى آخر، وهذه هي حرب المعلومات في عالم الاتصالات وأنظمة المعلومات.

إن المقاييس والمجالات المتنوعة في استخدام هذه الكائنات والموجات، تظهر ضرورة توفير السلامة كبدائل، لقيود كبيرة على أمن وسلامة البيانات المفتوحة المتبادلة بين المضيفين، لما له من تأثير، خصوصا إذا كان غير مصرح به لتحقيق الهدف الإستراتيجي، وهو حماية كل الفئات بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، يشاركون في عملية التفاعل مع المعلومات، وحماية البنية التحتية للمنطق الإستراتيجي، خلال معالجة أو إرسال المعلومات، خصوصا على فئة الأطفال والمراهقين وذوي الاحتياجات الخاصة.

فكيف كان تطور المعلومات وأصبح اليوم مع التكنولوجيا؟

المنظور العالمي لمصطلح المعلومات، هو انعكاسات لحزمة معرفية من البيانات، في صورة أقوال مأثورة ورسائل على سبيل المثال نرددها مثل: «عندما نأكل، نختار الأفضل لنغذي أجسادنا، فلماذا لا نختار أفضل المعلومات لنغذي عقولنا» وكذلك «الذين لايعلمون، هم أقرب للحقيقة من عقول مليئة بالمعلومات والأفكار الخاطئة» وأيضا «حاول ألا تغرق في المعلومات وأنت تبحث عن المعرفة» وأخيرا وليس آخرا «تعلم أن تجد المعلومات المفيدة وكيف تستخدمها، فهذا هو سر النجاح».

إن حجم وكمية المعلومات الواردة والمخزنة والمعالجة، والتي يمكن استراجعها وتداولها، يمكن أن يحدث تغيرات في خدمة المجتمعات، إيجابية على مستوى تنمية الأوطان والاقتصاد المعرفي، إذا ما تم استخدامه بمنهجية إيجابية. إن توظيف أنظمة المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات، أحدث تطورا غير مسبوق، على مستوى المجتمعات القائمة على المعرفة ووقود التطوير والتنمية، والتي تعكس صور الحضارات والأمم لبعضها البعض.

إن سلوك المعلومات منذ قديم الأزل في تطور ملحوظ، فلقد كانت المجتمعات والثقافات، التي تعيش في مناطق الغابات على سبيل المثال، تستخدم الطبول شكلا مبكرا من أشكال المسافات الطويلة للاتصالات ونقل المعلومات. فكلما كان الصوت عاليا، كان يسمع من مسافة أطول، ففي الظروف المثالية للصوت، يمكن للصوت الانتقال لمسافة خمسة أميال، للرسائل والمعلومات الأكثر أهمية. وتتدفق المعلومات من قرية لأخرى، ولكنها تتأخر في النقل أحيانا. فقديما كان من الشائع أن تستغرق الرسائل والمعلومات شهورا، وفي بعض الأحيان سنوات لاستقبالها من جانب إلى آخر، أو من مضيف ووسط ناقل إلى مستقبل ما. وأحيانا كانت قد لا تصل على الإطلاق.

إرسال واستقبال المعلومات والرسائل، كانت علامة وسمة ملازمة للبشر، تطورت من الطبول إلى إشارات الدخان والنار، والتي كانت أسرع للتواصل وذات مسافات أطول. وذلك إذ أستذكر قوله تعالى: «إِذْ رَأَىٰ نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى» صدق الله العظيم.

وتوالت التطورات لوجود كود موحد لاستخدام هذه الإشارات، فمنها ما هو موجود للتحذير من الخطر ومنها غير ذلك. فلقد كانت الإشارات مرئية للجميع، لذلك توجب أن تكون واضحة، ومفهومة للمتلقي أو المستقبل المقصود، ولكن ليس من قبل العدو.

وتوالت تطورات الإشارات حتى أصبحت كلمات منقوشة، ومن ثم وفي عام 1895م البرقيات ومن ثم الهاتف والإذاعة والتليفزيون، وفي عام 1960 شبكات الحاسب الآلي ومن ثم الإنترنت. وفي عام 1973 تكنولوجيا الاتصالات المحمولة والمتنقلة، وفي عام 2000 الاتصالات الدولية والجوال في جيلها الثالث، والتي مكنت الأفراد والمجموعات من الاستخدام المتزامن لنقل الصوت في المحادثات، وحزم البيانات من كيلو بايت إلى ميجا وجيجا بايت، وسرعات متنوعة في التحميل والتنزيل من مضيف إلى آخر، والتي بدورها جلبت بداية الاقتصاد المعرفي، وجعلت العالم اليوم أكثر بمراحل كثيرة من مجرد قرية صغيرة وأكثر تعقيدا.

تصميم وتنفيذ الحلول المعلوماتية التقنية، والتي تسخدم الويب كوسط ناقل للرسائل والمعلومات، تساهم في جمع ومعالجة البيانات، لتصبح معرفة مع مرور الوقت قابلة للتدوال وإعادة التدوير، الأمر الذي لابد لنا فيه من مراعاة جوانب متعددة منها، استخدام أسلوب علمي مطور في صناعة المحتوى الرقمي، ونقل المعرفة على شكل رسائل أو موجات، وحزم بيانات ثقافية تعليمية كانت أو ترفيهية، مع مراعاة نماذج التعلم للإدراك البشري، والتي تعتبر مزيجا من أنظمة متعددة، يمكن أن نختزلها بفئات مقسمة على نسب مئوية، تعنى بما نقرأه والذي يمثل 10 % وفيما نسمعه ويمثل %20 وفيما نراه ويمثل %30، وأن الأفراد والمجموعات يستقبلون المعلومات في أشكال مرئيات بما يعادل %65، وصوتيات بما يعادل %30، وأحد أهم مصادر المعلومات هو الكتب والمؤلفات والمطبوعات الحكومية والرسمية المعتمدة، الورقية منها والرقمية التفاعلية، والتي تساهم في أنشطة الحياة اليومية والمجتمعات والأبحاث، ودعم القرار والصناعة والاقتصاد. إن عملية نقل المعلومات بين طرفين لإنجاز مهمة ما، تبدأ بمصدر معلومة وتنتهي باستقبال واستجابة إذن، وفقط إذا كانت رسالة تم تصميمها وفق منهجية هندسية للمحتوى، والتي تعتمد على مزج ودمج النصوص المكتوبة، والأشكال والصور والبيانات والأقوال المأثورة، وغيرها من المحتويات جميعها في قالب واحد، يخدم الهدف الإستراتيجي من الإرسال والاستقبال، لتنمية البنية التحتية للإدراك المعرفي واستقراره، واستدامة أثره الإيجابي على قيم الفرد والمجموعات.