كان الإنسان في الأصل يعبر عن الطقوس بواسطة الرقص، ومن خلاله كانت الشعوب القديمة تعبر بشكل طبيعي عما يثيرها وعن أحاسيسها العميقة.

يمكنك تلخيص قصة كتاب «أسرار جدتي» الذي غاصت فيه عميقا روزينا فوزية الراوي وهي تتتبع «طقوس الرقص الشرقي الفولكلورية وقدراته الشافية» بحسب ما أوردته عنوانا فرعيا للكتاب.

تأثير الجدة

القسم الأول من الكتاب «كيف بدأ كل شىء» خصصته الكاتبة - التي أجبرتها ظروف سياسية في بلدها العراق، على الهجرة إلى أوروبا مرورا بلبنان، الذي غادرته أيضا لظروف الحرب الأهلية - لسيرة ذاتية، تضمنت في ثناياها سيرة جزء من مجتمع العراق خلال الأربعينينيات والخمسينيات من القرن الماضي، سواء البادية من خلال جدتها، صاحبة التأثير الأكبر فيها، أو مدينة بغداد التي نشأت فيها، وقضت طفولتها في منزل كبير، مكون من طابقين بالقرب من نهر دجلة. وكان جداها يعيشان مع أسرتها في الطابق الأعلى، حين نادتها جدتها «تعالي اجلسي بقربي، احملي هذه الطبشورة بسدك الآن، ارسمي نقطة وركزي طاقتك على هذه النقطة الواحدة. فهي البداية والنهاية، هي سرة العالم».

نظام أمومي

تتطرق الكاتبة لكيف كانت الطقوس ورقصاتها الخاصة، تعزز الروابط بين أفراد المجتمع، أو تعبر عن الفرح والسرور، أو تسبح الحياة، واصلة إلى «أنه من خلال هذه الرقصات كان الرجال والنساء يحاولون فهم سر الحياة والطبيعة، وفوق كل شئ الولادة والموت، وهما اللغزان الأكبر على الإطلاق».

وتاريخيا تعود بنا لزمن الأساطير ونشأتها وعلاقتها بالرقص، الذي كان ميزة رئيسة لكل العبادات والأديان القديمة القائمة على النظام الأمومي.

رمز الخصب

كانت النساء في المجتمعات الجنانية القائمة على النظام الأمومي، يؤمن معظم أساسيات البقاء، ويشغلن المناصب الاجتماعية الأساسية، والنساء هن من جعل الرقصات التي تنم عن ابتهاج غامر مناسبات اجتماعية، وكانت عشتار أحد أقدم النماذج الأصلية للأم العظيمة، ممثلة رمزية الآلهة البابلية، التي ترمز من جهة إلى الأرض والخصب، ومن جهة ثانية إلى الموت والدمار. وغالبا ما كانت تصور بعينين مشتعلتين، وهما رمز التنور والروح، وبسرة مشتعلة، وهي رمز الخصب والموت.

وهكذا تمضي الكاتبة، مستعرضة كيف كانت الأسطورة تستعيد شرح الشعوب القديمة لتبدل الفصول، إضافة إلى قلقهم من أن الشتاء قد لا يجعل الأرض خصبة ثانية.

التاريخ الإنساني

بقيت رقصة عشتار بخماراتها حية عبر التاريخ. وقد فسرت بطرق مختلفة وفقا لمواقف اجتماعية مختلفة من النساء. وتستطرد الكاتبة «بالرغم من أنه لايمكننا تكوين فكرة عن رقص إشتار المغوي، فمن المنطقي افتراض أن حركاتها كانت مشابهة لرقصة هز البطن. والوشاح المعقود حول وركي كل امرأة راقصة شرق أوسطية يذكرنا برقصة إشتار، وهو يحول امرأة اليوم إلى مترجمة حاضرة قائمة من زمن بعيد».

تحتوي كل الأساطير التي تتناول التاريخ الإنساني، على قصص مشابهة عن الموت والولادة مجددا في العالم الطبيعي، ومرة بعد أخرى، يتم اكتشافها من خلال الرقص.

رقص بلدي

انتشرت رقصة هز الحوض في المناطق الزراعية، بصفة خاصة، وباتت رقصة شعبية تشكل جزءا من المراسم الاحتفالية الطقسية. وكانت مقبولة هناك على الدوام، ولا سيما في مصر حيث عرفت بالرقص البلدي، وهو رقص أنثوي غير مصقول، يلعب فيه الحوض والوركان دورا رئيسا، ويكاد يكون هذا الرقص جزءا من أي حدث اجتماعي، ولا سيما حفلات الأعراس، وطقوس الختان، والأعياد العائلية.

روزينا فوزية الراوي

خبيرة في الدراسات العربية وعلم الأعراق البشرية

تقيم في القدس وفيينا

تدرّس الرقص الشرقي

ولدت في بغداد

تلقت دراساتها العليا في جامعات القاهرة وفيينا

رموز خصب في الحضارات القديمة

الشرق الأوسط

إشتار، عشتروت

مصر

إيزيس، معات

روما القديمة

جونو، ديانا، لونا، تيتانيا

في اليونان

ديميتر

أرتنيميس

أفروديت

أوروبا

في الشرق الأدنى

دورغا

«الهند»

تارا

«التيبت»

كوان ين

«الصين»

كانن

«اليابان»