خلال المؤتمر الصحفي الدوري للتواصل الحكومي، الذي عقد قبل أيام، يقول وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد القصبي، إن المملكة اليوم تعيش حراكًا تنمويًّا غير مسبوق في القطاعات كافة، وهو أمر يستند إلى لغة الحقائق والأرقام، كما تكشف لنا في تصريحات سمو ولي العهد.

هذه المقدمة كافية لتوصيل رسالة «بالبنط العريض» بأن الإعلام لدينا لم يعد إعلام «السناب الشات» أو إعلام كل من كتب أمام حسابه في تويتر، أو حتى التيك توك «الإعلامي فلان الفلاني»، حتى أصبح من يجد نفسه «فاضي» يشغل نفسه في وقت فراغه «بالإعلام» بدلا عن ممارسة الرياضة أو مشاهدة الأفلام، وكأن الإعلام هواية فقط، حتى أصبح البلد مليئا بهواة الإعلام، وفي الحقيقة أنه قليل منهم من يفرق بين الإعلام والتسويق، فأصبحوا هواة في ذا وذاك، والكارثي أنني أعرف خريجي إعلام، حتى أن بعضهم بعد أن «مل العطالة»، قد ابتعث على حسابه الخاص لإكمال دراسته العليا في أوروبا وغيرها، وحاليا «يبيع عسلا وزيت زيتون» بينما الهواة قد «حلوا محله».

أذكر أنني حضرت محاضرة بعنوان «الإعلام السعودي في ظل رؤية 2030» للدكتور عثمان الصيني رئيس تحرير صحيفة الوطن «وهذا ليس تطبيلا» فمن يعرفه يعلم أنه بغني عني وعن تطبيلي، ولكن المحاضرة كانت لمدة ساعة تقريبا، وكأنها «كورس» لسنوات عن الإعلام الحقيقي، وكيف أن الإعلام سمي بالسلطة الرابعة، بعد ابتكاره من السلطة الأولى للرقابة على السلطات المتبقية، وهذا سبب كاف لنعلم كيف أن أعداءنا استخدموا الإعلام، لمحاربتنا حربا لم يستطيعوا أن يخوضوها بالأسلحة النووية والدمار الشامل، ولكن هل الإعلام لدينا قد أعد العدة الكاملة، لنكون جيشا إعلاميا يعرف كيف يخوض موجة الإعلام التي تغمر العالم، حتى أصبح الإعلام يسقط دولا ويقيم أخرى.

أتذكر كيف أن هناك رسائل مسربة بين مسؤولين أمريكيين سابقين، وبين بعض الجهات الإعلامية التي نفخت في رماد «الربيع العربي» حتى أشعلته نارا، لأنهم يعلمون أن الإعلام هو الوقود لما دار ويدور حتى يومنا هذا، ولكن السؤال هنا، هل وزارة الإعلام أو الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، قد تأكدت من أن كل من «يسمي نفسه إعلاميا» لديه القدرة على حمل هذه الرسالة العظيمة على عاتقه، خصوصا وأن أحد أمراء المناطق في اجتماعه مع ممثلي الجهات الإعلامية، في تلك المنطقة قبل أسبوعين تقريبا، يقول لهم «أنتم عيني الثالثة».

السؤال هنا، هل هناك دورات مجانية تخصصية، يمكن لحامل التصريح الإعلامي الوصول إليها من خلال بيانات بطاقته الإعلامية؟ وهل هناك تقييم لما يقوم به الإعلامي ويضاف إلى ملفه الإعلامي بتوثيق رسمي؟ وهل هناك أمل أن يحصل «الإعلاميون المتعاونون» على أية مزايا لجعل عملهم أكثر مهنية واحترافية، بتحديد صلاحياتهم ومنحهم القوة في إبراز الوجه المشرق للإعلام؟ أم أن هواة الإعلام أو بالأصح هواة الـ«Show» هم من يلمع نجمهم؟ فقبل أن يتركوا على حالهم، يوسعون الفجوة بين الإعلام والمجتمع. أتمنى من الجهات المسؤولة أن تُجري لهم اختبارا موحدا يتكون من «سؤال بسيط.. ما هو الإعلام؟».