دخل التسول مرحلة الاحتراف ولم يعد تصرفا عرضيا ووظفه المخالفون لجني عشرات الآلاف يوميا، ومن مشاهد ذلك التحول الاحترافي أن المتسولين وأغلبهم إناث وهن غير سعوديات يستغللن الزي النسائي المتمثل في النقاب لإخفاء هويتهن، وأحيانا يكونون رجالا تحت هذه العباءة لتستر أعمالهم التي تقودهم في النهاية للوقوع في جريمتين؛ جريمة التسول إضافة لتهمة انتحال شخصية نسائية.

استجداء العواطف

تنتشر ظاهرة التسول باستخدام عدة طرق للاحتيال واستجداء العواطف بطرق مختلفة، أبرزها تنكر الرجال في هيئة نساء أو نشر أطفالهم ونسائهم في الأحياء والتواجد أمام البقالات والمستشفيات وأحيانا الزج بهم بين طوابير السيارات عند الإشارات. وأخيرا تزايدت حالات من يستعطفون المصلين والمارة والسائقين بالتسول من خلال ارتداء زي نسائي.

المقبوض عليهم

عن عدد المتسولين الذين تم القبض عليهم عام 2020 تواصلت "الوطن" مع وزارة الموارد البشرية التي قالت، إن القبض على المتسولين من مهام وزارة الداخلية ودور الوزارة مُكمل لما تقوم به الجهات الأمنية من خلال استقبال المقبوض عليهم من المتسولين وتقديم الخدمات الاجتماعية والصحية والنفسية للمستحقين منهم، مبينة أن عدد المقبوض عليهم عام 2020 بلغ 524 حالة.

زيادة الظاهرة

أوضح أستاذ الخدمة الاجتماعية ورئيس قسم علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بجامعة القصيم البروفيسور أحمد العجلان أن قضية التسول ازدادت في المملكة مما تسبب في مشكلات أمنية واجتماعية واقتصادية وكذلك صحية، وذلك عبر المتسللين للحدود أو المتسولين المخالفين من داخل المملكة، أما عن ارتداء العباءة من قبل بعض المتسولين الرجال، فأوضح العجلان أن المتسولين يستخدمون عدة وسائل لجذب الانتباه، واستخدام عباءة المرأة يعد أحد الأشكال لاستجداء العاطفة، كما أن للتسول عدة أشكال منها، التسول الظاهر، والتسول المقنع أو المبطن، والتسول الموسمي، والتسول الإجباري.

مشاكل أمنية

من أهم المشاكل التي تظهر نتيجة التسول هي المشاكل السلوكية والقضايا الأمنية منها: انتشار النصب والاحتيال، والسرقات، وتزوير المستندات، وارتفاع معدلات الجرائم الأخلاقية، واستغلال وانحراف النساء، فحسب دراسة أجريت، فإن أحد المشاكل التي تواجه السيدات المتسولات مشكلة "التحرش الجنسي".

وأيضا من نواتج ظاهرة التسول عملية تهريب الأموال للخارج، وتعطيل حركة الإنتاج، مما يسهل غسيل الأموال، وكذلك خطف الأطفال واستغلالهم وترويج المخدرات وانحراف صغار السن وصولا إلى تشكيل وتكوين جماعات إرهابية وتمويلها مستغلين فيها النساء صغار السن، خاصة أن هناك دراسات أمنية أجريت في بعض الدول العربية، أثبتت أن المنظمات الإرهابية تستعين وتستغل المتسولين للوصول إلى أهدافها في المجتمع.


المخالفات الأمنية

قالت الإخصائية الاجتماعية منال الصومالي، إنه لا ينبغي التغافل عن المخالفات الأمنية التي قد تصدر من هذه الفئة، وينبغي على فئات المجتمع قبل التعاطف معهم طرح الأسئلة، مثل من هذه الفئة، وما الجهة التي قد يكونون يعملون لصالحها، سواء كانت عصابات لغرض جمع الأموال أم غير ذلك؟ بل قد يصل الأمر لأكبر من ذلك، وهو تمويل جهات معادية، وأكدت الصومالي أن المجتمع يجب أن يسهم في الحماية الأمنية، وذلك بالتبليغ عنهم، فالأمر لا يقتصر فقط على وزارة الموارد الاجتماعية والتنمية البشرية، وإنما يجب على جميع فئات المجتمع التبليغ والحفاظ على أمن المجتمع.

وأكدت الصومالي أن المملكة تدعم الفئات المحتاجة وتوفر لهم الجمعيات الخيرية المرخصة من قبل وزارة الموارد البشرية، وعليه فإن العاطفة لا ينبغي أن تغلب علينا، وللأسف فإن المجتمع أسهم بظهورهم، وذلك حينما غلب جانب العاطفة وأهمل العقل.


نشر الشائعات

حول الإطار العام للأمان المجتمعي، قالت الصومالي: إن انتشار هذه الفئات تتسبب في انتشار الشائعات وإظهار المجتمع بصورة أنه يعاني ماديا، خاصة أن البعض منهم يرتدي الزي الوطني (الثوب) أو يتنكر بالعباءة، مما يؤدي لعدم تمييز جنسياتهم مما يؤدي لانتشار مثل هذه الشائعات، ويؤثر على الجهود العظيمة التي تقوم بها المملكة.

النواحي القانونية

حول الإجراءات القانونية المتبعة في حق هؤلاء المتسولين، بين المحامي نواف النباتي، أنه وبعد القبض على هؤلاء المتسولين، تتم إحالتهم للنيابة العامة التي تحقق معهم لمعرفة وجهة هذه الأموال، فقد تكون هذه الأموال مرتبطة بجريمة غسيل أموال أو قد تكون تمويلا لجماعات معادية للمملكة.

وعن العقوبات أشار النباتي، إلى أن العقوبة تختلف حسب الغرض من جمع هذه الأموال، فإن كان التسول لغرض استفادة شخصية من الأموال تكون عقوبته تعزيرية تعود لتقدير القاضي، ومن المكن أن تكون سجنا فقط أو سجنا وغرامة، والإبعاد في حال كان غير سعودي، وحول تنكرهم بالزي النسائي، أشار النباتي إلى أنه يمكن في هذه الحالة إضافة تهمة انتحال شخصية نسائية. وبالنسبة للجرائم المتعلقة بالإرهاب، فإنهم يحالون للمحكمة المختصة بهذه المسألة التي تقع في مدينة الرياض.


مكافحة التسول

أوضحت إدارة مكافحة التسول التابعة لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية أنها تهدف إلى تحقيق أسس التوجيه والإصلاح السليمة للمتسولين السعوديين، حيث يوجه ذوو العاهات والعجزة إلى دور الرعاية الاجتماعية للاستفادة من خدماتها، ويحال المرضى إلى المستشفيات المتخصصة، حيث تقدم لهم الرعاية الصحية المناسبة دون مقابل، أما المحتاجون مادياً فتصرف لهم المساعدات المالية من الضمان الاجتماعي أو الجمعيات الخيرية بعد دراسة حالتهم، كما يحال الصغار والأيتام الذين تنطبق عليهم لوائح دور التربية إلى هذا الدور، حيث توفر لهم الإقامة المناسبة والتنشئة الاجتماعية السليمة، أما المتسولون الأجانب الذين يشكلون نسبة عالية من المتسولين، فإن مهمة متابعتهم وإنهاء إجراءات ترحيلهم تعنى بها الجهات الأمنية المختصة.

ويوجد 4 مكاتب تابعة لإدارة مكافحة التسول تقوم بالتالي، فيما يخص المتسول السعودي: استضافة المتسول السعودي المقبوض عليه من قبل اللجان الميدانية.

بحث حالة المتسول السعودي المقبوض عليه اجتماعيا واقتصاديا ونفسيا وصحيا. تقديم الخدمات الاجتماعية الصحية والنفسية والاقتصادية للمتسولين السعوديين حسب احتياج كل حالة. القيام بالرعاية اللاحقة للمتسولين السعوديين المقبوض عليهم.


مكافحة التسول

4 مكاتب لمكافحة التسول

أبرز المهام:

استضافة المتسول السعودي المقبوض عليه من قبل اللجان الميدانية.

بحث حالة المتسول السعودي المقبوض عليه اجتماعيا واقتصاديا ونفسيا وصحيا.

تقديم الخدمات الاجتماعية الصحية والنفسية والاقتصادية للمتسولين السعوديين حسب احتياج كل حالة.

القيام بالرعاية اللاحقة للمتسولين السعوديين المقبوض عليهم.

استضافة العمالة الهاربة من منازل أصحاب العمل.

استضافة العمالة المنزلية المحالة من جوازات المطارات والتي يتأخر أصحاب العمل عن استلامهم.

8 مكاتب للمتابعة الاجتماعية

أبرز المهام:

صرف إعانات ذوي الاحتياجات الخاصة.

متابعة الأطفال ذوي الظروف الخاصة لدى الأسر البديلة وصرف الإعانات للأسر الحاضنة.

مركز رعاية شؤون الخادمات بالرياض:

يقوم باستقبال الخادمات الهاربات من منازل أصحاب العمل بالتعاون والتنسيق مع الأجهزة المعنية الأخرى في المملكة، وكذلك استضافة خادمات المنازل القادمات للعمل من خارج المملكة وتعاني بعض الظروف مثل عدم استقبال أصحاب المنازل لهن في المطارات والإشراف على رعايتهن اجتماعيا وصحيا وتقديم الخدمات الأخرى كالإرشاد والتوجيه والإعاشة والكسوة وإشغال وقت فراغ الخادمات بما يعود عليهن بالنفع من خلال البرامج والأنشطة لحين تسوية حقوقهن وإنهاء وضعهن من قبل الجهات الأمنية.

مراكز الأطفال المتسولين الأجانب بمكة المكرمة:

يقوم باستضافة الأطفال المتسولين الأجانب ما دون سن الثامنة عشرة وإيداعهم بالمركز الإيوائي بفرعيه الرجالي والنسائي وتقديم أوجه الرعاية المتكاملة لهم لحين التحقيق معهم من قبل الشرطة والجوازات وإنهاء أوضاعهم.